عاشت حياة حافلة بالنضال فانحازت للفقراء حين تولت وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية، وكانت أول سفيرة تمثل مصر في الخارج، كما ناضلت من أجل حق المرأة في التعيين بالقضاء.
ولدت عائشة راتب في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة عام 1928، لأسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، من أم أجنبية وأب مصري.
وحصلت على الثانوية من مدرسة السنية بالسيدة زينب، وتخرجت من كلية الحقوق، وكانت ضمن العشرة الأوائل.
وأعلن مجلس الدولة وقتها عن طلب مندوبين مساعدين وتقدمت للوظيفة، لكن رُفض تعيينها، وكان من النادر في ذلك الوقت أن تتقلد سيدة منصبا رفيعا لاسيما في القضاء.
لم تقبل عائشة راتب بهذا الرفض وكانت أول امرأة ترفع دعوى قضائية للمطالبة بحق المرأة في التعيين بالقضاء وكان عمرها وقتها 21 عاما.
ولجأت إلى القضاء الإداري الذي قضى في فبراير عام 1952، بعدم أحقيتها بدعوى أن وجودها في المجلس يتعارض مع تقاليد المجتمع المصري.
ولا تزال النساء مستبعدات من شغل مناصب في مجلس الدولة حتى الآن، حيث يرفض تسليم الخريجات ملف شغل وظيفة مندوب مساعد بالمجلس.
ويخالف ذلك النص الدستوري في المادة 11 التي تنص على أن تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفقا لأحكام الدستور.
ومنذ قضية عائشة راتب وحتى الآن تقدمت العديد من الفتيات والسيدات بدعاوى قضائية مماثلة، أحدثها دعوى قضائية أقامتها "أمنية جاد الله". وفي مايو 2015 صدر تقرير المفوضين برفض الدعوى، وعدم أحقية المرأة في التعيين.
ولم تكن تلك المعركة الوحيدة لعائشة راتب حيث استكملت دراسات عليا في كلية الحقوق، وتقدمت بطلب تعيين كمعيدة، ووعدها العميد وقتها د. حامد فهمي بالتعيين ولم تكن الكلية وقتها تعين معيدات فكان هناك اعتراض.
واستمرت في المطالبة بحقها حتى تعينت كمعيدة وحصلت على الدكتواره من باريس وتدرجت في الوظائف حتى حصلت على مرتبة الأستاذ وترأست قسم القانون العام.
وفي نوفمبر عام ١٩٧١ تم تعيين عائشة راتب وزيرة للشؤون الاجتماعية، وشغلت المنصب لمدة ست سنوات حتى تقدمت باستقالتها في أعقاب انتفاضة الخبز في 18 و19 يناير 1977، التي ندد فيها المتظاهرون بغلاء الأسعار، واختارت وقتها أن تنحاز لانتفاضة الشعب.
وقالت ميسان حسن، مديرة البرامج في مؤسسة المرأة والذاكرة، لأصوات مصرية، إن عائشة راتب من أهم النساء اللاتي نجحن في تحقيق مكاسب للمرأة المصرية من خلال عملهن بالدولة.
وأضافت: "بشغلها مناصب عامة فتحت المجال أمام العديد من النساء لتولي مراكز قيادية في أجهزة الدولة ووزاراتها واستفدن مما حققته أثناء عملها في وزارة الشؤون الاجتماعية".
وتقديرا لجهودها عُينت عائشة راتب بعدها سفيرة بوزارة الخارجية وتم اختيارها سفيرة بالدنمارك، ثم ألمانيا وقالت عن عملها كسفيرة "لم أكن أول سفيرة لمصر في أوروبا فقد سبقتني إلى هذه الدول حتشبسوت ونفرتيتي ونفرتاري وهن ملكات مصريات معروفات بالاسم في هذه الدول".
وحصلت عائشة راتب على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1995.
وبعد حياة حافلة بالنضال والمطالبة بحقوق المرأة توفيت في مايو 2003.
تعليقات الفيسبوك