يمر نصف قرن ويزيد على تهجير النوبيين من أرضهم "النوبة القديمة"، وما يزال يطمع النوبيون في العودة إلى الأرض.
ويستند أهل النوبة في مطالبتهم بحق العودة إلى نص المادة 236 من الدستور الحالي، ويقولون إنها تكفل لهم حق العودة والاستثمار في أرض أجدادهم.
واستمر تهجير النوبيين من أرض "النوبة القديمة" منذ عام 1902 أثناء بناء خزان أسوان، مرورا بعامي 1912 و 1933، وانتهاء بعام 1963.
ومن حين إلى آخر يحتج النوبيون على عدم سماح الحكومة لهم بالعودة إلى أرضهم التي هجروها، وكان آخر تلك الاحتجاجات السبت الماضي، واستمر الاحتجاج حتى كتابة هذه السطور.
وكان الاحتجاج الأخير للنوبيين على طرح الحكومة 110 آلاف فدان للاستثمار ضمن مشروع المليون ونصف فدان التابع لشركة الريف المصري، والتي يعتبرها أهل النوبة أرضا تابعة لهم، ويطالبون الدولة بأن تفي بما جاء في الدستور بحق العودة. علاوة على مطالبتهم بإلغاء القرار الجمهوري رقم 444 لسنة 2014 والذي يفقدهم الأحقية في أرضهم.
ويقول منير بشير رئيس جمعية المحامين النوبيين بالقاهرة وأحد المحتجين، إن احتجاجهم جاء نتيجة منع الجهات الأمنة لهم من الذهاب إلى أرض النوبة القديمة.
ويضيف بشير أنه على الرغم من منع النوبيين من دخول أرضهم التي تهجَّروا منها إلا أن الحكومة قامت بطرح جزء منها ضمن مشروع المليون ونصف فدان بمنطقة "خور قوندي" بناحية توشكى، والتي تقع على بُعد نحو 230 كيلو مترا جنوبي محافظة أسوان.
ويقول بشير إن مكان احتجاجهم منطقة الكيلو 45 طريق أبو سمبل أسوان وهو نفس المكان الذي اعترضت الجهات الأمنية فيه طريق النوبيين لمنعهم من الذهاب إلى منطقة خور قوندي.
ويضيف بشير أن المحتجين أصدروا بيانا أمس تحت عنوان "قافلة العودة"، أوضحوا فيه أن الدولة قامت بطرح أراضي النوبة المفترض إعادة توطين النوبيين إليها للبيع لغير نوبيين، الأمر الذي أغضب الأهالي.
إبراهيم فوزي مواطن نوبي من بين المحتجين يقول إن قيادات أمنية بالمنطقة ذهبت إلى منطقة احتجاج النوبيين وطالبتهم بفك الاحتجاج مع الوعد بحل المشكلة.
ويضيف فوزى أن المحتجين رفضوا فك الاحتجاج قبل أن يصلوا مع الجهات المعنية إلى حل.
ويقول فوزي إن النوبيين يطالبون الحكومة بإلغاء القرار رقم 444 لسنة 2014 بشأن تحديد المناطق المتاخمة لحدود جمهورية مصر العربية، لأنه يلغي حقهم في الرجوع إلى مواقعهم الأصلية بالمنطقة الشرقية لضفاف بحيرة ناصر.
ويؤكد فوزي على أن جهات حكومية وعدت النوبيين أكثر من مرة بالرجوع إلى أرضهم، وبناء 60 قرية، ولكن دون تنفيذ على أرض الواقع.
ويقول فوزي "هل يُعقل أن أكون أبن الأرض ويأتي مستثمر أو مواطن من خارج المحافظة ليستثمر فيها؟" مضيفا أن أهل النوبة وأصحاب الأرض هم أولى بذلك.
ويؤكد فوزي على أنه لم تقتصر احتجاجات النوبيين فقط على القاطنين في مصر، بل تطور الأمر إلى احتجاجات نوبيين مقيمين في دول أوربية.
ويقول طارق يحيى أحد المحتجين إنه حدث إطلاق نار من قبل قوات أمن باتجاه المحتجين ما أدى إلى إصابة اثنين من الشباب المحتجين بإصابات في الساق والكتف، موضحا أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى أسوان العام، واستقرت حالتهم.
ويضيف يحيى أن قوات الأمن التي أطلقت النار كانت تطلقه للتحذير فقط، لكن رصاصات ضلت طريقها وأصابت اثنين.
يظل أهل النوبة يحلمون بالعودة إلى الأرض، وتبقى الحكومة تطلق الوعود البراقة دون تفعيل على أرض الواقع.
تعليقات الفيسبوك