"نساء في مصر الثورية" هو عنوان كتاب صدر حديثا عن الجامعة الأمريكية، يرصد التحول المجتمعي في التعامل مع قضية التعدي على جسد المرأة و"ثقافة البوح" التي بدأت مع ثورة 25 يناير.
ويحتوي كتاب "نساء في مصر الثورية - الجندر والجغرافيات الجديدة للهوية" الصادر باللغة الإنجليزية، للباحثة د.شيرين أبو النجا، أستاذ الأدب الإنجليزي، على خمسة فصول تتناول البعد الجندري (النوع الاجتماعي) في "ثورة يناير"، وترصد أصوات شاعرات شابات تشكل وعيهن مع ثورة يناير.
وتقول د.شيرين أبو النجا، لأصوات مصرية، "الهدف من الكتاب هو تحليل خروج النساء المصريات إلى ميادين التحرير خلال الـ18 يوما وما بعدها، ورصد التغيير الذي أحدثه في الذاتية النسوية (كيف تتشكل الذات نتيجة العوامل المحيطة بها)".
وتضيف "ركزت أكثر على الذاتية النسوية بعد الانتهاكات والتعديات، وتأثير ذلك على النساء وعلى مشاركتهن".
وشيرين أبو النجا هي أستاذ الأدب الإنجليزي والأدب المقارن في جامعة القاهرة، ولها كتابات كثيرة بالإنجليزية والعربية عن الأدب والثقافة، وهي من المهتمين بقضايا النوع الاجتماعي "الجندر".
وركز الكتاب كذلك على تحليل رؤية الأدبيات الغربية لخروج النساء في ثورة 25 يناير وما تبعها من أحداث، ورأت الكاتبة أن الأدبيات الغربية احتفت بذلك، لكنها ركزت على خروج النساء المصريات إلى الميادين وكأنهن لم يشاركن من قبل، معتبرة ذلك تشويهاً للتاريخ، ومشيرة إلى خروج النساء بدءا من ثورة 1919، حتى عام 2005.
وأوضحت د.شيرين أبو النجا، أن هذا الخروج والتواجد المكثف للمرأة أعاد التوازن في علاقات القوى فيما يتعلق بالجندر في المجتمع، قائلة "رصدت بعض الإيجابيات خلال تحليلي منها الطريقة التي تم التعامل بها مع التحرش فيما بعد".
وأضافت "ما لفت انتباهي هو فكرة بوح النساء عن ما تواجهه من تعدي وتحرش، وهو ما لم يكن موجودا قبل ذلك نتيجة اعتبار التعدي على جسد المرأة جزء من منظومة الشرف واعتبار الحديث عن التحرش والاعتداء عيب".
وقالت أستاذ الأدب الإنجليزي "قدرة النساء على البوح في حد ذاته خطوة للأمام، خاصة أن الإنترنت جعل هذه الشهادات تنتشر".
ورصد الكتاب التحول في الأصوات الشعرية النسائية، حيث رأت الكاتبة أن هناك جيلاً من الشاعرات أكثر جرأة في اختيار الموضوعات، وطريقة إلقاء القصائد، قائلة "الشعر جنس أدبي ظهر فيه تحول في واقع النسوية".
واعتبرت كل المحاولات النثرية الأخرى (الرواية والقصة القصيرة) وقعت في فخ الرصد، عكس ما حدث في الأصوات الشعرية من تحول واضح وملموس.
ولاحظت أن النساء خلقن بخروجهن مساحات للتغيير والنضال ضد ثقافة عملت على تهميش المرأة ووضعها في صورة التابع الذي يجب ألا ينهض أبداً، قائلة "بخروج المرأة في 25 يناير كان فيه مساحة للتعددية من حيث الجندر والطبقة والسن والدين والخلفية السياسية".
تعليقات الفيسبوك