مر اليوم الجمعة، الموعد المقرر لخروج مظاهرات دعي إليها في مصر تحت شعار "ثورة الغلابة" احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها ملايين المصريين، دون مظاهرات تذكر لتبقى الدعوة حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي وسط اجراءات أمنية مشددة في القاهرة والمدن الكبرى.
وأفاد مراسلو أصوات مصرية بخروج مظاهرات محدودة في محافظات الجيزة والقليوبية والإسكندرية والمنوفية والبحيرة، لكنها لم تستمر طويلا، حيث قامت قوات الأمن بفضها وألقت القبض على نحو 70 شخصا.
وكانت حركة غير معروفة سمت نفسها "حركة الغلابة" دعت في الاسابيع القليلة الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الشعب للتظاهر يوم 11/11 ضد ارتفاع الأسعار وإجراءات تقشفية أخرى اتخذتها الحكومة، أثرت بشكل مباشر على حياة المواطن البسيط ذي الدخل المتوسط في مصر.
ولم تحظ الحركة بالكثير من الدعم من النشطاء والأحزاب.
وتشير الحكومة بأصابع الاتهام نحو جماعة الإخوان المسلمين المحظورة على أنها المحرض على التظاهر اليوم، وألقت الداخلية خلال الشهرين الماضيين القبض على عشرات ممن قالت إنهم ينتمون لجماعة الإخوان لدعوتهم إلى تظاهرات 11/11.
إلا أن "حركة الغلابة" أكدت منذ إطلاق دعوتها إنها لا تتبع أي تيار سياسي.
وقال رئيس الوزراء شريف إسماعيل، في تصريح له مساء اليوم الجمعة نقله التلفزيون الرسمي، تعقيبا على محدودية مظاهرات اليوم، إن "الشعب المصري اختار الاستقرار والتنمية ورفض أي دعوات تخالف ذلك".
وانتشر اليوم على توتير هاشتاج (وسم) #ثورة_الغلابة و #افتحوا_الميادين و #الثورة_الساعة، صباح اليوم، لكن مع ظهور ضعف الاقبال على التظاهر انتشر هاشتاج #محدش_نزل.
واتخذت أجهزة الأمن اجراءات مشددة خلال الأيام الماضية تحسبا لليوم المحدد للتظاهر، وأفادت تقارير باعتقال العشرات في أنحاء البلاد.
وقال شعبان وهو حارس عقار من الفيوم مشيرا إلى اجراءات الامن خلال الايام الماضية "لموهم كلهم.. أي حد له في المظاهرات الأمن اخدوهم."
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر أمني قوله إن قوات الشرطة طوقت مداخل محافظات القاهرة، والجيزة، والقليوبية من خلال نشر الأكمنة والنقاط الأمنية الثابتة والمتحركة على تلك المداخل، سواء بالطرق الصحراوية أو الزراعية.
وقال فتحي وهو عامل مقهى في الجيزة "مفيش اي بشاير لاي حاجة.. مفيش حاجة ها تحصل."
وأغلقت مقاهي وسط البلد في الشوارع المؤدية لميدان التحرير أبوابها، وهو إجراء صار معتادا في الايام التي تشهد دعوة لاحتجاجات.
وأعلنت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، مساء الخميس، إغلاق محطة أنور السادات بالميدان اليوم بناء على طلب من الجهات الأمنية.
وقال البنك المركزي، الخميس، إن معدل التضخم الأساسي السنوي ارتفع إلى 15.7% في نهاية أكتوبر الماضي، مقارنة بحوالي 14.1% في شهر سبتمبر الماضي. كما ارتفع معدل التضخم الأساسي الشهري إلى 2.8%، مقارنة بحوالي 1.2% في شهر سبتمبر الماضي.
وتقدر وزارة التضامن الاجتماعي عدد الأسر التي لا تملك دخلا ثابتا أو معاشا شهريا بأكثر من مليوني أسرة.
وأشارت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن نحو 27.8% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، وفقاً لبحث الدخل والإنفاق لعام 2015.
وقال محمود، ويعمل سائق في شركة أوبر، قبيل صلاة الجمعة "الرأي العام ضد المشاركة .. ولا أتوقع نزول الناس ولو في حد نزل هتبقى مجموعات صغيرة جدا".
وقرر البنك المركزي الأسبوع الماضي التخلي عن نظام التعويم المدار للجنيه الذي كان يتبناه خلال السنوات الماضية، إلى نظام التعويم الحر حيث يترك سعره يتحدد بناء على العرض والطلب على العملات.
وأعرب مسن، خلال ذهابه لصلاة الجمعة بمنطقة السيدة زينب، عن اندهاشه من الدعوات للتظاهر وقال "الدولار! هي الناس مالها ومال الدولار هما الناس كلها بقت عندها شركات وبتضر من الدولار دلوقتي؟".
وقررت الحكومة أيضا الأسبوع الماضي رفع أسعار الوقود، ما ألقي بظلاله على أسعار أجرة المواصلات.
وقال سائقو سيارات أجرة في المرج-العريش، لأصوات مصرية، "بقالنا ثلاثة أيام بايتين في الموقف مفيش راكب بسبب أن الناس خايفة تسافر ولحد ما يعدي يوم 11".
وقال مواطنون في الموقف "كنا كلنا أربعة ركاب، شيلنا باقي العربية علشان مفيش حد، باقي العربية كان اربعة، الاجرة ٥٠ جنيه بعد الزيادة. كانت ٤٠".
تعليقات الفيسبوك