تستند تحقيقات حوادث الطائرات في العالم على معلومات يسجلها جهازان يُعرفا بالصندوق الأسود ويكونا موجودين في مؤخرة كل طائرة.
وعلى الرغم من مقاومة الصندوق الأسود لدرجات حرارة الحريق المرتفعة، والضغط الجوي، وضغط الماء، والموجات الناتجة عن الانفجار، إلا أن معظم حوادث الطائرات المصرية لا يدلي فيها المسؤولون بمعلومات سجلها الصندوق مسبقا عن كواليس الساعات الأخيرة قبل الحادث، ليصبح الصندوق في النهاية "شاهد مشفش حاجة".
حوادث طائرات سابقة
تحقيق خارج الصندوق
في 31 من أكتوبر 2015 أي منذ عام تقريبا سقطت طائرة ركاب من طراز إيرباص 321 تابعة لشركة "Metrojet" الروسية للطيران في أراضي منطقة الحسنة بشبه جزيرة سيناء، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أودى بحياة 217 راكبا و7 من أفراد الطاقم كانوا على متنها.
وزارة الطيران المصرية أعلنت يوم الأربعاء 4 نوفمبر 2015 أن فريق التحقيق في حادث الطائرة الروسية انتهى من استخلاص بيانات الصندوق الأسود الخاص بتسجيل البيانات الفنية.
وأضافت الوزارة أن هذه البيانات موجودة بحالة جيدة وسيعكف فريق التحقيق على دراستها وتحليلها خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن الصندوق الأسود الثاني الذي يحتوي على مسجل الصوت داخل قمرة القيادة وجدت به بعض التلفيات ويتطلب الكثير من العمل لاستخراج ما يتضمنه من تسجيلات.
وأكدت الوزارة على أن أية تكهنات حول محتوى التسجيل الصوتي لغرفة قيادة الطائرة في هذه المرحلة لا يمكن اعتمادها. وقال وزير الطيران إن جميع إمكانات الوزارة مسخرة للجنة التحقيق لتعمل بالشكل الأمثل الذي يضمن دقة وسلامة التحقيق.
وفي 31 من مايو الماضي تحطمت طائرة من طراز إيرباص إيه 320 فوق البحر المتوسط بعد دخولها المجال الجوي المصري خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة وقُتل كل من كانوا على متنها وعددهم 66 شخصا. وتشارك فرنسا في التحقيق نظرا لانطلاق الطائرة منها ولكونها البلد المصنع للطائرة.
لجنة التحقيق المصرية في الحادث أعلنت يونيو الماضي عن أن وحدتي ذاكرة الصندوق الأسود للطائرة غادرتا القاهرة بصحبة وفد من اللجنة في الطريق إلى فرنسا لإصلاحه بمعامل مكتب التحقيق الفرنسي بعد تعذر إصلاحهما بمصر.
وأكدت اللجنة على أن وحدتا الذاكرة حال إصلاحهما ستكشفا عن محادثات قمرة القيادة التي تبادلها الطياران وأي أصوات من أجهزة الإنذار وأدلة أخرى مثل الضوضاء الصادر عن محرك الطائرة، ومن شأن مسجل بيانات الرحلة أن يمنح المحققين فرصة أكبر لتحديد سبب التحطم.
مجلة لوبوان الفرنسية قالت أكتوبر الجاري إن التحقيق في حادث تحطم طائرة مصر للطيران يسير على "قشر بيض".
وأضافت المجلة أن السلطات المصرية خلصت على عجل إلى أن مادة (تي أن تي) المتفجرة هي السبب في تحطم الطائرة فوق البحر المتوسط، لكن المحققين الفرنسيين ينفون هذه الفرضية، الأمر الذي أدى إلى تعكر الأجواء بين البلدين عقب تحطم الطائرة.
وبحسب مجلة "لوبوان" الفرنسية، فإن الطريق يبدو صعبا على المحققين الفنيين والقضائيين بخصوص الطائرة.
لجنة التحقق
مصدر بلجنة التحقيقات لحادث الطائرتين الروسية ومصر للطيران قال في تصريح خاص "لأصوات مصرية" إن الغموض ما زال يسود نتائج لجنة التحقيق الرسمية لمعرفة أسباب الحادثين وما توصل إليه تسجيلات الصندوق الأسود.
وأضاف المصدرأنه فيما يخص الطائرة الروسية لم تتوصل لجنة التحقيق حتى الآن للأسباب التي أدت إلى سقوط الطائرة على الرغم من إعلان السلطات الروسية بأن الطائرة سقطت بسبب حادث إرهابي.
وأكد المصدر على أن آخر إجراء تم تنفيذه بخصوص التحقيق كان الأسبوع الماضى، هو إرسال 12 قطعة من حطام الطائرة إلى معامل متخصصة لإجراء عمليات تحليل بالفلزات للتوصل إلى أية معلومات تفيد فى التعرف على الأسباب الحقيقية للحادث الذي أودى بحياة 224 راكبا.
خارج مصر الصندوق يُجيب
على الرغم من أن المسؤولين عن التحقيق في حوادث الطائرات بمصر لا يجيبهم الصندوق الأسود بما يحويه من تسجيلات الساعات الأخيرة قبل وقوع أي حادث، إلا أن الأمر اختلف تماما بالنسبة لمسؤولين تحقيقات أجانب وقعت حوادث طائرات في دولهم وأعلنوا عن ما يخفية الصندوق الأسود.
الطائرة الألمانية
ومن بين تلك الحوادث سقوط طائرة من طراز إيرباص (320) في مارس العام الماضي تتبع شركة (جير مان وينيغز) التابعة لشركة الطيران الألمانية (لوفتهانزا) بمنطقة جبال الألب في فرنسا ومقتل 150 شخصا.
أول أبريل من العام نفسه أعلن مكتب التحقيق والتحليل الفرنسي، نتيجة تحليل وحدة الذاكرة الثانية بالصندوق الأسود واظهر أن مساعد الطيار تصرف إراديًا، عندما كان بمفرده في قمرة القيادة للهبوط بالطائرة.
وتضمن الصندوق الأسود، تسجيل الحديث بين مساعد الطيار أندريا لوبيتز (27 عامًا) والطيار، وتبين أن لوبيتز استغل غياب الطيار من قمرة القيادة للحظات ليسقط الطائرة التي اصطدمت بالجبال بسرعة 700 كلم في الساعة، ما أدى إلى مقتل ركابها الـ150، ونصفهم من الألمان.
الطائرة الماليزية
عرضت السلطات الماليزية أول أبريل 2015 فيديو حول الطائرة الماليزية التي سقطت في الأيام الأخيرة من عام 2014 وهي من طراز إيرباص200- A320، تابعة لشركة"Air Asia" كانت متجهة من مدينة سورابايا الأندونيسية إلى سنغافورة، وعلى متنها 155 راكبا و7 من طاقمها، ويظهر الفيديو التسجيل الصوتي لمحتوى الصندوق الأسود للطائرة.
تعليقات الفيسبوك