لا تزال الفنانة فاتن حمامة حاضرة على الساحة الفنية بقوة لم تغب رغم مرور عامين على رحيلها عن عالمنا، وستظل باقية من خلال رصيدها في تاريخ السينما وقلوب الجماهير.
وتحل اليوم الذكرى الثانية لرحيل "سيدة الشاشة العربية" التي غيّبها الموت عن عمر يناهز 83 عاما إثر أزمة صحية مفاجئة، ليعم الحداد والحزن بين محبيها في أنحاء الوطن العربي.
وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس، لأصوات مصرية، إن الفنانة فاتن حمامة عبرت عن قضايا مختلف فئات المجتمع من الطبقات الفقيرة والمتوسطة والأرستقراطية وجسدت كل هذه الشخصيات المختلفة ببراعة ومهارة شديدة استحقت عليها لقب "سيدة الشاشة العربية".
وقدمت فاتن خلال مشوارها الفني ما يقرب من 100 فيلم، واعتبرها النقاد العرب أفضل ممثلة عربية حققت لنفسها المعادلة الصعبة بين رضا النقاد عن أدائها واحترام الجمهور لها.
*الفنانة الصغيرة
ولدت فاتن حمامة في 27 مايو عام 1931، وتنتمي عائلتها لمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية. وكان والدها موظفا في وزارة التعليم.
عشقت السينما منذ نعومة أظافرها، حيث كان والدها يأخذها لمشاهدة الأفلام وكان أول فيلم تشاهده وهي لا تزال ابنة السادسة من بطولة الممثلة آسيا داغر، ومن يومها لم تفترق روحها عن ذلك العالم الساحر خلف الشاشات.
وبفضل والدها كذلك، فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر بعدما أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تمثل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" عام 1940، ومن بعدها تبناها المخرج الذي اقتنع بموهبتها وتميزها ومنحها عددا من الأدوار منها "رصاصة في القلب" عام 1944 و"دنيا" عام 1946.
انتقلت بعدها عائلتها إلى القاهرة تشجيعا للنجمة المستقبلية ودخلت فاتن المعهد العالي للتمثيل عام 1946.
بداية من سن الخامسة عشر، شاركت في عدد من الأفلام مع كبار النجوم في مقدمتهم الفنان يوسف وهبي حيث مثلت معه في فيلم "ملائكة الرحمة" عام 1946 ثم "كرسي الاعتراف" عام 1949، وكان لها في نفس العام أفلام "ست البنات" و"اليتيمين".
* أبرز الأدوار
ومن أبرز أفلامها التي تعد علامة في تاريخ السينما "صراع في الوادي" الذي نافس وقتها في مهرجان كان السينمائي، و"لا وقت للحب" الذي حصلت فيه على جائزة أحسن ممثلة عام 1963، وفيلم "الأستاذة فاطمة" عام 1952 وجسدت فيه دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة برهنت على أن للمرأة دورا مساوياً للرجل في المجتمع، وفيلم "إمبراطورية ميم" عام 1972 وقدمت من خلاله شخصية الأم التي تقوم بدور الأب الغائب في التربية والإنفاق على أسرتها، وكانت من أوائل من ألقوا الضوء على كفاح "الأم العازبة" في السينما.
من أهم أفلامها أيضا فيلم "أريد حلا" عام 1975 وقدمت فيها دور المرأة الباحثة عن مساواة مع الرجل لا يكفلها القانون، واستطاع الفيلم أن ينجح في تغيير قانون الأحوال الشخصية وتقصير فترة التقاضي في قضايا الطلاق.
وقالت الناقدة ماجدة موريس إن فاتن من الفنانات اللاتي تبنين الدفاع عن حقوق المرأة انطلاقا من إيمانها بهذه القضايا، مضيفة "قدمت أدوار الفلاحة الكادحة والأم المعيلة والزوجة المقهورة والفتاة الباحثة عن الحرية، وكانت مصدر إلهام للنساء والفتيات في مصر والعالم العربي".
كما قدمت فاتن مسلسلات تلفزيونية وهي "ضمير أبلة حكمت" عام 1991 و"وجه القمر" عام 2000.
* التكريم
حصلت الفنانة الراحلة على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة نجمة القرن عام 2000 ووسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب وميداليات شرف من الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، ووسام المرأة العربية.
وحصلت على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999.
تعليقات الفيسبوك