توافد ممثلو وزارة الداخلية والمجلس القومي لحقوق الإنسان والكنيسة القبطية على العائلات النازحة من العريش إلى الإسماعيلية، اليوم الاثنين، للوقوف على مستجدات أوضاعهم وتذليل الأزمات التي يواجهونها.
واندلعت مشادات كلامية بين أسر الأقباط النازحين من العريش وممثلي الدولة والكنيسة الذين طالبوهم بالعودة إلى منازلهم، في الوقت الذي اعتبر فيه الأقباط أن العودة مستحيلة في ظل تردي الأوضاع الأمنية بالعريش.
وقتل سبعة أقباط على يد عناصر "تكفيرية"، بينهم اثنان حرقا خلال أقل من 3 أسابيع، ما أثار فزع الأسر القبطية المقيمة في العريش فنزحوا إلى الإسماعيلية ومحافظات أخرى.
وقال محمد يوسف، مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان، إن "الفترة التي سيقضيها أقباط العريش خارج مدينتهم لن تطول"، مؤكدا أن وزارته ستقوم بتذليل العقبات الحالية المؤقتة والتي تتمثل في التسكين والتعليم والتوظيف.
وأضاف يوسف، في مؤتمر عقده مع أقباط العريش النازحين، أن وزارة الداخلية ستقدم الدعم المعنوي والمساعدة في مسائل نقل الطلاب والموظفين.
وأوضح مدير أمن الإسماعيلية، عصام سعد، أن جميع الطلاب الجامعيين في العريش سينتقلون إلى جامعة الإسماعيلية والجامعات الخاصة المختلفة لعدم تعطيل عامهم الدراسي.
ويقيم ما يزيد على 116 أسرة من أقباط العريش في 7 أماكن بالإسماعيلية وهي الكنيسة الإنجيلية، والمستقبل، والقرش، والتأهيل المهني، وبيت الشباب، وهدى شعراوي، ومنطقة القنطرة، وفقا لحصر لجنة إدارة الأزمات بالكنيسة الأرثوذكسية.
وقال ممثلو وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، إنه سيتم إعداد تقرير حول الأزمات التي تواجهها الأسر المسيحية النازحة بهدف تقديمه للمسؤولين وإعلان نتائجه على الرأي العام.
وانتقد جورج إسحق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، غياب محافظ الإسماعيلية عن مقابلة الأسر النازحة التي لا تزال حتى الآن تعاني من أزمات النزوح.
وكان "القومي لحقوق الإنسان" أرسل وفدا من الأعضاء والباحثين القانونيين للاطلاع على أوضاع الأسر القبطية النازحة من العريش.
ولا تزال هناك أسر مسيحية في العريش يقول أقاربهم إنهم يعجزون عن الهروب بسبب تهديد عناصر الجماعات المسلحة، بينما تقطن بعض الأسر المسيحية بمنطقة الضاحية والتي تتواجد فيها مديرية أمن شمال سيناء ومنشآت عسكرية أخرى، وتعد هذه المنطقة أكثر تأمينا من أحياء أخرى بالعريش.
ونشر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، منذ أيام، تسجيلا مصورا مدته 20 دقيقة هدد فيه المواطنين الأقباط بشن مزيد من الهجمات. وعرض التسجيل الرسالة الأخيرة لانتحاري قال إنه منفذ تفجير الكنيسة البطرسية الذي راح ضحيته 29 شخصا.
وأوفدت الكنيسة القبطية 8 أساقفة لزيارة العائلات المسيحية المقيمة في بيوت شباب محافظة الإسماعيلية والتي يقدر عددها بنحو 45 أسرة، متوسط عدد أفراد الأسرة الواحدة 5 أشخاص.
وقال الأنبا بيمن، رئيس لجنة الأزمات بالمجمع المقدس في الكنيسة الأرثوذكسية، إن مؤسسات الدولة قامت بواجبها على الوجه الأكمل، موضحا أن الكنيسة حريصة على التواصل مع المسؤولين لتذليل العقبات التي يواجهها الأقباط النازحين سواء في الإسماعيلية أو المحافظات الأخرى.
وأوضح الأنبا بيمن أن الكنيسة تسعى إلى عودة الأقباط إلى موطنهم في العريش مجددا لاستعادة هيبة الدولة والانتصار على "وباء" الجماعات التكفيرية في شمال سيناء.
وتخوض قوات الأمن مواجهات في شمال سيناء مع جماعات متشددة كثفت هجماتها منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو 2013.
وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن هجمات استهدفت قوات الأمن في سيناء وبعض المحافظات. وغيرت الجماعة اسمها إلى "ولاية سيناء" عقب مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق "داعش" في نوفمبر 2014.
تعليقات الفيسبوك