عملت آمال أحمد محمد في مهنتين لأكثر من عشرين عاما، لتُعين زوجها على تربية وتعليم 5 أبناء، وأوصلت ابنتها ذات الاحتياجات الخاصة في رحلة التعليم إلى الجامعة، ولهذا استحقت أن تكون إحدى المكرمات بلقب الأم المثالية لهذا العام.
وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، خلال مؤتمر صحفي أمس بمقر الوزارة، عن 34 اسما سيجري تكريمهم بمناسبة عيد الأم.
وتضمنت القائمة التي أعلنت عنها الوزارة أما مثالية عن كل محافظة، وأبا مثاليا، وعددا من أمهات شهداء القوات المسلحة والشرطة.
وتكرم الوزارة كذلك أمهات لديهن أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهن مريم وهيب فرج وآمال أحمد محمد.
وقالت الأم المثالية آمال أحمد لأصوات مصرية "حاسة بفرحة كبيرة وبشكر فضل ربنا عليا، وأنه بيجازيني خير على تعبي وبيكرمني بنجاح عيالي".
وأضافت"قعدت أول امبارح مع وزيرة التضامن ويوم السبت قابلت رئيس الوزراء ولسه هيكرموني.. ديه حاجات الواحد مكنش يحلم بيها".
وربت آمال أحمد وزوجها يحيى جابر ثلاثة فتيان وفتاتين، في قرية المنوات التابعة لمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة، وعملت ليل نهار، في سبيل تعليمهم.
وتقول بفخر "محمود الكبير في كلية تجارة ونورا في زراعة وأحمد في الإعدادية ومحمد لسه في الحضانة".
أما الابنة الوسطى "ياسمين" فرغم معاناتها من تأخر في الكلام وبطئ في الحركة منذ الطفولة إلا أن رعاية آمال لها وإصرارها على مواصلة تعليمها أوصلها لمرحلة الجامعة.
وتقول آمال "ياسمين بفضل الله في أولى كلية تجارة وبتحب التعليم أوي نفسها تاخد شهادة عليا زي أي بنت، ونجاحها بالنسبة لي فرحة ما بعدها فرحة".
وتتابع "ياسمين رفضت تدخل ثانوي صنايع وعيطت وقتها وقالتلي أنا مش أقل من اخواتي وهقدر أدخل ثانوية عامة بس حاولي معايا وساعديني".
وتحكي الأم عن قصة الكفاح التي بدأتها قبل نحو 18 عاما حين ولدت ياسمين، قائلة "بدأت آلاحظ الإعاقة عندها أول ما اتولدت، كانت بطيئة في الحركة واتأخرت في الكلام".
وتضيف "كنت خايفة عليها ومصممة إني أعالجها وجريت ولفيت كتير على المستشفيات، كنت بوديها 4 أيام في الأسبوع جلسات مخاطبة وعلاج طبيعي لحد ما اتحسنت كتير".
وتشير إلى أنها رفضت أن تلتحق ابنتها بمدارس خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة قائلة "ناس نصحوني بكده بس أنا رفضت وكنت مقتنعة أن بنتي يجي منها حاجة".
وتابعت "كنت بمسك إيدها وهي بتكتب عشان تعرف تمسك القلم وكانت بطيئة في الفهم وفي الكتابة لكن كان عندها إصرار تعد تكتب في الواجب لحد ما تنام وأخواتها كانوا بيذاكرولها وكنت بجيبلها مدرسين في البيت".
وتقول "والحمد لله ربنا كرمنا بعد تعب كبير أوي لحد ما وصلت للجامعة".
وتشير إلى أن حالة ياسمين تطلبت أن تمتحن في لجان خاصة قائلة "عملت طلب إنها تمتحن في لجنة خاصة عشان خاطر مكنتش بتلحق تحل الامتحانات لإنها بطيئة وبقوا يجيبوا لها حد تمليه ويكتب لها الإجابات في ورق الإجابة".
وتقول بفخر "الحمد لله معدتش ولا سنة وفي الثانوية العامة جابت مجموع حلو ودخلت تجارة، وكرموها وادوها شهادة تقدير من المجلس القومي للإعاقة".
اضطرت آمال أن تعمل بمهنتين لتستطيع أن توفر مصاريف أبنائها وعلاج ياسمين، وتقول "زوجي كان بيشتغل نجار مسلح بس اتصاب وهو بيشتغل وتعب وقعد في البيت".
وتضيف"فتحنا محل فراخ وبقيت أقف معاه فيه الصبح وبليل اشتغل على ماكينة الخياطة وأفصل للناس عشان أكفي مصاريف عيالي".
ومن المنتظر أن يتم تكريم آمال وبقية الأمهات المثاليات خلال احتفالية بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية الأحد المقبل تحت عنوان "عطاء ووفاء وعرفان".
تعليقات الفيسبوك