سجَّل مؤشر الرعاية الصحية أعلى نسبة ارتفاع في معدل التضخم السنوي والشهري لشهر مايو، وفقا لما أظهرته بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الخميس.
وارتفع مؤشر الرعاية الصحية في مايو بنسبة 15% مقارنة بشهر أبريل، كما صعد بنحو 33% مقارنة بشهر مايو من العام الماضي.
وقال الجهاز اليوم الخميس إن معدل التضخم الشهري لأسعار المستهلكين في الجمهورية قفز بنسبة 3.2%، وهي أعلى زيادة شهرية منذ يوليو 2014.
كما ارتفع على أساس سنوي خلال شهر مايو إلى 12.9% مقارنة بنحو 10.9% في شهر أبريل.
وتوضح بيانات الجهاز أن أسعار مجموعة المنتجات والأجهزة والمعدات الطبية ارتفعت بنسبة 22.8% خلال شهر مايو مقارنة بشهر أبريل.
ويقول محمد أبو باشا، محلل الاقتصاد الكلي في بنك استثمار هيرميس، لأصوات مصرية، إن "الزيادة الكبيرة في مؤشر الرعاية الصحية مرتبطة بشكل كبير بقرار رفع أسعار الدواء الذي أصدره مجلس الوزراء".
وفي منتصف مايو وافق مجلس الوزراء على زيادة بنسبة 20% في أسعار الأدوية التي لا يتجاوز سعرها ٣٠ جنيها.
وأعقب هذا القرار زيادة في أسعار الدواء بنسبة كبيرة، مما دفع وزارة الصحة قبل نهاية الشهر الماضي، لتعديل القرار بحد أقصى للزيادة 6 جنيهات للعلبة الواحدة بما تحتويه من شرائط.
ويقول أبو باشا "رغم أن مؤشر الرعاية الصحية وزنه في مؤشر التضخم ليس كبيرا، إلا أن الزيادة الكبيرة فيه ملفتة للنظر".
وسجلت أسعار الطعام والمشروبات ثاني أعلى زيادة سنوية بعد مجموعة الرعاية الصحية، حيث ارتفعت بنسبة 15% خلال مايو مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
وتفسر كبيرة الاقتصاديين ببنك استثمار أرقام الإماراتي، ريهام الدسوقي، ارتفاع أسعار الغذاء في مايو بتأثير زيادة الطلب قبل شهر رمضان بالإضافة لتأثير ارتفاع قيمة الدولار في مواجهة الجنيه على أسعار السلع.
وساهم ارتفاع أسعار مجموعة الحبوب والخبز وتحديدا الأرز الذي ارتفعت أسعاره بنسبة 18.7%، في زيادة التضخم الشهري، وفقا لبيانات الجهاز المركزي.
كما زادت أسعار الأرز بنسبة 51.9% مقارنة بمايو من العام الماضي.
وارتفعت أسعار الأرز خلال الأشهر الماضية بين ثلاثة وأربعة جنيهات ليصل سعر الكيلو إلى 9.5 جنيه للكيلو، بسبب إقبال التجار على تخزينه، كما تعاني بقالات التموين منذ نحو شهرين من عدم توافر الأرز الذي يصرف على البطاقات.
ولجأت وزارة التموين مؤخرا للتعاقد على شراء 40 ألف طن من الأرز المحلي، لضخها في فروع المجمعات الاستهلاكية، بسعر 4 جنيهات ونصف للكيلو.
وكان مجلس الوزراء قرر استيراد 80 ألف طن من الأرز للحد من الأزمة قبل شهر رمضان.
وتتوقع ريهام الدسوقي أن تستمر التذبذبات الشهرية للتضخم مع بقاء الأسعار والإنفاق الاستهلاكي مرتفعا في الموسم الرمضاني والصيف.
كما تتوقع أن تتأثر الأسعار بالتطبيق المتوقع لضريبة القيمة المضافة في يوليو المقبل بالإضافة لاحتمالية زيادة أسعار الطاقة في صيف 2016.
وتقدر أن يبلغ متوسط التضخم 10% خلال 2015-2016، ليرتفع لحوالي 14% في السنة المالية 2016-2017، متأثرا باحتمالية تحريك سعر الصرف خلال هذه السنة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة وارتفاع أسعار الطاقة في الربع الثالث من العام الجاري.
تعليقات الفيسبوك