دعا السفير محمد إدريس مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، اليوم الأربعاء، سفراء الدول الأفريقية المعتمدين في القاهرة إلى اجتماع في مقر وزارة الخارجية لإطلاعهم على الموقف المصري مما أثير حول اجتماعات الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في نيروبي.
وكانت إيفون خاماتي، رئيسة اللجنة الفنية بهيئة الدبلوماسيين الأفريقيين التابعة للاتحاد الأفريقي، تقدمت بمذكرة الأحد الماضي تطالب فيها مصر بالاعتذار، وقالت إن مسؤولا مصريا وصف ممثلي وفود أفريقية خلال الدورة بـ"الكلاب والعبيد" مستخدماً اللغة العربية.
واستنكر إدريس، في بيان للخارجية، مضمون ولهجة مذكرة منسقة لجنة الخبراء الأفارقة التي شابها خطأ تعميم وإفتراء على الدولة المصرية وشعبها الذي يستضيف على أرضه مئات الآلاف من الأشقاء الأفارقة، ولم يتأخر يوماً عن الوقوف إلى جانب أشقائه في القارة الأفريقية، معتبرا أنه "يمثل تجاوزاً مرفوضاً في حق مصر الأفريقية يستوجب الاعتذار عنه إلى مصر".
وأكد إدريس أن مصر كانت وستظل فخورة بانتمائها الأفريقي، مدافعة عن قضايا قارتها طوال تاريخ نضالها السياسي، وداعمة للأشقاء الأفارقة في معركة التنمية التي تخوضها القارة من أجل تحقيق مستقبل أفضل لشعوبها.
وأشار إلى أن الدبلوماسية المصرية هي دائماً الأداة النشطة التي نقلت وتنقل صوت أفريقيا للعالم، وحافظت وتحافظ على آمال وتطلعات شعوب القارة في مختلف المحافل الدولية المتعددة الأطراف.
وأوضح إدريس أنه لم يرد في المضابط الرسمية لاجتماعات الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة أي إشارة إلى ادعاءات منسقة لجنة الخبراء الأفارقة، المخالفة للتقاليد والممارسات الأفريقية المستقرة في المحافل الدولية، وعلى الرغم من ذلك فإن وزير الخارجية وجه فور علمه بالواقعة بإجراء تحقيق لاستجلاء حقيقة الأمر واتخاذ الإجراء اللازم إزاءها.
كانت السفارة المصرية في نيروبي وجهت مذكرة احتجاج إلى مجلس السفراء الأفارقة في نيروبي تم توزيعها على جميع الدول والمجموعات الأفريقية في المنظمات الدولية والإقليمية، للتعبير عن رفض مصر واستهجانها لتجاوز منسقة مجموعة الخبراء الأفارقة في نيروبي لصلاحياتها، وأكدت وزيرة خارجية كينيا في اتصال هاتفي بوزير الخارجية المصري أن مذكرة منسقة لجنة الخبراء الأفارقة كُتبت دون علم الخارجية الكينية، وأنها وجهت بفتح تحقيق حول هذا الموضوع.
وجددت وزارة الخارجية التأكيد على استمرار مصر في الاضطلاع بمسؤولياتها داخل المجموعات الأفريقية في المنظمات الدولية للدفاع عن المصالح الأفريقية وتحقيق آمال وتطلعات شعوب القارة، مشيرة إلى أن "الدور المصري في هذا الإطار لا يقبل المساومة أو المزايدة".
وكان مسؤول في الخارجية المصرية قال، لأصوات مصرية، إن المذكرة التي تطالب مصر بالاعتذار "غير متزنة وبها اتجاهات غير دقيقة"، موكدا أن المسؤول المصري لم يوجه مثل هذه الشتائم بل كان معترضا على طريقة تمرير قرارات فقط أثناء الاجتماع.
وانعقدت الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة بكينيا في 23 مايو الجاري، تحت شعار "الوفاء بتنفيذ البعد البيئي لأهداف التنمية المستدامة 2030"، بمشاركة ممثلي أكثر من 180 دولة وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني والمهتمين بالمجال البيئي.
تعليقات الفيسبوك