"بالهداوة نكبرهم وبالقساوة نكسرهم" حملة أطلقها المجلس القومي للطفولة والأمومة ويونيسف مصر على مواقع التواصل الاجتماعي لحماية الأطفال من العنف المنزلي.
وتستهدف الحملة، التي انطلقت منذ أسبوع تقريبا دعم من الاتحاد الأوروبي، توعية الأمهات والآباء بطرق التربية الإيجابية والصحيحة للأبناء بعيدا عن العنف.
ودعت الحملة الأمهات والآباء لتدوين تساؤلاتهم على هاشتاج (#بالهداوة_مش_بالقساوة)، رافعة شعار "هنساعد كل أم وأب إنهم يربوا ولادهم صح وهنعرض أسئلتك على خبراء في التربية".
ونشرت الحملة الثلاثاء فيديو على صفحتها يعرض إحصاءات عن الطفل، مشيرا إلى أن 78% من الأطفال من سن 1 إلى 14 سنة يتعرضون للضرب من والديه، و91% من الأطفال من سن سنة إلى 14 سنة يتعرضون للعنف المنزلي بأشكاله المختلفة، ويوضح الفيديو الطرق الصحيحة للتعامل مع الأبناء في حالة وقوعهم في الخطأ.
وتفاعل مع الحملة التي فتحت بابا للتساؤلات عبر صفحتها على فيس بوك عدد كبير من الأمهات منهم أميمة علي، ربة منزل، قائلة "أنا بضرب الولاد وبزعقلهم كتير أنا وباباهم وبيصعبوا عليا لأنهم صغيرين بس عندهم إصرار على الغلط بيخرجوني عن شعوري بشقاوتهم وتخريبهم .. مش عارفه أعمل أيه ساعدوني عاوزاهم يبقوا أسوياء احسن بقى عندهم بلاده من الضرب".
وتقول منيرفا رحيم، ربة منزل "أنا بحاول طول الوقت ألاقي ورقة ضغط علشان ما اضربهاش، وفي البداية كنت بعاقبها بإني أوقفها على الحيطة كان دا نادر بس كنت بخوفها بس بوقفة الحيطة، بس بعد ما كبرت بطلت وبقيت أعاقبها بطرق تانية زي منعها من الفسح والخروج".
وعرفت حملة "بالهداوة نكبرهم وبالقساوة نكسرهم" العنف البدني أو الجسدي أنه استخدام القوة الجسدية بهدف إيذاء الطفل، موضحة "ده ليه أشكال كتير منها شد الودان والشعر والقرص ولحد الضرب بالعصايا أو بالحزام أو بغيرهم.. وكمان في أنواع جسيمة زي الحرق والتقييد بالحبل".
ودعت الحملة الأمهات والآباء للتوقف عن العنف ضد الأطفال، قائلة "أحياناً بنلجأ للضرب والزعيق والإهانة والتجاهل والانتقاد من غير ما ناخد بالنا إن دي أشكال من العنف بتأذي الطفل".
وقالت الحملة "للأسف كتير من الناس اللي اتضربت في صغرها بتفتكر إن ده عادي وإن الضرب ماكنش ليه أي آثار سلبية عليهم، لكن الموضوع مش بالبساطة ديه لأن آثار العنف أو المعاملة السيئة مش بتختفي لمجرد ان الطفل كبر".
وترى ريم عطية، ربة منزل، أن الحملة ساعدتها كثيرا على تربية أبنائها بشكل أفضل، قائلة "الحملة دي جميلة فعلا وباحيي القائمين عليها، لأنهم خلوني أغير حاجات كتير مكنتش واخدة بالي منها في طريقة تعاملي مع ولادي".
ويقول معتز، ناجي مهندس، "للأسف أولاد الوطن العربي يعانون أمر الويلات من العنف الأسري الذي يمارس عليهم منذ نعومة أظفارهم وحتى شبابهم بحجة تربيتهم، حتى أن القانون يجيز الضرب من الأمهات والآباء لكن آن لنا حقاً أن نتطور، وبالعقل نبني أطفالنا".
وأوضحت د.هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن مؤشرات العنف النفسية والسلوكية تعرض الطفل للغياب المتكرر عن المدرسة وانخفاض التحصيل المدرسي أو صعوبات تعلم، والتأخر في النطق والكلام، وأن يكون الطفل عصبي ومخرب وعدواني مع الآخرين "لفظياً وجسدياً"، وعديم الثقة بالذات أو بالآخرين.
وأضافت هبة العيسوي "هناك مؤشرات أخرى تدل على أن الطفل قد تعرض للعنف الجسدي بأن يكون الطفل متمرداً أو مطيعاً بشكل مفرط ويسعى للحصول على رضاء الآخرين والخوف المفرط والمخاوف المرضية، ومتيقظاً دائما، والعزلة وصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية".
ودعت الحملة الآباء والأمهات إلى الحديث بهدوء وعدم تبادل الاتهامات والإهانات ويفضل النقاش في غرفة منفصلة.
تعليقات الفيسبوك