تعيش إسرائيل حاليا فترة سلام طويلة بعد مرور نحو عامين على آخر حرب خاضتها الدولة اليهودية، مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ظل انشغال جيرانها العرب بمشاكلهم ما يجعل إسرائيل أقل قضاياهم إلحاحا.
وقدمت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني، تقييما للوضع الأمني في إسرائيل، اعتبرت فيه أن إسرائيل "تعيش فترة سلام طويلة" مع الدول العربية المحيطة بها بسبب ما يواجه هذه الدول من تحديات.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الموساد الأسبق إفرايم هيلفي قوله -خلال مناقشة عن تهديد "الإرهاب الإسلامي" في مؤتمر عقدته الصحيفة يوم الأحد الماضي في نيويورك- إن إسرائيل "غير قابلة للتدمير".
وبحسب الصحيفة، شدد هيلفي على أن من وصفهم بـ"أعداء إسرائيل" لا يشكلون "تهديدا وجوديا" للدولة اليهودية، مكررا دعوته التي طالما نادى بها بفتح حوار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال إنه لن يفاجأ مطلقا إذا ما تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد أفيجدور ليبرمان مع حماس في غزة -الأمر الذي أثار دهشة الحضور في المؤتمر.
وقال هيلفي "إذا كان هناك أي خطر على مستقبل إسرائيل فهو نابع من المشاكل الديموجرافية والدينية، فضلا عن الانقسامات الاجتماعية داخل المجتمع".
وبحسب الصحيفة، فخلافا لما يحدث في السياسة -حيث تتباين التصورات باختلاف الأشخاص- فعندما يتعلق الأمر بالمسائل الأمنية فإن الحقائق غالبا ما تكون "صلبة وغير قابلة للنقاش".
وقدمت الصحيفة نظرة عامة للوضع الأمني في إسرائيل، قائلة "يوجد هدوء وطمأنينة على كل الحدود الإسرائيلية. ففي الشمال على الحدود اللبنانية -حيث سيتم قريبا إحياء الذكرى العاشرة لحرب لبنان الثانية عام 2006- تم ردع حزب الله".
وقالت إنه على الرغم من حقيقة أن حزب الله تراكمت لديه -منذ حرب 2006- ترسانة هائلة من الصواريخ والقذائف، بعضها بعيد المدى ويملك القدرة على ضرب أي موقع استراتيجي وعسكري في إسرائيل، وعلى الرغم من اكتساب الحركة اللبنانية الشيعية خبرة في مجال تكتيكات المعارك وتحسين المهارات القتالية بين مقاتليها، "لكن أقدامهم غرزت في أوحال الحرب الأهلية في سوريا، التي تدخل عامها السادس".
"والنتيجة هي أن سكان الجليل يستمتعون بأطول فترة من السلام"، بحسب الصحيفة التي أضافت أن "السلام أيضا ممتد على مرتفعات الجولان".
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من وجود تنظيم القاعدة و"إرهابيي" تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الجانب السوري من الجولان، إلا أنهم "تعلموا التعايش مع جيرانهم الإسرائيليين ليس لأن أيديولوجيتهم تغيرت أو لأن كرهم لليهود والإسرائيليين قل، ولكن لأنهم مثل حزب الله مشغولون في محاربة أعداء آخرين أكثر أهمية بالنسبة لهم ولأنهم يدركون جيدا أن إسرائيل سترد بقسوة إذا ما تجرأ أحد على مهاجمة مرتفعات الجولان".
ومن ناحية الشرق، قالت الصحيفة إن "العلاقات الإسرائيلية الأردنية لم تكن أبدا أفضل من الآن"، مع تحسن العلاقات الأمنية وزيادة التعاون في مجال المخابرات. وهذا هو الواقع أيضا في الجنوب على الحدود المصرية الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن البلدين يتعاونان "في الحرب ضد الإرهابيين الموجودين في سيناء الذين بايعوا الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن مصر وإسرائيل تتفقان في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع حماس في غزة.
وأضافت الصحيفة أنه أسوة بما يفعل حزب الله في الشمال، فإن حركة حماس في الجنوب تسعى لتسليح نفسها والاستعداد للجولة المقبلة من النزاع وهو ما ينطبق على إسرائيل أيضا، ودللت على ذلك قائلة إن قدرات إسرائيل على كشف الأنفاق المؤدية إليها من غزة أصبحت أفضل بكثير من الحرب الأخيرة قبل نحو عامين.
وقالت الصحيفة إن حماس أيضا "ارتدعت"، مشيرة إلى تصريحات قادة الحركة المتكررة بعدم رغبتهم في الانجرار إلى جولة أخرى من العنف.
وبحسب الصحيفة، فإن "إسرائيل لا تواجه أي تهديد أو خطر من الجيوش العربية" خلافا لما كان يحدث بالماضي، مرجعة ذلك إلى معاهدات السلام مع مصر والأردن، وإلى تفكك العراق وسوريا وليبيا وانشغال كل منها في حربها من أجل البقاء وكذلك ضعف أو تبخر جيوشها.
أما إيران -التي تملك جيشا قويا وصواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل- فقد وقعت اتفاقا نوويا مع الغرب أبعدها أعواماً عن إمكانية انتاج قنبلة نووية، وهي كذلك "لديها الآن مشاكل وتحديات أكثر إلحاحا من إسرائيل، كتنشيط الاقتصاد والحروب في سوريا واليمن"، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن "الأعداء العرب السنة لإيران تحولوا لإسرائيل، التي تتوجه بصفقات عسكرية واستخباراتية سرية تقدر بمئات الملايين من الدولارات للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
وتابعت "علاوة على كل ما سبق، ما زالت إسرائيل هي القوة الوحيدة في المنطقة التي تحتكر النشاط النووي، ولديها أقوى جيش وأفضل جهاز مخابرات وقوات جوية، فلا عجب من أنها أكبر قوة في الشرق الأوسط".
تعليقات الفيسبوك