"للرجال فقط".. جملة اقترنت بمعظم الوظائف الهندسية، لكنها لم تقف في وجه أمينة حسن، مهندسة الكيمياء النووية، التي كسرت القاعدة في مهنة تستبعد الإناث.
وبادرت أمينة بعد تخرجها بالتقديم في وظيفة مهندس مبيعات، وكانت وقتها متاحة للذكور فقط، وأقنعت صاحب العمل أنها تستطيع القيام بمهام وظيفتها حتى قبلت في الوظيفة بالفعل.
وقالت أمينة حسن، لأصوات مصرية، "الأزمة الحقيقية مش في القطاع الهندسي اللي بيقصر وظايفه للذكور، لكن في ثقافة المجتمع اللي خلت صاحب العمل يظن إن الستات مش قادرين يتحملوا ظروف الوظيفة".
وما زالت المرأة تواجه اضطهادا نوعيا في بعض المهن التي تقصر وظائفها على الرجال، منها بعض المناصب القضائية ووظائف الهندسة في عدة تخصصات، وتبلغ نسبة مساهمة المرأة في قوة العمل حسب تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 23.5%، في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 64 سنة) وهي تمثل ما يقرب من ثلث مساهمة الرجال التي تبلـغ 72.3%.
وأضافت أمينة حسن "أعمل حاليا مهندسة مبيعات، وهي بالفعل صعبة لأنها تحتاج للانتقال بين المصانع والأبراج السكنية لكن قدرت أقنع صاحب العمل قبل تعييني إني أقدر أعمل الحاجات دي فوافق".
وأوضحت تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات لعام 2014، أن معدلات البطالة بين النساء تبلغ ثلاثة أضعاف معدلات البطالة للرجال.
تخرجت أمينة حسن من كلية الهندسة قسم الكيمياء النووية، وخلال الدراسة اشتركت في عدة أنشطة طلابية وعملت بشركة "إي أم جي" للهندسة والإنشاءات، بهدف تنمية وتطوير مهاراتها واقتحام سوق العمل مبكرا.
كما أسست شركة "تي واي دي" بالتعاون مع مجموعة من الطلبة، وهي شركة شبابية تماما لم تضم سوى شباب من الجنسين، ثم أنشأت شركة أخرى لتدوير المخلفات.
لم تكتف أمينة حسن بالوظيفة وقررت الالتحاق بالعمل النقابي، فتقدمت لخوض انتخابات نقابة المهندسين في دورتها الحالية، وأصبحت عضو مجلس إدارة نقابة المهندسين الفرعية بالإسماعيلية، والتي تنتهي دورتها بعد سنة ونصف.
وأوضحت قائلة "أنا في شغلي غير متحيزة للستات وباساعد المهندس والمهندسة من غير تحيز لجنسي لأن المفروض يكون ده الطبيعي وخصوصا ان النقابي بيعبر عن المهندسين بشكل عام".
وعلقت تهاني لاشين، حقوقية بمؤسسة المرأة الجديد، قائلة "التمييز بين الرجل والمرأة يبدأ من التعليم والمناهج الدراسية اللي بتحصر المرأة في مهن معينة، زي الدكتورة أو المدرسة مبنلاقيش مثلا في المناهج محامية واقفة قدام قاضي في محكمة".
وأضافت أن "التمييز في العمل موجود في مهن كتير مش بس المهندسين ومؤسسة المرأة الجديدة عملت مبادرة (تمييز) لتوعية الستات بحقوقهم في العمل".
وتعرض المؤسسة حالات التمييز الصارخة ضد المرأة على نقابات العمل المعنية بهدف اتخاذ إجراءات لحل مشاكل العاملات النوعية، كما تعرض هذه الحالات من خلال قصص مصورة على موقعها.
فيديو أعدته مؤسسة المرأة الجديدة في إطار حملتها "تمييز" لمناهضة التمييز ضد المرأة.
تعليقات الفيسبوك