إلى قلب الصعيد سافرت لجمع حكايات النساء على مدى أكثر من عام، ونشرتها تباعا في سلسلة مقالات قبل أن تجمعها في كتاب يصدر قريبا عن دار "بتانة" للنشر بعنوان "الصعيد في بوح نسائه".
وقالت سلمى أنور، كاتبة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، لأصوات مصرية، إن "نداهة الكتابة جذبتها للسفر إلى الصعيد لجمع قصصها المسكوت عنها، خاصة حين يتعلق الأمر بحكاوي النساء".
"الثأر، وطقوس الزواج، والختان، وعالم العفاريت والخرافات، وقصص النساء المعنفات".. موضوعات تطرق إليها كتاب سلمى أنور عبر 25 قصة من أسوان، وسوهاج، وأسيوط، وقنا لنساء حملن أسماء مستعارة خوفا من عواقب البوح.
وأشارت الكاتبة إلى أن الدراما فقيرة أمام بعض القصص المبهرة التي وجدتها عند نساء الصعيد، قائلة "الست هي أصل الحكايات خاصة الجدات ولو ارتاحتلك هتفتحلك خزانة أسرارها ولو مرتاحتلكيش مش هتقولك ولا كلمة ولازم يكون عندك وسيط يقنعها تتكلم معاكي ولو من ورا حجاب".
وكان من بين بطلات الحكايات المعنفة والمطلقة ومن تحملت "الضرة" لأنها لا تنجب الذكور، ومن خرجت لتعمل وتعيل أسرتها بعد أن اختبىء رجال العائلة خوفا من الثأر.
وقالت سلمى أنور إن ما يميز المرأة الصعيدية هي خبرتها بعد أن علمتها الحياة ومجالس النساء قبل أن تعلمها المدارس، مضيفة "البنت في الصعيد بتنضج قبل ما توصل لسن 17 لأنها بتقعد في مجالس الستات وتعرف منهم إزاي الست في الصعيد بتدير حياتها وازاي بتلف حوالين مشاكلها لأن معندهاش فرصة المواجهة والحيل اللي في إيدها".
وأشارت إلى أن الإيمان بالغيبيات وعالم الجن والعفاريت مكون أساسي في شخصية الصعيدية، وتقول سلمى أنور "الست هناك مرتبطة أكتر بالعالم الغيبي وبتلجأ للحجاب أو حد يقراها قراية عشان تبعد عن نفسها وعن عيلتها الحسد والعكوسات".
أما عن فتيات الصعيد اللاتي انخرطن في المدينة للدراسة، فتقول إنها وجدتهن لا يختلفن عن أي بنت قاهرية في طريقة الملبس والحديث ولكن يبقى "الأصل غلاب" في العادات والتقاليد.
أما الريفيات ممن لم يغادرن قراهن إلا مرات نادرة فقالت عنهن "البنت منهم لسه بتحب بطريقة ماجدة وفتى أحلامها شبه رشدي أباظة، لسه بكر أوي في مشاعرها ورؤيتها للحياة".
وأشارت إلى أن الفنانة شريهان -من وجهة نظرها- أبرع من قدمت دور الفتاة الصعيدية من خلال أفلام عرق البلح والطوق والأسورة، قائلة "شريهان كانت بديعة في أدائها للصعيدية وعرفت إزاي تلبس شخصيتها بشكل مدهش لمسته لما رحت واتكلمت معاهم وعرفت عن عالمهم".
وتقول إن من أكثر القصص التي أدهشتها أنه حتى هذه اللحظة لا يزال هناك تصنيف للنساء على حسب من تلد الذكور فقط، ومن تلد الذكور والإناث، ومن لا تلد إلا إناثا، وتضيف "دي كانت صدمة بالنسبة لي لا تقل عن حكايات العفاريت".
وصدر للكاتبة من قبل كتاب "الله .. الوطن ..أما نشوف"، ورواية "نابروجادا" ويصدر لها قريبا ديوان شعر بعنوان "سأعيد طروادة إلى أهلها ثم أحبك" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
تعليقات الفيسبوك