"اوعي تمضي على بياض".. عنوان حملة توعية قانونية واجتماعية تستهدف نساء فقيرات في أحياء شعبية قبل أن يتحولن إلى سجينات فقر أو غارمات في مجتمع يعيش نحو أكثر من 26 مليونا من سكانه تحت خط الفقر.
وتقول الكاتبة ورئيسة جمعية رعاية أطفال السجينات، نوال مصطفى، إن الحملة تستهدف توعية مَن سمتهم بـ"سجينات الفقر المحتملات" بعدم التوقيع على بياض على شيكات أو إيصالات أمانة.
وتضيف نوال، في مقابلة مع "أصوات مصرية"، أن جمعية رعاية أطفال السجينات تطرح "الوقاية بالتوازي مع تقديم العلاج"، مؤكدة أنها لا تكتفي بدفع ديون الغارمات فحسب، ولكن بتوعية النساء الفقيرات أيضا للحد من تضخم الظاهرة.
نصف السجينات فقيرات
وتشير نوال مصطفى إلى أن زياراتها المتوالية والمنتظمة لسجن القناطر أظهرت لها أن أكثر من 50 بالمئة من السجينات هن من ضحايا الفقر.
ويعد سجن القناطر الخيرية أحد أبرز سجون النساء في مصر.
وتوضح نوال أن العديد من مؤسسات الدولة ومنها الرئاسة إضافة إلى رجال الأعمال والمنظمات الأهلية يتبنون مبادرات لدفع ديون الغارمات للإفراج عنهن، لكن غياب التوعية يؤدي إلى إضافة أعداد جديدة إلى قائمة سجينات الفقر.
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال العام الماضي عن مبادرة "مصر بلا غارمات"، يتم من خلالها سداد مديونيات النساء الغارمات بسجن القناطر على دفعات متتالية، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للإفراج عنهن.
الأمية وغياب الوعي
وتستشهد نوال مصطفى بواقعة سيدة غارمة في سجن القناطر بلغ مجموع أحكامها بالحبس نحو 60 عاما، بسبب توقيعها على العديد من إيصالات الأمانة نظرا للأمية وغياب الوعي.
وتبلغ نسبة الأمية بين النساء في مصر نحو 33.5 بالمئة، مقابل 18.5 بالمئة للذكور، بحسب تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2015.
وتستهدف حملة "ماتمضيش على بياض" تنظيم أربعة مؤتمرات شعبية في أحياء فقيرة خلال العامين المقبلين، وتقول نوال مصطفى إن تنظيم المؤتمرات يتم من خلال التشبيك مع الجمعيات الأهلية في هذه الأحياء الشعبية لحشد أكبر عدد من النساء.
وتضيف أن المتحدثين في المؤتمرات من الخبراء القانونيين والاقتصاديين لا يكتفون بالتوعية فقط ولكنهم يقدمون حلولا أيضا لفتح آفاق أخرى أمام النساء الفقيرات بعيدا عن الاقتراض.
تحريك الماء الراكد
وتعتبر الكاتبة الصحفية نوال مصطفى أن الأثر الاجتماعي لحملات التوعية غالبا ما يظهر على المديين المتوسط والبعيد، لكنه يظل "حجرا يتم إلقاؤه في بحيرة راكدة".
وصممت الحملة نشرة فنية "brochure" تعتمد على الأسلوب القصصي مع استخدام الرسومات لتوعية النساء الفقيرات بمخاطر التوقيع على بياض على إيصالات أمانة أو شيكات.
وكانت الحملة نظمت 4 مؤتمرات شعبية لتوعية النساء الفقيرات في نادي جامعة القاهرة، ومركز شباب القلعة، وعزبة الوالدة، ومنشأة ناصر.
وتقول نوال مصطفى إن الجمعية تسعى لتمكين السجينات الفقيرات من خلال تدريبهن وتشغيلهن داخل سجن القناطر، بهدف تعليمهن حرفة يعملون بها أثناء وبعد قضائهن فترة العقوبة.
وتبنت وزارة الداخلية وعدد من رجال الأعمال والإعلام مبادرات متعددة لتسديد مديونيات الغارمات في سجن القناطر خلال العامين الماضيين.
كما أعلنت وزارة التموين، في مارس الماضي، عن دراسة نظام لاستخدام بطاقات التموين كضامن في شراء السلع المعمرة، لتمكين نساء الأسر الفقيرة من دفع الأقساط بشكل آمن ومنع تعرضهن للحبس عند تعثرهن في سداد الأقساط.
تعليقات الفيسبوك