لا تنظر الفنانة إلهام شاهين إلى التمثيل باعتباره مهنة أو حتى هواية تجد فيها متعتها، ولكنها تعتبر الفن "علاجا نفسيا" والسينما "تنفيسا للهموم"، فلا عجب أن تنغمس فيهما جسدا وروحا ومالا.
وتحل اليوم ذكرى ميلاد إلهام شاهين، الفنانة ذات الباع الطويل، والتي لا تزال تحتفظ بمكانها وسط نجوم الصف الأول بفضل خلطتها الخاصة، وتعتمد فيها على الجرأة في اختيار الموضوعات، والعفوية في الأداء، والمغامرة بأموالها من أجل دعم صناعة السينما.
ويقول الناقد الفني طارق الشناوي، في حديثه لأصوات مصرية، إن إلهام شاهين من أكثر نجمات جيلها اللاتي أنفقن على الفن عما كسبنه منه.
وأضاف "إلهام شاهين لم تنتج أفلاما تبروز إلهام وتلعب فيها البطولة المطلقة أو أفلاما تجارية مضمونة الربح، ولكن بالعكس جاءت بطولة الأفلام جماعية وناقشت قضايا هامة ولذلك كانت تجربتها في الإنتاج محفوفة بالمخاطر".
وأشار إلى أن نتائج تجاربها في الإنتاج لم تكن في صالحها في شباك التذاكر رغم حصدها للجوائز، ومع ذلك لم تتوقف عن الإنتاج "وهذا يحسب لها".
ولدت الفنانة في 3 يناير 1961 في حي مصر الجديدة بالقاهرة، ودرست المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس الراهبات الفرنسية، وحصلت على درجة البكالوريوس من قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1982، وبدأت حياتها الفنية عندما قدمها المخرج كمال ياسين في مسرحية "حورية من المريخ" في نهاية السبعينيات.
وقدمت خلال مشوارها الفني العديد من المسلسلات، منها "أخو البنات"، و"قال البحر"، و"حتى لا يختنق الحب"، و"ليالي الحلمية"، و"نصف ربيع الآخر"، و"البراري والحامول"، و"الحاوي"، و"سامحوني ما كانش قصدي"، و"مسألة مبدأ"، و"قصة الأمس".
ووصل رصيدها في الأفلام إلى 100 فيلم مع إطلاق أحدث أفلامها "يوم للستات"، ومن أبرز أفلامها "أمهات في المنفى"، و"رمضان فوق البركان"، و"الهلفوت"، و"الجنتل"، و"سوق المتعة". وحصلت إلهام شاهين على العديد من الجوائز عن أدوارها في أفلام "يا دنيا يا غرامي"، و"الجنتل"، و"خلطة فوزية".
وقال الشناوي إن إلهام شاهين فنانة لها تاريخ طويل بداية من الثمانينيات، ولا تزال موجودة ومتصدرة على مدى أكثر من 30 عاما.
وتستعد الفنانة حاليا لإنتاج فيلمها الجديد "نسيم الحياة"، وقالت -في تصريحات سابقة لها- إنه سيكون صناعة نسائية فهو من إنتاجها وبطولتها ومن تأليف الكاتبة هناء عطية وهي نفس كاتبة فيلميها "يوم للستات" وخلطة فوزية"، ومن إخراج هالة خليل.
ويعرض لها حاليا فيلم "يوم للستات"، الذي يخوض في أعماق نساء العشوائيات ومناقشة قضايا شديدة الخصوصية لهن.
وهذه المبادرة لم تكن الأولى لإلهام شاهين التي أنتجت من قبل فيلم "خلطة فوزية" الذي شاركت في بطولته مع فتحي عبد الوهاب وغادة عبد الرازق وإخراج مجدي أحمد علي، لتسلط الضوء من خلاله على حياة سيدة مصرية بسيطة وفقيرة تقاوم كل مشاكل المجتمع، ولا تبالي بما يفرضه على المرأة من قيود وكأنها تصنع رغم الفقر عالمها الخاص.
وقالت الفنانة إلهام شاهين، في تصريحات صحفية خلال العرض الخاص للفيلم، إن سبب اختيارها لسيناريو فيلم "يوم للستات"، وحرصها على إنتاجه منذ البداية من وسط عشرات الأعمال التي عرضت عليها، هو حبها للعمل وللقضية التي يقدمها، مشيرة إلى أن أهم ما يميزه -من وجهة نظرها- هو تعزيزه لدور المرأة في المجتمع.
تعليقات الفيسبوك