"هي الأسعار اللي مكتوبة للكحك والبيتي فور دي صح ولا لأ"، هكذا وقفت رقية علي، تسأل حسني محمود، صاحب مخبز للحلويات بمنطقة وسط البلد.

علامات الدهشة ارتسمت على وجه رقية بعدما أبلغها صاحب المخبز أن أسعاره تقل بكثير عن بقية المخابز ومحلات الحلويات فقالت "لأ الأسعار عالية جدا ومتناسبنيش".

تتراوح أسعار الكعك في المخبز الذي قصدته رقية ما بين 36 جنيها لكيلو الكعك السادة و50 جنيها لكيلو الكعك المحشو بالمكسرات أو بالعجوة وكذلك البيتي فور.

تقول رقية، التي تعمل عاملة نظافة في إحدى الشركات الخاصة، "مرتبي 500 جنيه، وبصرف على 3 ولاد أبوهم متوفي، إزاي هجيب كحك بالسعر ده".

العام الماضي اشترت رقية كعك بسعر 25 جنيها للكيلو "كان الكيلو بحوالي 25 جنيه كنت أقدر أجيب كيلو ولا اتنين على قدي، لكن دلوقتي ما أقدرش خالص اشتري"، كما تقول رقية.

قررت رقية ألا تشتري هذا العام وقالت "أنا عندي أولويات.. هاجيب حاجات مهمة للبيت أحسن من اني أجيب كيلو كحك بحوالي 50 جنيه".

ورغم أن وزارة التموين أعلنت طرح كميات كبيرة من الكعك والبسكويت في فروع المجمعات الاستهلاكية بأسعار مخفضة بنسبة 30%، إلا أن رقية لم تفكر في زيارة أي منفذ تابع للوزارة للشراء منه.

وتقول "أكيد هيكون زي اللحمة الكوتش اللي بيبعوها ويقولوا سعرها مخفض ولا زي الرز اللي مش بنلاقيه".

وبحسب بيان لوزارة التموين، فإن أسعار الكعك المطروح بالمجمعات والمنافذ التابعة لها تبلغ 44 جنيها لكيلو الكعك السادة، و46 جنيها لكيلو كعك بالملبن و55 جنيها لكيلو كعك بالمكسرات، و33 جنيها لكيلو بسكويت.

السمنة والسكر السر

يدافع حسني محمود، صاحب المخبز الذي قصدته رقية، عن ارتفاع الأسعار ويقول لأصوات مصرية "كل حاجة زادت والدولار بهدلنا معاه".

ويشير محمود إلى أنه يستخدم سمن مستورد في الكعك ويقول "السمنة أسعارها ارتفعت حوالي 30% وبقية المكونات زي السكر والدقيق ارتفع سعرهم حوالي 30% والأسعار كلها ولعت".

اضطر محمود أن يرفع الأسعار قليلا حتى يستطيع الحفاظ على زبائنه "أنا بحاول أحافظ على العميل بتاعي وما اخسروش، علشان كده ما زودتش السعر كتير"، بحسب قوله.

ويوجه محمود حديثه لرقية قائلا "الأسعار اللي بتقولي عليها غالية دي بره الضعف، ده كيلو الكحك بحوالي 90 جنيه في أغلب المحلات".

ويقول محمد رفاعي، نائب رئيس شعبة الحلويات بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار كعك العيد ارتفعت خلال العام الحالي بنسبة 15% في المتوسط مقارنة بالعام الماضي.

ويرجع رفاعي، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، هذا الارتفاع إلى زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج كالدقيق والسكر والسمن، بعد زيادة سعر الدولار في مواجهة الجنيه.

لكن هذه المبررات لم تقنع رقية التي صممت على عدم شراء كعك هذا العيد، وفي المقابل كان محسن السيد مضطرا للشراء، رغم أنه اعتاد هو وأسرته على صناعة الكعك في المنزل كل عام.

يقول السيد "عندنا حالة وفاة في العمارة ومنقدرش نعمل كحك وبسكوت وجارنا ميت، فقولنا نشتري".

ويبدي السيد امتعاضه من ارتفاع الأسعار ويقول "الأسعار غالية قوي، لكن هو إيه اللي مغليش في البلد دي".

يقارن السيد الكعك الذي اشتراه بالذي كانت تصنعه زوجته في البيت، ويقول إن الكعك البيتي هو الأفضل "بتاع البيت برقبته بس نعمل إيه مضطرين".