تتكئ على عصا ربما تهش بها على دوابها أو تستخدمها في إزاحة الوقود من الحطب باتجاه موقد اللهب المشتعل حين تقوم بطهي الطعام أو صناعة الخبز. تحملت وعانت وهُمشت. رفضت أن تترك أرضها. خاضت حرباً ضد الاحتلال الإسرائيلي. تعلمت لعبة كرة القدم بالدوري النسائي في تحد لمجتمع قبلي ذو عادات وتقاليد خاصة.
ما سبق توصيف لجزء بسيط من حياة المرأة السيناوية.
ضد الاحتلال
فرحانة حسين سلامة، من مدينة الشيخ زويد، كانت تعمل بتجارة الأقمشة وقت الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، انضمت إلى منظمة سيناء العربية التي أسسها جهاز المخابرات المصرية لمساعدة القوات المصرية في نقل الأسلحة وتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال.
في عام 1971 نفذت فرحانة أول عملية لها حيث قامت بتفجير قطار كان يقل الأسلحة والطعام لمعسكرات الاحتلال بعد وضع عبوة ناسفة على القضبان قبل قدومه. واستمرت بعد ذلك في مقاومة الاحتلال بمساعدة القوات المصرية في تهريب الأسلحة والذخائر من القاهرة إلى سيناء في لفافات الأقمشة التي كانت تجلبها من العاصمة لبيعها. وتوفيت في عام 2013 عن عمر يناهز 90 عاما.
الكاتب الإسرائيلي "تسفي برئيل" محلل الشئون العربية في صحيفة "هآرتس" خصص تقريرا حول فرحانة وذكر فيه أن اسمها ارتبط بالجهاد ضد الاحتلال الصهيوني خلال حرب الاستنزاف وحتى حرب السادس من أكتوبر 1973، ورصد في تقريره الدور الذي قامت به فرحانة ضد جيش بلاده.
التعليم حق
وصلت المرأة السيناوية إلى درجات علمية متقدمة، فحصلت على الماجستير والدكتوراه بعدما كانت المجتمعات القبلية ترفض تعليم النساء من الأساس. وأصبحت تتنقل بحسب درجاتها في الثانوية العامة للتعليم في جامعات خارج سيناء في كسر وتحد صارخ لعادات وتقاليد كادت أن تنهي دور المرأة.
الدوري النسائي
في مارس من العام الماضي شارك، ولأول مرة في تاريخ سيناء، فريقان نسائيان هما فريقا مركز شباب 6 أكتوبر ونادي بئر العبد، في دوري الكرة النسائية. لعب الفريقان مباراة معاً على ملعب نادي الصيد، لتحطم المرأة السيناوية بذلك كل العادات والتقاليد البدوية مصممةً على الصمود من أجل البقاء والارتقاء وتجنب التهميش.