قالت محكمة جنح مستأنف السيدة زينب، في حيثيات الحكم بحبس الكاتبة فاطمة ناعوت 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ، إن الكاتبة أباحت لنفسها أن تخلط بين الدين والرأي الشخصي، مشيرة إلى أن "الرأي قابل للتغيير والنقض، أما الدين فهو مقدس معصوم".
وأصدرت المحكمة، الخميس الماضي، حكما بقبول المعارضة الاستئنافية المقدمة من دفاع الكاتبة على حكم حبسها 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، وقضت بتخفيف الحكم من الحبس 3 سنوات إلى الحبس 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ.
وكانت فاطمة ناعوت نشرت -عبر حسابها الشخصي على تويتر بالتزامن مع عيد الأضحى عام 2014- تدوينة قالت فيها "كل مذبحة وأنتم بخير".
وأضافت المحكمة في الحيثيات التي أصدرتها اليوم السبت، وتلقت أصوات مصرية نسخة منها، أنه "إذا كانت حرية الاعتقاد مكفولة بمقتضي الدستور، فهذا لا يبيح لمن يجادل في أصول دين من الأديان أن يمتهن حرمته ويحط من قدره أو يزدريه عن عمد محتميا بحرية الاعتقاد".
وتابعت "المتهمة حقرت من سنة مؤكدة وهي شعيرة الأضحية معتبرة إياها شهوة دموية كشهوة القتل عند بعض المجرمين، واستنكرت حدوثها من الأساس، وتقولت على الله كذباً من خلال إنكارها أن ما وقع لنبي الله إبراهيم من رؤيا صالحة وتوصيفه أنه كابوس".
وأضافت "أن المتهمة أقرت بتسطير التدوينة محل الاتهام وأنها تقدمت ببيان عما بدر منها لتبرر ما كتبته، إلا أن ما جاء بالتدوينة وما تلاها من بيان يحملان بين طياتهما التأكيد على أفكارها المتطرفة والإصرار عليها".
وسبق أن نفت الكاتبة الصحفية أمام النيابة أن يكون هدفها من التدوينة هو ازدراء الدين، موضحة أن تناولها القضية غير مخالف للشريعة الإسلامية من وجهة نظرها، وأن ذلك كان "على سبيل الدعابة".
وعن إيقاف تنفيذ الحكم، قالت المحكمة في الحيثيات إنها "نظرت بعين الرأفة والرحمة للمتهمة مستندة على نص المادتين (55 و56) من قانون العقوبات".
وعوقب مدونون وإعلاميون بالحبس في السنوات الماضية بتهم تتصل بازدراء الأديان، من بينهم الإعلامي إسلام بحيري الذي أخلي سبيله بعفو رئاسي في منتصف نوفمبر الجاري.
تعليقات الفيسبوك