"كل من أعرفه في حياتي نصحني ألا أقوم بعمل هذا الفيلم، لأنه سيزعج الجميع" هكذا تحدث محمد دياب، مخرج فيلم اشتباك، وهو يصف لصحيفة نيويورك تايمز الأجواء التي أخرج فيها فيلمه، الذي يتحدث عن العنف الدائر في مصر بعد 30 يونيو.
لكن الفيلم، الذي افتتح مسابقة نظرة ما في مهرجان كان لهذا العام، كان مثار اهتمام من العديد من النقاد الدوليين، لقدرته على تلخيص المشهد السياسي المصري في حوارات بين مجموعة من المحبوسين في سيارة ترحيلات لا تتعدى مساحتها الثمانية أمتار.
ويقول دياب في أكثر من تصريح أن فيلمه، الذي يعد الثاني بعد "القاهرة 678"، كان محاولة لصناعة دراما تعبر عن مصر بعد الثورة، "لكن الأحداث كانت تتطور بسرعة ولم استطع أن أجد الفكرة الصحيحة، لأني قبل أن أنهيها تصبح قديمة للغاية"، كما نقلت عنه قناة الجزيرة الدولية.
وبلغة صريحة تعكس إحباط المخرج من التطورات التي آلت إليها ثورة 2011، يقول دياب لنيويورك تايمز عن فيلمه الأخير، الذي كتبه بمشاركة أخيه خالد دياب، "بدأنا في كتابة فيلم عن صعود الثورة وانتهينا بعمل فيلم عن هزيمتها".
ويتعرض الفيلم للحظات عصيبة تعيشها مجموعة من المصريين تم القبض عليهم في أحداث ما بعد 30 يونيو 2013، حيث تجتمع في عربة ترحيلات شرائح مختلفة، تضم الإسلامي والعلماني والمعتدل والمتطرف والمؤدلج، والشباب الذي لا يحمل هوية سياسية محددة.
وكما يحكي موقع "فارايتي"، المتخصص في عروض السينما، فإن حالة الارتباك التي تسود الشارع بعد 30 يونيو كما يصورها الفيلم تدفع الشرطة للقبض حتى على أنصار النظام، ممن كانوا يحتفلون بسقوط الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وتفرض الحالة التي خلقها صناع الفيلم، بجمع هذه الشرائح المتنوعة في عربة الترحيلات، حوارات بينهم حول ما يدور في البلاد من مشاهد عنف تظهر أمامهم من شباك العربة.
"وسط كل الفوضى هناك لحظات حقيقية من الإنسانية والتواصل" كما يسرد موقع "فيرست شوينج" السينمائي أحداث الفيلم، معتبرا أن المخرج أراد أن يقول من خلال هذه اللحظات الإنسانية إنه "بالرغم من القتال المستمر نستطيع أن نتواصل، لا يهم من نحن، كلنا بشر".
وربما يكون عدم انحياز مخرج الفيلم لأي من أطراف الصراع السياسي في مصر بعد 30 يونيو هو ما يدفعه للقول بأنه فيلم "مزعج للجميع"، حيث يقول لنيويورك تايمز إنه "حاول أنسنة كل الشخصيات في الفيلم"، حتى رجال الشرطة.
ويتناول الفيلم شخصية رجل شرطي غير فاسد كما يقول موقع فاريتي.
وساهم في إنتاج الفيلم، الذي يتصدر بطولته كل من هاني عادل ونيللي كريم، عدد من الجهات الإنتاجية، فهو إنتاج مصري فرنسي مشترك، وساهمت في تمويله أيضا ألمانيا والإمارات.
لكن مخرج الفيلم قال لنيويورك تايمز إنه لازال غير متأكد إن كان الفيلم سيعرض في مصر، حيث تقول الصحيفة الأمريكية إن السلطة الحالية أكثر تضييقا على الحريات من مبارك، كما أن العديد من المصريين أصبحوا ينزعجون من فكرة التظاهر.
تعليقات الفيسبوك