نقلت صحيفة ها آرتس الإسرائيلية عن مسؤول فلسطيني كبير قوله إن مصر وأمريكا طالبتا الفلسطينيين بعدم اتخاذ أي تحركات في مجلس الأمن الدولي إلا بعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية الشهر المقبل.
وتشغل مصر حاليا مقعدا غير دائم في المجلس الذي تحظى فيه الولايات المتحدة بحق الفيتو كدولة دائمة العضوية.
وقال المسؤول الفلسطيني إن الرسالة نقلت بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى السلطة الفلسطينية عبر وسطاء غربيين وعرب. وأكدت الرسالة أنه حتى إنتهاء الانتخابات الأمريكية المقررة في الثامن من نوفمبر المقبل فسوف تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد أي قرار بخصوص القضية الفلسطينية الاسرائيلية بما في ذلك التنديد بالمستوطنات اليهودية.
وذكرت الصحيفة أن مساعدين للرئيس الفلسطيني محمود عباس قالوا إنه بعد مناقشات حديثة للسلطة الفلسطينية مع مسؤولين أجانب منهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لم يحصلوا على انطباع بأن الإدارة الأمريكية تعتزم بدء أي مبادرات من جانبها بشأن القضية ناهيك عن الموافقة على قرار لمجلس الأمن.
وقال المسؤول الفلسطيني الكبير "ليس لدينا أوهام ولا توقعات بأن الأمريكيين لن يستخدموا الفيتو أو ينسفوا أي قرار يقدم إلى مجلس الأمن." وأضاف "ليس لدينا علم أيضا بأي خطة تعد أو بأي اقتراح على الإطلاق. كل ما نسمعه أنه توجد أفكار."
وذكر أنه رغم عدم رضا الفلسطينيين عن هذا الوضع إلا أنهم لا يعتزمون القيام بأي تحركات في مجلس الأمن حتى تنتهي الانتخابات الأمريكية. لكن مساعدا كبيرا لعباس قال إن الفلسطينيين يعتزمون تكثيف جهودهم في المجلس بعد الانتخابات مباشرة.
وقال "نحن في مرحلة التشاور الآن. سنمضي قدما في تحركنا بعد الانتخابات." وأضاف أنه "في الوقت الحالي لا يوجد اتفاق على الصياغة النهائية وليس واضحا لنا ما سيكون عليه الموقف الأمريكي وما إن كانت الادارة بعد الانتخابات ستكون راغبة فعلا في التعاون معنا أم ستواصل استخدام الفيتو."
لكن في تلك الاثناء يبدو أن الأمور تتحرك على الساحة الداخلية الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بالانعقاد المقرر للمؤتمر السابع لحركة فتح أواخر نوفمبر الجاري.
وذكرت ها آرتس أنها علمت بأن عباس سيسافر في الأيام القليلة القادمة إلى تركيا وربما قطر في إطار جهوده لترتيب السماح لممثلي فتح في قطاع غزة بالسفر إلى الضفة الغربية لحضور المؤتمر. ومن المتوقع أن يحث اسرائيل على السماح للممثلين من الضفة وأيضا من الدول العربية بدخول الضفة الغربية لحضور المؤتمر لكي يتوافر به أكبر قدر ممكن من التمثيل.
وتكمن الأهمية الأساسية للمؤتمر في أن انعقاده سيأتي بعد عدة مرات من التأجيل. لكنه سينتخب أيضا ممثلين جددا في المجلس الثوري لحركة فتح واللجنة المركزية، وهي أعلى أجهزة الحركة. واذا لم يتمكن ممثلو الحركة في قطاع غزة من المشاركة فسيقوض ذلك موقف عباس بشدة في حين يواجه تحديا من خصمه اللدود محمد دحلان.
وتعد حركة حماس أيضا لانتخابات داخلية من المتوقع على نطاق واسع أن يتم فيها اختيار اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ليحل محل الرئيس الحالي للمكتب خالد مشعل الذي تنتهي ولايته.
وذكرت ها آرتس أن الانتخابات الداخلية في الحركتين يمكن أن تؤدي إلى استئناف الجهود لعقد المجلس الوطني الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات للسلطة الفلسطينية. وقال مسؤولون كبار من الحركتين إنه بالنظر إلى الجمود في عملية السلام وتحول الاهتمام العالمي إلى العراق وسوريا بدرجة أكبر من الفلسطينيين فمن الأفضل لهم أن يركزوا على القضايا الداخلية.
تعليقات الفيسبوك