احتفالا بقدوم 2017 الذي اختير ليكون عاما للمرأة، قرر المصور جهاد سعد أن يجعل فتاة تجسد دور سانتا كلوز "بابا نويل"، شخصية عيد الميلاد الشهيرة، ويلتقط لها صورا بينما توزع الحلوى وتنثر البهجة في شوارع القاهرة.
وقال المصور جهاد سعد (31عاما)، صاحب فكرة فتاة "سانتا كلوز"، لأصوات مصرية، إنه أراد الخروج عن القالب التقليدي لظهور رجل يرتدي زيّ بابا نويل، وأن ترتديه فتاة هذا العام احتفالا بقدوم عام المرأة، وتأكيدا على قدرة النساء على القيام بأي دور، ورفض حصرهن في أدوار بعينها.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن أن عام 2017 هو عام المرأة المصرية. وعقد المجلس القومي للمرأة اتفاقا مع وزارة الصحة والسكان على إعلان عام 2017 عام "صحة المرأة المصرية" من خلال إعلان ميثاق القاهرة لوزراء الصحة العرب.
* قضايا النساء
ويستخدم المصور جهاد سعد عدسة كاميرته للتعبير عن قضايا النساء وما يتعرضن له من عنف وانتهاك لحقوقهن، معتمدا على موهبته في التصوير والإضاءة والمكياج لتجسيد الواقع من خلال صوره.
ويرى سعد أن الصورة وسيلة قوية ومؤثرة كونها تظل عالقة في الذاكرة، ويقول "باحاول أخلي كل حاجة في الصورة واقعية عشان توصل للناس بصدق".
وحرصا على واقعية المشهد، يعتمد جهاد على تصوير فتيات تناسب ملامحهن القضية المطروحة في الصورة، ويستخدم إضاءة الشمس الطبيعية لتعطي إيحاء بالواقعية للمتلقي، بل ويجهز بنفسه مكانا مناسبا للتصوير.
وقدم سعد جلسات تصوير "فوتوسيشين" عن بعض الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في المجتمع، منها زواج القاصرات والعنف الأسري وسلب حرية المرأة بالتدخل في تحديد زيها أو منعها من ممارسة ما ترغبه من رياضات أو هوايات.
* زواج القاصرات
لمعرفة الحقيقة والوصول إلى أدق التفاصيل، ذهب سعد إلى منطقة الحوامدية بالجيزة حيث ينتشر زواج القاصرات، على حد قوله، لسماع روايات من أرض الواقع سردها له الجيران.
وعندما اتضحت الصورة في ذهنه، قرر الاستعانة بفتاة تبلغ 17 عاما من محافظة الشرقية حيث رأى أن ملامحها تناسب هذه القضية.
وبدأ سعد -الحاصل على دبلوم تجارة- ممارسة التصوير منذ أواخر عام 2011 ويتعامل مع الكاميرا باعتبارها الجمهور، لذلك يوجه الفتيات اللاتي يظهرن في أكثر صوره للنظر مباشرة للكاميرا وكأنهن يوجهن رسالة معينة لمتلقي الصورة.
* النقاب
وردا على حملة "امنعوا النقاب"، التي انطلقت في أبريل الماضي وطالبت بمنع ارتداء النقاب في المصالح الحكومية والجامعات، بادر جهاد سعد بتصوير فتاة منتقبة وهي تسمع الموسيقى وتسير في شوارع القاهرة، مرتدية حذاء رياضي للتعبير عن حرية الفتيات في اختيار الزي الذي يرغبن في ارتدائه.
* حملة "فستان زمان"
مثلما دافع جهاد سعد عن النقاب دافع أيضا عن الفستان، فأطلق حملة "فستان زمان والشارع كان أمان" في 8 ديسمبر الجاري، لتشجيع الفتيات على ارتداء الفساتين في مواجهة التحرش، والتقط صورا للفتيات المشاركات في الحملة خلال سيرهن في شوارع وسط البلد مرتديات الفساتين القصيرة.
* عارضة بكرسي متحرك
وكان سعد هو أول من صور العارضة المصرية رانيا رشدي، والتي تجلس على كرسي متحرك، إيمانا منه بحق كل فتاة في أن تحلم وتحقق حلمها برغم العوائٍق. ونالت صوره لها إعجاب صحفا محلية وأجنبية.
* فتاة "السكيت بورد"
فتاة "السكيت بورد" هي فتاة من أرض الواقع تتعرض لمضايقات وتحرش لفظي بسبب ركوبها لوح التزلج في الشارع، فقرر جهاد سعد دعمها والتقاط صورا لها في الشارع وهي تركب لوح التزلج. ويعرض سعد صوره على صفحته الخاصة "روبابيكيا" على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، والتي تلقى إعجاب الكثيرين لكونها تعبر بصدق عن الواقع.
تعليقات الفيسبوك