في ذكرى رحيل "سلطانة الطرب" هل يتذكر أحد فن "التطريب"؟

الإثنين 16-05-2016 PM 03:56
في ذكرى رحيل "سلطانة الطرب" هل يتذكر أحد فن "التطريب"؟

المطربة الراحلة منيرة المهدية - الأهرام

منيرة المهدية.. كانت أول سيدة مصرية تقف على خشبة المسرح، وكانت وراء زيادة الإقبال على المسرحيات حتى أصبحت فرقة عزيز عيد التي انتمت لها تنافس فرقة سلامة حجازي.

اكتشفها عزيز عيد وقدمها على المسرح ونجحت نجاحا كبيرا، ففي صيف 1915 وقفت منيرة المهدية على خشبة المسرح مع فرقة عزيز عيد لتؤدي دور "حسن" في رواية للشيخ سلامة حجازي، وفي سنة 1916 انفصلت عن الفرقة وأسست فرقة خاصة، وفي سنة 1917 بدأت تمثل مسرحياتها الخاصة بها.

وتحل اليوم الذكرى الواحدة والخمسون لمنيرة المهدية، حيث توفيت في 11 مارس 1965 عن عمر يناهز 80 عاماً، بعد حياة فنية حافلة امتدت إلى ما يزيد على 50 عاماً.

وكانت منيرة المهدية تكتب على الأفيشات "الممثلة الأولى" بالرغم من أنها كانت تقوم بدور رجل.

اسمها الحقيقي زكية حسن منصور، ولدت في قرية المهدية مركز ههيا التابع لمحافظة الشرقية، وتوفي والدها وهي صغيرة وتولت شقيقتها رعايتها إلى أن أصبحت مطربة.

وكانت منيرة المهدية -في بداياتها الفنية- تحيي الليالي والحفلات بمدينة الزقازيق، إلى أن رآها أحد أصحاب المقاهي الصغيرة في القاهرة، فأعجب بجمال صوتها وأقنعها بالسفر إلى القاهرة، وبالفعل انتقلت إليها عام 1905.

وفي القاهرة، ذاع صيتها وسريعا ما افتتحت ملهى خاصًا بها في حي الأزبكية أطلقت عليه اسم "نزهة النفوس"، تحول إلى ملتقى رجال الفكر والسياسة والأدباء في مصر وبلاد الشام والسودان يجتمعون فيه وفي بيتها أيضا. وقد لقبت بـ"سلطانة الطرب" نظرا لما تمتعت به من صوت جميل وشخصية قوية وقيادية.

ومن أشهر أغانيها "أسمر ملك روحي"، و"يمامة حلوة"، و"إرخي الستارة"، و"على دول ياما على دول"، و"بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة"، "أشكي لمين الهوى"، و"أنا هويت"، ومن أعمالها المسرحية "كارمن"، و"كامنيتا"، و"تاييس"، و"عروس الشرق".

وساهمت منيرة المهدية في تحرير المرأة، كما تزعمت حركة وطنية عن طريق مسرحها وفنها الغنائي، التي أطلقت الصحافة عليه اسم "هواء الحرية". كما عملت مع أشهر شعراء وملحني جيلها، وكان لها الفضل في اكتشاف موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

وقامت منيرة المهدية ببطولة فيلم "الغندورة" عام 1935، وهو الفيلم الوحيد لها وكان من إخراج المخرج الإيطالي فولبي.

وفي عام 1948، قررت العودة إلى المسرح بعد أن اعتزلت الحياة الفنية لمدة 20 عاماً ولكنها لم تلق القبول الذي كانت تنتظره، كما شهدت هذه الفترة صراعا حادا بينها وبين أم كلثوم، التي اعتبرتها منيرة المهدية مطربة وافدة فرضت شروطا جديدة على الساحة الفنية، فلم تستطع منيرة المهدية مجاراتها وما كان منها إلا أن اعتزلت الفن وتفرغت لهوايتها وهي تربية الحيوانات الأليفة.

وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس إن منيرة المهدية واحدة من قمم فن "التطريب"، وهو أسلوب غناء لا تحكمه قواعد ويعتمد على التطويل والتمطيط، وإعطاء مساحة كبيرة للمطرب، وتقديم تنويعات غنائية -ما بين "الآهات" و"يا عين يا ليل"-فيها خروج عن القواعد.

وأضافت "منيرة المهدية كانت المطربة الأولى في عصرها قبل ظهور أم كلثوم، وكان ليها جمهور كبير ورجال الفن والسياسة والأدب بيقدروها جدا، وكلمتها كانت مسموعة في الوقت ده".

وأوضحت ماجدة موريس، لأصوات مصرية، أن منيرة المهدية ارتبطت بأكبر عدد من الملحنين والشعراء، فكان الجميع يتسابق على العمل معها، وهي من أوائل من وقفن على خشبة المسرح.

وأكدت أنه برحيل منيرة المهدية انتهت مرحلة الغناء المعتمد على التطريب والمأخوذ من الغناء التركي بكل محسناته البديعية، وبدأ عصر جديد ومرحلة جديدة وضعت قواعد أخرى تعتمد على الانضباط باللحن والكلمات.

التصميم والتطوير بواسطة WhaleSys