رغم اعتباره من أشد المدافعين عن السلام.. رحل شيمون بيريس آخر جيل مؤسسي دولة إسرائيل ولا يزال السلام مجرد حلم في المنطقة.
شيمون بيريس، الذي وافته المنية اليوم الأربعاء عن عمر يناهز 93 عاما، هو الرئيس التاسع لدولة إسرائيل والذي تدرج في معظم مناصبها القيادية، وتولى رئاسة الوزراء مرتين ووزارات الخارجية والمالية والإعلام، وعين نائبا لوزير الدفاع.
وكان بيريس مهندسا للمشروع النووى الإسرائيلى في "ديمونة" خلال حقبة الخمسينيات، عندما كان الذراع اليمنى لرئيس الوزراء الأول لدولة إسرائيل ديفيد بن جوريون.
امتد المشوار السياسي لشيمون بيريس منذ إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948، وحاز على جائزة نوبل للسلام مشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في عام 1994، وذلك بعد عام واحد على إبرام اتفاق سلام مؤقت فشل في الوصول إلى معاهدة دائمة.
وبيريس، الذي كان يروق له التقاط الصور الخاصة بجانب أحواض الزهور وأثناء غرس الأشجار، أحد أهم قادة العدوان الثلاثي على مصر 1956، وكان شريكا لشارون في ممارسات قمع انتفاضة الأقصى الفلسطينية عام 2000.
وكان من أهم الشخصيات التي تشارك في اتخاذ القرارات المتعلقة بسياسات إسرائيل تجاه المنطقة العربية، كما تبنى في كتابه الذي حمل عنوان "الشرق الأوسط الجديد" بلورة علاقات سلام اقتصادي وسياسي بين إسرائيل والدول العربية وعلى رأسها مصر.
وبيريس هو مهندس معاهدة السلام التي وقعت بين إسرائيل والأردن على الحدود الفاصلة بين الدولتين والمارة بوادي عربة في عام 1994.
ونعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بيريس بقوله "انطفأ ضوء لكن الأمل الذي منحنا إياه سيظل مشتعلا للأبد".
وأعاد بيريس بناء الجيش الإسرائيلي بعد حرب أكتوبر 1973، وكان نائبا في الكنيست الإسرائيلي لمدة 48 عاما متتالية.
وفي مفارقة أثارت جدلا في أوساط السياسة المصرية، خاطب الرئيس الإسلامي الأسبق محمد مرسي بيريس لاعتماد السفير المصري الجديد في إسرائيل بعبارة "عزيزي وصديقي العظيم" رغم أن الاثنين على طرفي نقيض.
ويقول سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، ومدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية، إن بيريس هو آخر جيل مؤسسي دولة إسرائيل ومن القلائل غير العسكريين الذين تقلدوا أرفع المناصب داخل إسرائيل، وأحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق أوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993.
ويضيف غطاس، في مقابلة مع أصوات مصرية، أن شيمون بيريس زار مصر أكثر من مرة والتقى خلالها بالرئيسين السابقين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، مؤكدا أنه كان يتمتع باحترام وتقدير المؤسسات الرسمية المصرية.
ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة المصرية أو الدول العربية على وفاة بيريس.
ويوضح غطاس أن حزب العمل اليساري الذي انتمى إليه شيمون بيريس هو من أشرس الأحزاب الإسرائيلية التي قامت بعمليات عدائية ضد العرب بشكل عام والفلسطينيين تحديدا، لكن تحولاً ما طرأ على بيريس حوله إلى داعية للسلام ومتحدث عن الحاجة لقبول تنازلات أمام المطالب الفلسطينية بالحق في الأرض.
وحظى شيمون بيريس بتأييد وتقدير عالمي واسع، رغم نوبات الهجوم الشرسة التي كان يتعرض لها داخل إسرائيل على يد صقورها مثل بنيامين نتنياهو وأرئيل شارون.
تعليقات الفيسبوك