"ليس كل ما يلمع ذهبا!"، مقولة تنطبق على الحلي الصينية المطلية بالذهب، والمعروفة بين المصريين باسم "الذهب الصيني"، لتصبح حاليا هى الأكثر شعبية في مصر بعد ارتفاع أسعار الذهب مؤخرا.
وقالت وكالة شينخوا الصينية في تقرير نشر اليوم الجمعة، إن كثيرا من المصريين، خاصة النساء، يذهبن إلى "حارة اليهود" في حي الجمالية بالقاهرة القديمة، لشراء "الذهب الصيني" في بعض الأحيان كبديل للذهب الحقيقي بعيد المنال.
ونقل التقرير عن هبة، وهي ربة منزل في أواخر العشرينات، قولها "أزور هذا المحل منذ ثلاث سنوات. الذهب الصيني أصبح أكثر شعبية على مدى السنوات القليلة الماضية لجودته العالية وتصميماته البديعة"، مضيفة "أن الذهب الصيني يبدو مثل الذهب الحقيقي".
وقد أدى ارتفاع الأسعار وعدم استقرار سوق الذهب بسبب ارتفاع سعر الدولار إلى زيادة شعبية "الذهب الصيني" الرخيص نسبيا.
وقالت سيدة "بعض النساء يقومن ببيع ذهبهن بسبب الضائقة المالية ويشترين بدلا منه حليا من الذهب الصيني الرخيص، التي أصبحت ذات شعبية كبيرة مع زيادة المعروض والإعلانات والتسوق عبر الانترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها".
وقال جرجس شنودة أنطونيوس، مدير محل ذهب في حارة اليهود، إن مصر كانت تنتج حليا مطلية بالذهب، ولكنها توقفت.
"الصين صنعت آلة للطلاء المفرغ، تجعل طبقة الطلاء متينة. ونحن نعد التصميمات هنا في مصر ونرسلها إلى الصين لطلائها بالذهب".
وأضاف أن التجار يولون عناية فائقة بالتصميم، ما يؤدي في النهاية إلى خروج منتج يبدو مثل الذهب الحقيقي مع تصميم جذاب وسعر منخفض.
وقال أنطونيوس بابتسامة واثقة "تحب النساء الحلي، وطالما هناك نساء، فسنحقق مبيعات جيدة".
وقال جورج صبري، 25 عاما، وهو بائع في محل مشغولات من الذهب الصيني، إن محلاتهم تستقبل زبائن من طبقات مختلف بما في ذلك الطبقة العليا، بسبب تعدد تصميمات الحلي.
وأضاف أن "ارتفاع الدولار أدي إلى ارتفاع سعر الذهب الصيني بما لا يقل عن 30 %، ما أدى إلى انخفاض المبيعات قليلا، في حين أن بعض متاجر الذهب الحقيقي إما أغلقت بشكل كامل وإما غيرت نشاطها للتجارة في الذهب الصيني".
وبسبب الركود الاقتصادي وانخفاض احتياطيات النقد الأجنبي في مصر، أعلن البنك المركزي تحرير سعر صرف الجنيه للوصول إلى سعر مستقر أمام الدولار، الذي ارتفع من 8.85 إلى 15 أو 16 جنيها في السوق الرسمية.
وفي منطقة فيصل بالجيزة، يحاول محل مجوهرات "محمود هيبة" الصمود أمام تقلبات أسعار الذهب على الرغم من تراجع المبيعات.
وقال إبراهيم هيبة، صاحب المحل، "هناك الكثير من محلات الذهب لم تستطع تحمل القفزات في سعر الذهب. كيلو الذهب يتكلف حاليا أكثر من نصف مليون جنيه".
وأوضح هيبة أن من يشترون الذهب يشعرون بالقلق بسبب عدم استقرار السعر، مضيفا أن كمية الذهب المعروضة تقل بسبب ارتفاع الأسعار.
وقالت رنا أحمد، ربة منزل في الثلاثنيات، "أنا منزعجة جدا من ارتفاع الأسعار. في الماضي، كان يمكن شراء بعض القطع الذهبية الجميلة بـ 2000 جنيه، ولكن الآن لا نستطيع شراء أي شيء . الخاتم تجاوز سعره 6000 جنيه".
فيما قال عمرو عبد الرحمن، بائع، إن عدم استقرار سعر الذهب يجعل الزبائن يفكرون مرتين قبل الشراء "خوفا من شراء حلي اليوم ينخفض سعرها في اليوم التالي". وأضاف "نأمل في أن تتحسن الأمور قريبا ونحن نتطلع إلى انتعاش صناعتنا".
تعليقات الفيسبوك