توقع محللون أن تواجه البورصة المصرية يوما صعبا غدا الأحد، في أولى جلسات الأسبوع، بعد تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من عضوية الاتحاد الأوروبي.
وقال محمد رضوان مدير مبيعات شركة فاروس لتداول الأوراق المالية، إنه من المتوقع أن تشهد البورصة "نزولا قويا" في جلسة الغد نتيجة حالة الفزع التي أصابت المستثمرين بعد ظهور نتيجة الاستفتاء البريطاني.
ووافق البريطانيون يوم الخميس الماضي على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي في قرار تاريخي تداعت أمامه البورصات العالمية وهوى على إثره الجنيه الاسترليني 10% أمام الدولار وهو مستوى لم يسجله منذ نحو 31 عاما، كما انخفضت أسعار البترول 5% في نهاية تعاملات أمس الجمعة.
وأعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي قاد حملة البقاء ضمن الاتحاد، أنه يعتزم الاستقالة بحلول أكتوبر قائلا إن البلاد تستحق قائدا ملتزما بتنفيذ إرادة الشعب.
وقال عيسى فتحي، العضو المنتدب لشركة القاهرة لتداول الأوراق المالية إن "نفسية المستثمرين في مصر ستتأثر بقوة بعد هبوط كل بورصات العالم عقب قرار بريطانيا وهو ما ينبئ بيوم صعب في جلسة الأحد".
وهوت الأسهم الأوروبية بصورة حادة في تعاملات أمس الجمعة، وخسرت حوالي 650 مليار يورو (726 مليار دولار) من قيمتها السوقية بحسب وكالة رويترز.
ونزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 6.6%. كما هبط المؤشر ستوكس يوروب 600 الأوسع نطاقا بنسبة 7% إلى 321.9 نقطة مسجلا أكبر خسارة في يوم واحد منذ 2008.
كما هبطت الأسهم الأمريكية بشدة واتجه المستثمرون إلى الأصول التي تمثل ملاذا آمنا مثل الذهب وسندات الخزانة الأمريكية في الوقت الذي عزفوا فيه عن شراء الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والبترول.
وقال فتحي إن تداول أسهم بعض الشركات المصرية في بورصة لندن (شهادات الإيداع الدولية GDR) والتي من بينها البنك التجاري الدولي صاحب أكبر وزن نسبي في المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية، سيساهم بشكل كبير في تراجع السوق غدا.
"المبيعات المتوقعة غدا على سهم مثل التجاري الدولي بعد هبوطه في بورصة لندن سيكون لها انعكاس سلبي على أداء البورصة المصرية" بحسب فتحي.
وقال أحمد زكريا، مدير حسابات العملاء في شركة عكاظ للأوراق المالية، إن "المستثمرين تعرضوا لصدمة خاصة بعد أن رجحت استطلاعات أجريت قبل بدء التصويت أن القرار سيكون لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي وهو ما أنعش البورصات والجنيه الاسترليني خلال الأسبوع الماضي".
وتوقع زكريا أن تكون تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "أشبه إلى حد كبير بالأزمة المالية التي شهدها العالم في 2008".
وأشار رضوان إلى أن ضعف السوق المصري وانخفاض حجم التداولات سيؤدي إلى "نزول السوق بشكل سريع وعنيف لأنه كان مهيأ أصلا للهبوط".
وكانت البورصة أغلقت على تراجعات قوية على مدى الجلستين الماضيتين، بعد فشل صفقة بيع بنك استثمار سي أي كابيتال التابعة للبنك التجاري الدولي إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، وقرار البنك المركزي برفع أسعار الفائدة 1%، والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي مع وجود احتمال لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال رضوان إن البورصة المصرية لم تشهد حركة تصحيحية كبيرة منذ قرار البنك المركزي بخفض الجنيه في مارس الماضي، واختيار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون سببا للبيع والهبوط بشكل قوي.
وأوضح أن الأجانب والعرب من المتوقع أن يبيعوا بقوة غدا بعد نزول الجنيه الاسترليني والبترول.
وتوقع رضوان أن يستمر السوق في حالة من التذبذب والضعف خلال تعاملات الأسبوع الجاري.
وأشار زكريا إلى أن البورصة المصرية عادة ما تسجل تراجعات أقوى من البورصات الأخرى في أوقات الأزمات العالمية نتيجة مشكلات الكريديت والشراء بالهامش التي تدفع إلى البيع المبالغ فيه مع أي مخاوف عالمية.
والكريديت والشراء بالهامش هي نظم تسمح للمستثمر بشراء الأسهم من خلال قروض يحصل عليها من شركة السمسرة التى تنفذ له أوامر البيع والشراء، وتتضمن هذه النظم بنودا تسمح لشركات للسمسرة أن تبيع أسهم عملائها بعد إخطارهم فقط فى حالة عدم تغطية موقفهم المالى، ما يؤدى إلى البيع بشكل أسرع وهبوط أكبر فى قيمة الأسهم.
وقال فتحي إن انخفاض السوق المصري لن يستمر طويلا مع انخفاض أسعار الأسهم لمستويات متدنية للغاية تمثل فرصا لمن يريد أن يقتنصها.
"غدا سيكون اليوم الأكثر عرضة للصدمة لكن بعد فترة ليست طويلة سيعود السوق للتعامل بشكل طبيعي، خاصة مع ظهور فرص شراء بأسعار جيدة جدا" وفقا لما توقعه فتحي.
تعليقات الفيسبوك