حذر وزير الثقافة الأسبق عماد أبو غازي من سعي "الإعلام الموجه لإحياء حالة الحنين للخمسينات والستينات"، وقال إن فكرة تغول الدولة وسيطرتها على المجال العام لن تؤدي بنا إلا لكارثة جديدة.
وأضاف أبو غازي، في حوار مع مجلة "حقوق الناس" نشرته في عدد يناير الجاري، أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت مشكلة حقيقية تواجه المجتمع المدني والصناعات الثقافية في مصر، وتتمثل في أن "هناك رؤى تطرح كما لو كنا نرغب في إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء."
وتابع "هناك حالة من الإصرار في الإعلام الموجه لإحياء حالة الحنين للخمسينيات والستينيات. لا العهد الملكي يمكن أن يعود ولا رأسمالية الدولة المستبدة ممكن ترجع. الزمن يتغير. إذا لم ندرك أننا في لحظة تاريخية فارقة من تاريخ البشرية سوف يفوتنا القطار كما فاتنا من قبل في مرحلة الثورة الصناعية، لذلك فنحن في حاجة عاجلة إلى اتفاق مجتمعي على سياسة ثقافية ورؤية ثقافية جديدة."
وقال أبو غازي، الذي عين وزيرا للثقافة في مارس 2011 بعد ثورة يناير لكنه استقال في نوفمبر من نفس العام بسبب قمع المتظاهرين، إن أي سياسة ثقافية للمجتمع يجب أن ترسم من خلال الشراكة بين الأطراف المعنية بالشأن الثقافي وهي الدولة والمجتمع المدني والصناعات الثقافية الربحية مثل السينما والمسرح والموسيقى والغناء وصناعة الكتاب والنشر.
وأضاف "ما نحتاجه هو تناغم بين الأطراف الثلاثة في الثقافة دون أن تتخلى الدولة عن دعم الثقافة. نحن في حاجة إلى أشكال جديدة ولا تقوم الدولة بتعبئة الناس بأفكار محددة لم تعد صالحة لهذا العصر. فكرة التعبئة والإرشاد القومي فكرة منقولة من ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية والستالينية في الاتحاد السوفيتي، وبات واضحا أنها تجربة فاشلة وبدأناها بعد فشلها عند معظم الِآخرين".
وقال "فكرة تغول الدولة وسيطرتها على المجال العام فكرة لن تؤدي بنا إلا لكارثة جديدة مثلما حدث في تجربة محمد علي وتجربة عبد الناصر. لا أظن أن أحدا يريد منا أن نكون نسخة من كوريا الشمالية في هذا العصر. نحن بحاجة إلى إطلاق طاقات المجتمع الإبداعية بالكامل."
وإلى جانب عدة موضوعات عن انتفاضة يناير، تضمن عدد المجلة التي ترأس تحريرها هدايت عبد النبي ملفا عن أوضاع المصريين في كندا التي شهدت الأحد الماضي مقتل ستة مسلمين أثناء صلاة العشاء في مسجد بمدينة كيبيك برصاص طالب جامعي كندي مناهض للمهاجرين.
ونقلت المجلة عن السفير المصري في كندا معتز زهران قوله إن عدد المصريين في كندا بمن فيهم الكنديون من أصل مصري قد يتجاوز 350 ألفا. وأضاف أنهم "من أرقى الجاليات المصرية في الخارج من حيث المستوى التعليمي والثقافي بل من أرقى الجاليات القاطنة في كندا."
وتابع أن عددا كبيرا منهم تبوأ مناصب مهمة على رأس الجامعات والمؤسسات البحثية الكندية كما نجح عدد كبير منهم في انشاء كيانات استثمارية وتجارية مهمة في كندا.
وقال زهران إن الحكومة الكندية الحالية انفتحت بشكل أكبر على استقبال اللاجئين السوريين حيث استقبلت منذ نهاية عام 2015 حوالي 30 ألف لاجيء سوري.
وأضاف أنه "بالرغم من الرعاية التي تتلقاها أسر اللاجئين السوريين من الحكومة الكندية إلا أنهم يتعرضون أيضا لمشكلات تتعلق بفرص الحصول على وظائف إضافة إلى بعض المضايقات التي قد يتعرضون لها كونهم في التحليل النهائي غرباء ومستجدين على المجتمع الكندي رغم كونه مجتمعا قائما على التعددية الثقافية."
تعليقات الفيسبوك