"104 القاهرة" هو عنوان رواية صدرت حديثًا عن بيت الياسمين للنشر والتوزيع، للكاتبة ضحى عاصي، تدور أحداثها في القاهرة منذ بداية الخمسينات ولمدة حوالي نصف قرن.
وتظهر الرواية القاهرة كمدينة تصهر ثقافات الأولياء والمتصوفين مع الفلسفة اليونانية، والغناء والحكي ووصفات السحر الشعبي، من خلال مجموعة من الشخصيات في مقدمتهم انشراح عويضة بطلة الرواية.
وتقول مؤلفة الرواية، ضحى عاصي، لأصوات مصرية، "وأنا باكتب الرواية ماكنتش قاصدة أن البطلة والشخصيات الرئيسية يكونوا ستات، أخدت بالي بعد ما خلصت الرواية، وبدأوا النقاد يسألوني ليه عملت كده".
وتضيف "الخطوط الرئيسية للرواية لا يمكن مناقشتها إلا من خلال ست وبالتالي الشخصيات الرئيسية كان لازم تبقى ستات والرجالة في الخلفية". وتقول "الكتابة عن الستات مش عيب، وده عمل إبداعي".
وتنطلق الرواية من التفاصيل اليومية والمعاشة لسيدة بسيطة لترصد من خلالها الكاتبة التخبط السياسي والأيديولوجي الذي عاشته مصر في تلك الفترة الزمنية، وكيف أثر هذا التخبط علي نفسية وشخصية المصريين، وعلاقتهم بذواتهم ورؤيتهم للعالم وللآخرين.
وحاولت الكاتبة في هذا العمل أن تركز على البشر وقدراتهم المتميزة بعيدًا عن التصورات النمطية أو وضعهم الطبقي والاجتماعي، فالبطلة انشراح عويضة "الفقيرة غير المتعلمة" هي الأكثر تماسكا ووضوحا والأكثر قدرة على دعم ومساندة الآخرين.
وتقول ضحى عاصي "بالرغم من قوة انشراح النفسية الفطرية ولكنها كجزء من مجتمع يعاني من التخبط أيدلوجيا وسياسا تعيش صراعاتها النفسية بين عالم الواقع الذي لا يمنحها أي قوة ويشكل ضغطا عليها، وبين أحلامها التي تحاول أن تروض الواقع من أجل تحقيقها".
وتضيف "ركزت الرواية على منظومة القهر الاجتماعي والتي تطول الجميع على اختلاف مراكزهم ونفوذهم، وبحث الإنسان عن مخرج نفسي لأزماته من خلال المعتقد الشعبي والموروث وأفكار السحر، وكيف يستخدم الإنسان هذا العالم كملجأ ومدى اقتناعه به".
ولا تعني الكاتبة أن النساء أكثر تأثرا أو اهتماما بالموروث الشعبي أو السحر، موضحة أنها عبرت عن حالة إنسانية من خلال سيدة يمكن أيضا أن يعيشها رجل، وانطلقت من مشاكل انشراح الخاصة إلى مشاكل المجتمع العامة.
ولم تفسر عنوان الرواية "104 القاهرة" رغبة منها في ترك القارئ يستمتع بأحداث الرواية ويعرف معنى عنوانها من خلال الأحداث.
تعليقات الفيسبوك