قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن وثائق مسربة أظهرت أن موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أكبر موزع للأخبار حاليا في العالم، يعتمد على معايير أخبارية قديمة وليس على برامج كمبيوتر (خوارزميات) لتحديد أهم القصص التي يعرضها على صفحات نحو مليار شخص يزورون الموقع يوميا.
هذه الوثائق، التي حصلت عليها الجارديان، ظهرت وسط قلق متصاعد بشأن كيفية اختيار "فيس بوك" القصص الإخبارية لمستخدميه. وواجهت الشركة هذا الأسبوع اتهامات بالتحيز ضد مؤسسات اعلامية أمريكية محافظة، مما أثار دعوات من جون ثون رئيس لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأمريكي لقيام المجلس بالتحقيق في الأمر.
وذكرت الصحيفة في تقرير بموقعها على الانترنت أن من المتداول أن عملية تحديد واختيار الأخبار المقدمة من "فيس بوك" تجرى بصورة آلية، والموضوعات التي يتلقاها المشترك تعتمد على مجموعة من العوامل تشمل التفاعل، والجدول الزمني، والصفحات المفضلة، وموقع تواجد المشترك، حسبما تقول صفحة على فيس بوك تجيب على سؤال "كيف يحدد فيس بوك أكثر المواضيع رواجا؟".
لكن الوثائق تظهر أن الشركة تعتمد بشكل كبير على تدخل فريق تحرير صغير لتحديد ما هي الأخبار "الأكثر رواجا". وقد ابتعدت الشركة عن الاعتماد بشكل كلي على نهج "التقنية الخوارزمية" عام 2014، إثر انتقادات لها لعدم وضعها تغطية كافية للاضطرابات في فيرجسون، وميسوري، في متناول يد المستخدمين.
وتشير الوثائق الخاصة بمعايير الشركة إلى تدخل العنصر البشري- وبالتالي اتخاذ قرارات تحريرية- تقريبا في كل مرحلة من مراحل اختيار الأخبار الاكثر تداولا على "فيس بوك"، والفريق مكون من أقل من 12 شخصا يتمثل عملهم في:
- تكليف فريق من محرري الأخبار يعملون على مدار الساعة على كيفية "حقن" القصص الاخبارية إلى وحدة المواضيع الأكثر تداولا، ووضع مواضيع اخرى في "قائمة سوداء" تزال خلال ما يصل إلى يوم بزعم أنها "لا تمثل حدثا في العالم الحقيقي" وهى خطوة متروكة للسلطة التقديرية للمحررين.
- وكتبت الشركة أن فريق محرريها يمكن له أن "يحقن" موضوعا مهما كما لو أن المستخدمين انشأوا شيئا يجذب كثيرا من الاهتمام مثل هاشتاج (وسم) "أرواح السود تهم."
وأشارت الصحيفة إلى أن المعايير التي تعمل من خلالها شركة "فيس بوك" مشابهة لتلك الخاصة بالمؤسسات الصحفية التقليدية ولها أسلوب يشبه الدليل الصحفي لوكالة اسوشيتد برس، وبها قائمة بالمصادر الموثوق بها وتعليمات لتحديد القيمة الخبرية. وأضافت أن المعايير تعزز بالطبع الحجج للقرارات التحريرية التمييزية لـ"فيس بوك" ضد وسائل الإعلام اليمينية. وأضافت أن المحافظين سيصفون غالبية المصادر الأولية لفيس بوك على أنها ليبرالية.
ويبدو أن هذه المعايير المسربة تقوض أيضا زعم نائب رئيس فيس بوك للبحث توم ستوكي الذي نشر بيانا يتناول الجدل في 9 مايو الجاري. وكتب ستوكي "نحن لا ندرج قصصا بطريقة مصطنعة في المواضيع الأكثر تداولا. ولا نصدر تعليمات للمراجعين لدينا للقيام بذلك".
وقالت الجارديان إن بيان ستوكي قد يتوقف على تعريف تعبير "بطريقة مصطنعة"، مضيفة أن ثلاثة محررين سابقين قالوا في مقابلات مع الصحيفة إنهم بالفعل أدرجوا قصصا لم تكن ظاهرة للمستخدمين في قائمة القصص الأكثر تداولا على فيس بوك لجعل التجربة أكثر ارتباطا بالموضوع. وأضافت أن الجميع أنكروا وجود تحيز شخصي، لكنهم قالوا إن العنصر البشري أمر حيوي.
تعليقات الفيسبوك