قال مسؤول بوزارة الطيران المدني، اليوم الخميس، إن مصر نفذت نحو 90% من الطلبات التي تقدمت بها روسيا لاستئناف حركة الطيران بين البلدين، والتي توقفت منذ أكتوبر الماضي على إثر تحطم طائرة ركاب روسية عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ في مصر.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لأصوات مصرية، "قائمة الطلبات التي تقدم بها الجانب الروسى تم تنفيذها.. وانتهينا منذ فترة من تنفيذ أغلبية الشروط وأرسلنا إليهم خطاباً رسمياً بهذا".
كانت روسيا أعلنت تعليق رحلاتها الجوية إلى مصر، على خلفية تحطم طائرة ركاب روسية بوسط سيناء في أكتوبر الماضي ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها البالغ عددهم 224 شخصا، مع وجود احتمالات بتعرض الطائرة لتفجير.
وقدمت موسكو لمصر توصيات تشمل ملاحظات ومقترحات لتشديد الإجراءات الأمنية المتعلقة بسلامة الطيران، وقالت إن عودة الطيران بين البلدين يعتمد على "سرعة الجانب المصري في الوفاء بمتطلبات أمن المطارات المقدمة".
وأشار المسؤول إلى أن الجزء الوحيد المتبقي من شروط الجانب الروسي هو ميكنة أبواب دخول الموظفين مع وضع كاميرات مراقبة، واتخاذ إجراءات لدخول العاملين من بوابات إلكترونية.
وأوضح أن وزارة الطيران المدني بدأت في تنفيذ طلب ميكنة بوابات دخول الموظفين، مشيرا إلى أنه سيتم استكماله خلال فترة قصيرة.
الطلبات الروسية
وقال المسؤول إن أبرز الطلبات التي تقدمت بها روسيا كانت تأمين وجبات الطعام التي تصعد للطائرات من المطابخ الموجودة في المطار، موضحا أنه بناء على ذلك الطلب تم وضع أجهزة فحص بالأشعة في المطابخ، ووضع حراسة أيضا تتولى فحص الوجبات قبل صعودها للطائرات مع وضعها فى كاونترات موصدة بالرصاص الذي لا يفتح إلا على الطائرة مع مرافقة رجل أمن للوجبات من المطابخ حتى الطائرات.
وتابع أنه تم تشديد الرقابة على حقائب الركاب خلال عملية نقلها من صالات السفر حتى الطائرات، حيث تم وضع أجهزة للكشف عن الحقائب بالأشعة مع وجود كلاب بوليسية لفحصها وقت خروجها من صالات السفر في المنطقة الخلفية في أرض المهبط.
وتوضع الحقائب في حاويات يتم غلقها بالرصاص ويتم نقلها بحراسة أمنية إلى الطائرات حتى لا تتعرض لأي مراحل يشتبه فيها.
وأضاف أن الجانب الروسي طالب -زيادة عن باقي شركات الطيران الأخرى- بتخصيص رجل أمن يرافق الركاب في سيارات الباص التي ستنقلهم بين الطائرات وصالات السفر والوصول، وقال إنه "تمت الموافقة عليه (الطلب) أيضا ونحن نسعى لاتخاذ كل ما يلزم لتأمين مطاراتنا وركابنا والسياح".
وقال المسؤول إن من بين الإجراءات التي تم اتخاذها لضمان أمان المطارات هو الاتفاق مع شركة "كونترول ريسكس" البريطانية لتقييم الإجراءات الأمنية في مطارات مصر خاصة شرم الشيخ والقاهرة، مضيفا أن تقييم الشركة جاء جيدا وتم تنفيذ التوصيات التي أصدرتها.
وأشار إلى أن وزارة الطيران اتفقت كذلك مع شركة "فالكون" للتأمين وذلك لتأمين المطارات، مضيفا أن الشركة وضعت شروطا لتشكيل فريق ممن لهم بنيان جثماني قوي وذي خبرة في العمل الشرطي أو العسكري وقامت بتدريبهم بشكل مكثف للمساعدة في تأمين المطارات.
وأضاف أن الشركة ستبدأ عملها في مطار شرم الشيخ خلال أيام على أن تبدأ عملها بمطار القاهرة بداية من أكتوبر المقبل.
وأوضح أن روسيا تقدمت بشكل غير رسمي بطلب للسلطات المصرية بتخصيص صالات خاصة لركابها في المطارات المصرية، مضيفا أن مصر أعلنت موافقتها على هذا الطلب حال وجود كثافة في رحلات الطيران الروسية والتي تستلزم تخصيص صالات لركابها.
إجراءات إضافية
وقال المسؤول "بدأنا خطة طموحة لزيادة عمليات التأمين في مطارات مصر خاصة الرئيسية منها مثل القاهرة وشرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان وبرج العرب مع التركيز على مطاري شرم الشيخ والقاهرة في البداية".
وأوضح أن الخطة تتضمن تركيب رادارات فحص في حرم مطاري شرم الشيخ والقاهرة بتكلفة 45 مليون جنيه في شرم الشيخ و90 مليونا بمطار القاهرة.
وأشار إلى أن الرادارات تستطيع فحص أي أجسام متحركة أو ثابتة على مساحة 3 كم مربع وكشف أي مفرقعات أو مخدرات أو أي مواد تمثل خطورة على سلامة الركاب والمنشآت، وتنبيه رجال الأمن.
وأضاف أن خطة التطوير -والتي من المتوقع أن يتم الانتهاء منها خلال عدة شهور- تتضمن تركيب كاميرات ذكية داخل صالات السفر والوصول في المطارات تستطيع تحديد الأشخاص المشتبه فيهم حيث تطلق إنذارا يحدد مكان الشخص وصورته بعد دراسة سلوكه خلال فترة زمنية قليلة داخل صالات الوصول والسفر سواء كان في حالة ارتباك أو يقوم بأشياء مثيرة للريبة والشكوك.
استئناف الرحلات
وبحسب تصريحات سابقة لوزير النقل الروسي فإنه من المقرر أن تستأنف الرحلات الجوية بين روسيا ومصر على مرحلتين، الأولى سيتم خلالها استئناف الرحلات بين موسكو والقاهرة، أما في المرحلة الثانية فسيتم استئناف الملاحة الجوية بين موسكو وشرم الشيخ والغردقة.
وتضرر قطاع السياحة بشدة عقب سقوط الطائرة وحقق انكماشا بنسبة 18.7% خلال النصف الأول من العام المالي الماضي مقابل 43.7% نموا في الفترة المقابلة من العام قبل الماضي.
وقال المسؤول إن الشرطة ستتولى تأمين المطارات في كل الأماكن التي تمثل حساسية في تعامل شركة "فالكون" معها.
وأضاف "أعتقد أنه لا حجة لأي جانب لوقف استئناف حركة الطيران والسياحة إلى مصر بعد كل هذه الإجراءات الأمنية المشددة التي لا توجد فى أي مطار بالعالم".
وأجرى وفد أمني روسي الأسبوع الماضي مراجعة لإجراءات التأمين في مطار القاهرة الدولي، في إطار خطة استئناف الطيران بين القاهرة وموسكو.
وقالت وزارة النقل الروسية، أمس الأربعاء، إن موسكو تخطط لإرسال وفد جديد من المفتشين في المستقبل القريب لتفقد إجراءات التأمين في المطارات المصرية.
تعليقات الفيسبوك