حظيت قضية الختان في مصر بمتابعة واضحة من وسائل الإعلام الأجنبية منذ سنوات طويلة وحتى الآن.

وشهد عام 1994 تفجير شبكة تلفزيون "سي إن إن" الأمريكية لهذه القضية بشكل قوي، حيث أذاعت تقريرا مصورا عن عملية ختان لفتاة مصرية، بالتزامن مع أعمال المؤتمر الدولي للسكان الذي عقد بالقاهرة وقتها.

وتزايد اهتمام الإعلام العالمي بهذه القضية منذ عام 2007، الذي شهد وفاة الطفلة بدور شاكر ابنة الـ13 عاما إثر عملية ختان، ما أدى إلى صدور قرار من وزير الصحة بتجريم إجراء عمليات ختان الإناث.

وتبعه في 2008 إضافة مادة في قانون العقوبات لتجريم الختان وتحديد عقوبة القائمين به.

وفي العام ذاته، أشادت وسائل الإعلام العالمية بخطوة تجريم الختان واعتبرته انتصارا للمرأة المصرية. وكانت صحيفة "الجارديان" ووكالة أنباء "رويترز" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وصحيفة "تشاينا ديلي"، من أبرز الوسائل الإعلامية التي اهتمت بالخبر.

وتأتي جريمة ختان جديدة لتجذب أنظار العالم في عام 2013، والتي راحت ضحيتها سهير الباتع التي بلغت من العمر 13 عاما. 

وتابعت وسائل الإعلام القضية إلى أن صدر حكم بسجن الطبيب المتسبب في موت سهير، لمدة سنتين وثلاثة أشهر في يناير 2015.

لكن بعد مرور 10 أشهر على صدور الحكم، لم يسجن الطبيب فعليا.

وفي ذلك الوقت، كانت إذاعة "إن بي آر" الأمريكية من أكثر وسائل الإعلام الأجنبية اهتماما بمسألة البحث عن الطبيب المتغيب عن العدالة، حيث زارت مراسلة الإذاعة منزله وعيادته بحثاً عنه، إلا أنها لم تتمكن من مقابلته.

وفي يوليو 2016، أيدت محكمة الاستئناف حبس الطبيب وتم القبض عليه.

وتتابعت جرائم الختان حتى العام الجاري، فتداولت صحف "ديلي ميل" و"التلجراف" و"الجارديان"، وشبكة تلفزيون "سي إن إن" ووكالة "رويترز" وغيرهم، خبر وفاة ميار محمد ابنة الـ17 عاماً في مايو الماضي، بعد نزيف حاد عقب إجراء عملية ختان في إحدى المستشفيات الخاصة بالسويس.

ويتواصل اهتمام العالم بقضية الختان، ففور موافقة مجلس النواب، في أغسطس الماضي، على تغليظ عقوبة الختان وتعديل بعض مواد قانون حظر الختان، تناقلت وسائل إعلام عالمية مثل "بي بي سي" و"الجارديان" و"هافينجتون بوست" و"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" الخبر.

وتضمن التعديل، عقوبة السجن بمدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز 7 سنوات على القائمين بجريمة الختان دون مبرر طبي، بعدما كان السجن لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وعامين.

وكانت "الجارديان" من أكثر الصحف اهتماما بالقضية وبجوانبها المختلفة، فنشرت مقاطع فيديو للتوعية بخطورة الختان، فضلا عن التوغل في صعيد مصر لمعرفة المزيد عن حالات الختان ورأي الأهالي في هذه القضية.

وعلى خلفية تغليظ عقوبة الختان، تناولت "الجارديان" الموضوع مع الإشارة إلى جريمة حادثة سهير الباتع، واستعانت الصحيفة بآراء حقوقيين في التعديلات التي أجريت على قانون الختان ومن بينهم، محامي الطفلة سهير.

فقال رضا الدنبوقي محامي سهير الباتع، للصحيفة، إن "التعديل الجديد لقانون الختان الذي يعاقب أسرة الضحية بالسجن لمدة 3 سنوات، سيدفع الأهل للكذب بشأن طبيعة العملية التي خضعت لها الابنة".

وقال حقوقيون إن المشكلة الأكبر تكمن في عدم وجود مراقبة من الدولة إلى جانب تطبيق القوانين القائمة، وطالبوا نقابة الأطباء بوقف الطبيب الذي يقوم بعمليات الختان.