نجحت "ياسمين القاضي" مصممة أزياء مسلسل "جراند أوتيل" في بث الحياة في شخوصه المرسومة على الورق، موزعة بينهم الفساتين والبذات والقبعات وأربطة العنق وعقود اللؤلؤ بما يليق ويفرق بين الهوانم والبهوات وبين الخدم.
وقالت ياسمين القاضي (32 عاما)، لأصوات مصرية، إن المسلسل تجربتها الأهم والأولى من نوعها وإن الإشادة الجماهيرية بالدور الذي لعبته الأزياء في الأحداث جعلتها "خائفة" و"قلقة" من أعمال قادمة لا ترتقي لمستوى ما قدمته في "جراند أوتيل".
وعملت ياسمين القاضي "مساعد ملابس" في عدد من المسلسلات من بينها "طريقي" و"عاوزة أتجوز" ويعد مسلسل "جراند أوتيل" أول عمل تشارك فيه بدور البطولة المطلقة في تصميم الأزياء.
و"جراند أوتيل" إنتاج مصري مقتبس عن مسلسل أسباني، عرض في رمضان 2016، السيناريو والحوار لتامر حبيب ومن إخراج محمد شاكر خضير، ويتشارك في بطولته عمرو يوسف وأمينة خليل وأنوشكا وسوسن بدر ودينا الشربيني وأحمد داوود ومحمد ممدوح.
وتدور أحداث المسلسل في فترة الخمسينات، حيث يبدأ "علي" في البحث عن شقيقته المختفية، التي كانت تعمل خادمة في أحد الفنادق الكبرى بأسوان وتتوالى بعدها المفاجآت في "الجراند أوتيل".
*صور الجدات وراء فساتين "جراند أوتيل"
وبدأت ياسمين في تحضير دولاب ملابس كل شخصية قبل شهرين من بدء العمل بعد قراءتها لسيناريو المسلسل، قائلة "تحمست جدا لما المخرج عرض عليَّ الفكرة وذاكرت فترة الخمسينات من خلال صور جدتي وصور أجداد أصحابي عشان كنت عاوزة أعمل الناس الحقيقية مش بتوع الأفلام".
كما شاهدت العديد من الأفلام العربية والإنجليزية الخاصة بتلك الفترة قائلة "كنت عاوزة عيني تاخد على الفترة دي، ومكنتش بركز مع لبس الناس وأنا ماشية في الشارع عشان أقدر أنفذ تصميمات من ابتكاري لكن بروح الخمسينات".
*أقمشة المسلسل من الوكالة
وربما يفاجأ متابعو "الجراند أوتيل" بأن أزياءه بالغة الرقي والأناقة كان مصدرها "وكالة البلح"، وتقول ياسمين "اشتريت القماش بتاع المسلسل كله من الوكالة، وعندهم أتواب قديمة جدا وهايلة وكنت محتاجة خامات ورسومات قديمة زي اللي كانت موجودة زمان".
*نازلي تميزت بالبساطة وورد "محدثة نعمة"
وكشفت ياسمين القاضي عن كواليس اختيارها لدولاب ملابس كل شخصية قائلة "اخترت لنازلي خط البساطة، في الألوان والإكسسوارات والتصميمات فكان لبسها مبيخرجش عن الأبيض والروز والأزرق السماوي والباستاج مع ماكياج هادي وإكسسوارات بسيطة".
وأضافت "فلو لبست عقد لولي بيكون دور واحد على عكس أختها آمال اللي شخصيتها أقرب لشخصية والدتها قسمت هانم فكانت بتلبس عقد اللولي أكتر من دور وملابسها أكتر فخامة".
وأضافت "حرصت في أزياء قسمت هانم صاحبة الشخصية القوية اللي مبتتهزش إنها تفضل محافظة على شياكتها طول الوقت مهما كانت الظروف والمشاكل اللي بتقابلها، حتى وهي في أوضة نومها لكن دايما بتكون مستعدة إنها تستقبل أي حد وهي في كامل أناقتها".
أما "ورد" الخادمة التي لعبت دورها دينا الشربيني فتقول مصممة الأزياء إن ورد طوال عمرها تحلم بأن ترتدي مثل "الهوانم" لكنها حتى بعد أن صار لديها المال لم تنجح في أن تصبح مثلهم تماما.
وتضيف "كنت قاصدة إني أخليها تظهر كمحدثة نعمة، من خلال المبالغة في اللبس الغالي والمجوهرات لإنها في النهاية خدامة وده مش أصلها".
على العكس من ذلك تظهر سوسن بدر أو "الست سكينة" التي كانت أكثر خجلا من ورد ولم تحاول أن تقلد الهوانم، وتقول ياسمين "سكينة من جواها حاسة إنها مش زيهم وعشان كده معرفتش تلبس زي قسمت هانم واختارت إنها تلبس لبس كويس لكن بسيط من غير مبالغة في الأناقة".
*اختيار ملابس "علي" الأصعب
أما فيما يخص أزياء الرجال فقالت إن شخصية مراد بيه التي قدمها الفنان أحمد داوود تشبه شخصية قسمت هانم من حيث الحفاظ على الأناقة تحت أي ظرف.
وتضيف "عنده بدل كتير وبيعرف إزاي يلبس وينسق ألوان المنديل والكرافت مع البدلة، ومهما كانت مشاعره عمره ما ظهر مبهدل في نفسه زي أمين مثلا اللي كان بيتعامل بتلقائية".
وتشير إلى أن شخصية أمين التي لعبها الفنان محمد ممدوح من أقرب الشخصيات إليها في المسلسل قائلة "بحب أمين جدا وحاولت أخليه مميز في لبسه حتى لما تخلى عن اليونيفورم بتاع الخدم وبقى شريك في الأوتيل عملت له البدلة بفيست".
وأشارت ياسمين القاضي إلى أن "علي" بطل المسلسل كان أكثر من حيرها في أزيائه قائلة "علي مختلف عن البهوات هو فقير وجاي من المنصورة بس في نفس الوقت مكنتش عاوزة أخليه يطلع مبهدل لأن نازلي هتحبه فلازم يلفت انتباهها، فكنت أعمل مثلا جاكت قديم شوية ولما عمرو يوسف يلبسه كان يبقى حلو عليه ويبان كأنه بيه".
*أزياء الخمسينات لا تصلح لشوارعنا حاليا
وتقارن ياسمين القاضي بين أزياء الوقت الحاضر وأزياء الخمسينات قائلة "دلوقتي الأزياء أبسط من زمان ممكن تلبس جينز وتيشيرت وتنزل لكن أزياءهم كانت أشيك وأرقى بكتير حتى الطبقات الفقيرة كانوا بيعرفوا يخيطوا وبيفصلوا لنفسهم لبس بسيط لكن أنيق ومعرفش ليه دلوقتي لازم الفقير يطلع لابس جلابية ومبهدل".
وأضافت "نفسي نرجع نلبس زيهم لكن ده صعب لأن الدنيا بقت زحمة أوي والناس كمان اختلفت عن زمان، أنا لو فكرت ألبس زي نازلي وأمشي في الشارع هتزف والبنات والستات دلوقتي معندهمش الرفاهية دي لأنهم ممكن يتعرضوا للمضايقات والتحرش".
وتابعت "أناقة وفساتين الخمسينات بتتلبس دلوقتي في أضيق الحدود في المناسبات والأماكن المقفولة ومقتصرة على فئات معينة".
وتشير إلى أن بعض موضات الخمسينات عادت في الوقت الحالي لكن بما يتلائم مع طبيعة الألفية قائلة "الجيب المنفوش رجع لكن خامة القماش والرسومات اللي عليها اختلفت عن زمان".
تعليقات الفيسبوك