معايشة نرمين أبو سالم للمعاناة التي تمر بها كل أم عزباء، جعلتها تقرر مد يد العون لهن من خلال تأسيس جروب (Egyptian single mothers) على فيس بوك في إبريل الماضي.
وخلال أشهر قليلة تحولت المساحة الإلكترونية إلى مجتمع صغير يجمع الأمهات العازبات على اختلاف ظروفهن بين مطلقة و أرملة أو عائلة لأسرتها، يتبادلن خلاله الحكي والنصائح، وجمع حتى الآن أكثر من 4 آلاف مشتركة.
وتعول النساء 18.4% من إجمالي الأسر المصرية وفقا لتقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2015.
وقالت نرمين أبو سالم، مديرة موارد بشرية ومؤسسة الجروب، لأصوات مصرية، إن الأمهات المعيلات يواجهن ظلما من المجتمع ومن التشريعات التي لا تنصفهن.
وأضافت:"فكرت أجمع كل السينجل مازرز في مكان واحد يعرضوا فيه المشاكل اللي بتقابلهم، وأبرزها رفض الزوج دفع نفقة الأطفال واللي بينتج عنه زيادة عدد الأمهات الغارمات في السجون، وزيادة عدد أطفال الشوارع".
ووصفت نرمين أبو سالم قانون الأحوال الشخصية الحالي بأنه مليء بالثغرات وظالم للمرأة، قائلة:"الست بتتبهدل في المحاكم لسنين عشان تعرف تصرف على ولادها، والرجالة بيستقووا بالقانون الظالم ومبيدفعوش النفقة عشان عارفين أن المحكمة مش هتجيب للست حقها".
وترى أن هناك ضرورة ملحة لجعل النفقة شيئا إلزاميا للرجل فور حدوث الطلاق دون الحاجة لذهاب الأم إلى المحكمة، وأن يتم تحديدها وفقا لمستوى دخل الزوج، وفي حالة تضرره يلجأ عندها للقضاء لإثبات عدم قدرته.
وعن أشكال الدعم التي يقدمها الجروب للأمهات، قالت نرمين أبو سالم:"في محامين متطوعين إنهم يقدموا استشارات قانونية مجانية للسيدات أو التكفل بقضايا بعض الحالات، وفيه مدربين لايف كوتشينج بيقدموا استشارات نفسية للعضوات".
وأشارت إلى تنظيم عدد من الورش والندوات للأمهات عن كيفية التعامل مع أبنائهن بمفردهن وكيفية تحويل تجاربهن الفاشلة إلى قصص نجاح.
وأضافت:"بنخاطب كمان رجال أعمال أنهم يعيينوا أمهات معيلات في شركاتهم كجزء من مسؤوليتهم الاجتماعية، وبننشر على الصفحة أي فرص شغل معلن عنها، وكمان بندعم الأمهات اللي عندهم مشاريع خاصة".
وتتفاعل العضوات مع الجروب من خلال نشر قصصهن بحثا عن دعم نفسي أو نصيحة قانونية، ومن آخر تلك القصص المنشورة على صفحته سيدة كتبت:"صباح الخير مع احترامى لكل أب إزاي الأب يأكل وينام وعايش حياته ولحد اليوم 22/8 نفقته مجتش والمفروض أنها تتصرف أول شهر 8 حسبي الله ونعم الوكيل".
وفور نشر قصتها أبدت عشرات العضوات الدعم والتعاطف والنصح بالتصرف القانوني المطلوب في تلك الحالة.
في حين سألت أم أخرى عن كيفية تدبير الأمهات المعيلات لنفقات مدارس الأبناء وتبادلت المشاركات سرد تجاربهن.
تعليقات الفيسبوك