احتفلت المرأة بأعيادها خلال شهر مارس بطرق مختلفة كان أبرزها التدوين على مواقع التواصل الاجتماعي والعروض المسرحية، معبرة من خلالهم عن مطالبها وقضاياها الملحة.
وبدأت الاحتفالات بيوم المرأة العالمي في 8 مارس، مرورا بيوم المرأة المصرية في 16 مارس، انتهاءً بعيد الأم يوم 21 مارس، ولكل منهم قصة تحكي عن بطولات النساء في مصر والعالم.
*النساء قادرات
بالتزامن مع يوم المرأة العالمي، دعا حزب العيش والحرية (تحت التأسيس) إلى التدوين عن النساء من خلال هاشتاج "#النساء_قادرات" لمدة أسبوع.
ويحتفل العالم يوم 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، وهو ذكرى إضراب عاملات النسيج بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1857 احتجاجا على الأجور الزهيدة وظروف العمل القاسية، حيث خرجت العاملات بمسيرة ضخمة في أنحاء مدينة نيويورك سميت بـ"مسيرة الجوع".
وأشارت أبرز التدوينات إلى قضية "فقر النساء"، فكتبت نشوى زين "هل تعلم أن الأغلبية من الفقراء هم نساء، يشكلون حوالي 67% من إجمالي فقراء العالم، وأن النساء حين يحصلن على دخل ثابت يرفعن المعاناة عن 4 أفراد على الأقل.. من إحصائيات التحالف الدولي للتعاونيات".
وأضافت نشوى "السيدة حين تعمل أول ما تحرص عليه هو تعليم أولادها".
ورأت داليا خلاف -في تدوينتها- أن "السيدة المصرية تعاني منذ سنوات، بعدما أهانها الفقر والعوز والظلم سواء من الرجل أو المجتمع أو منظومة الحكم"، وأشارت إلى المرأة المعيلة أو التي فقدت أي من أبنائها بالوفاة أو السجن أو الاعتقال السياسي أو الاختفاء القسري.
وقالت "إننا شريك لن يهنأ إلا باستقرار الشركة بكل أطرافها ومعايير ومبادئها".
*حرية الحركة حق
وتحت عنوان "#حرية_الحركة_حق"، دشنت مجموعتا "ثورة البنات" و"FemiHub" حملة إلكترونية تدافع عن حق المرأة في التنقل بحرية.
واستمرت حملة "#حرية_الحركة_حق" من يوم 8 مارس ولمدة ثلاثة أيام.
وFemiHub مبادرة نسوية انطلقت في مطلع يناير الماضي لدعم الفتيات المستقلات والساعيات للاستقلال ومساعدتهن لإيجاد فرص عمل لائقة وآمنة.
وثورة البنات هي مجموعة نسوية مصرية إلكترونية مستقلة تسعى إلى وقف التمييز ضد النساء، كما تدعم حقوقهن في الاختيار، وتدافع عن حقوق الجسد الخاصة بهن.
وقالت مي طراف في تدوينتها "من حقنا نمشي في الشارع عادي من غير ما حد يتحرش بينا أو يتقال لنا إيه اللي وداها هناك، ونسافر عادي ونستقل بحياتنا من غير ما نتوصم مجتمعيا ويتقال علينا دايرين على حل شعرنا".
*ولسه
ونظمت مؤسسة المرأة الجديدة وجمعية بادر بقرية العونة في محافظة أسيوط، عرضا مسرحيا بعنوان "ولسه" لنساء القرية في يوم المرأة العالمي.
وحمل العرض عنوان "ولسه" كناية عن "ولسه مكملين ومش هنسيب حقنا".
وتناول العرض أشكالا مختلفة من العنف والتمييز الذي تتعرض له النساء، ومنها الزواج المبكر وختان الإناث، كما سلط العرض الضوء على أهمية خروج النساء للعمل، ومشاركة النساء في صنع القرار داخل الأسرة، وقضية المواطنة بشكل عام.
*أنسة ولا مدام؟
وبالتزامن يوم المرأة المصرية، أقام مشروع "بُصّي" عرضا مسرحيا بعنوان "آنسة ولاَّ مدام"، في المركز الثقافي الفرنسي بالمنيرة.
وتطرق العرض للضغوط المجتمعية التي تتعرض لها الفتاة غير المتزوجة في مصر.
ويحمل هذا اليوم ذكرى سقوط أول ضحية من النساء المصريات في ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني.
كما تظاهرت فيه أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي، وشاركت معها زوجات سياسيين مصريين، وطالبات مدرسة السنية الثانوية للبنات، للتنديد بالاحتلال البريطاني والمطالبة برحيله عن مصر، رافعات شعار الهلال مع الصليب.
وقالت المنسقة بمشروع "بُصّي" يارا أحمد، لأصوات مصرية، إنهم اختاروا المسرح كأداة لتوصيل رسالتهم، لكونه أكثر جذبا للجمهور، ويتضمن مساحة تفاعلية أكبر من الطرق التقليدية الأخرى.
و"بُصّي" هو مشروع فني يهدف إلى خلق مساحة حرة للسيدات والرجال في مصر لحكي التجارب الشخصية المسكوت عنها في المجتمع، بهدف رفع الوعي حول مشاكل النوع الاجتماعي.
*مصر الجديدة
كما أقام مشروع "مدن آمنة" عرضا مسرحيا بعنوان "مصر الجديدة" في مبنى الجريك كامبس بوسط القاهرة، وتناول العرض ظاهرة التحرش في مصر وامتداد جذورها إلى أيام الفراعنة.
وقالت مشرفة المشروع، خديجة الطاهر، لأصوات مصرية، إن العرض يبدأ من عصر الفراعنة وصولا للعصر الحالي ويوضح كيف تزايدت وانتشرت ظاهرة التحرش في كل أنحاء مصر بما في ذلك الصعيد ومناطق البدو رغم احتشام أزياء النساء والتقاليد المحافظة في تلك المناطق.
وتشير إلى أن عقوبة التحرش في العصر الفرعوني كانت "رادعة" والمشكلة حاليا عدم تفعيل القوانين التي تعاقب المتحرش.
وكانت عقوبة من يغتصب امرأة في عصور الفراعنة هي قطع عضوه التناسلي.
وأضافت "نحاول من خلال المسرح أن نتفاعل بشكل أكبر مع الجماهير وتشجيع الفتيات على عدم الصمت والدفاع عن حقوقهن".
وتأسس مشروع "مدن آمنة" عام 2012 بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة ومؤسسة كير الدولية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بهدف مكافحة العنف ضد النساء، ويستهدف ثلاث مناطق هي عزبة الهجانة وإمبابة ومنشأة ناصر.
*تكريم الأمهات المثاليات
وشهد الاحتفال بعيد الأم تكريم عدد من الأمهات المكافحات من قبل وزارة التضامن الاجتماعي، بينهم أم مثالية عن كل محافظة، وأب مثالي كرمز لتكريم الأب، وأم بديلة قامت برعاية ابن من الأبناء المحرومين من الرعاية الأسرية وذلك وسط أبنائها الطبيعيين.
كما كرمت أم ممثلة لذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد من أمهات شهداء القوات المسلحة والشرطة.
ويعود الاحتفال بعيد الأم لعام 1956، حيث دعا الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين للاحتفال بالأمهات في يوم 21 مارس من كل عام، بعد أن ذهبت له سيدة في مكتبه بجريدة "أخبار اليوم" وحكت له عن جحود ابنها الذي ربته بمفردها بعد وفاة زوجها، وعلمته حتى صار طبيبا وساعدته على الزواج لكنه تركها بعد زواجه ولم يسأل عنها.
وتأثر مصطفى أمين بقصة السيدة ودعا لتكريم الأمهات وتخصيص عيد لهن، وبالفعل لقيت دعوته استجابة واحتفل بعيد الأم لأول مرة في 21 مارس عام 1956.
وكرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأمهات اللاتي تم اختيارهن ومنحهن وسام الكمال من الطبقة الثانية.
ووجه الرئيس بمنحهن مكافآت تتمثل في مبلغ مالي قدره 50 ألف جنيه أو أداء فريضة الحج تقديراً لعطائهن.
تعليقات الفيسبوك