توقع تجار للأرز تأثيرا محدودا لقرار الحكومة باستيراد 80 ألف طن من الأرز على أسعاره في السوق المحلي، والتي قفزت بأكثر من 50% في الأيام الماضية.
وبحسب تجار تحدثت معهم أصوات مصرية فإن الأسعار لن تعود إلى مستوياتها المنخفضة قبل ظهور محصول الأرز الجديد في شهر يوليو المقبل.
وأكد هؤلاء المتعاملون أن وصول شحنات الأرز الذي تعتزم الحكومة استيراده سوف يستغرق فترة لن تقل عن شهرين أو 3 أشهر.
وكان مجلس الوزراء وافق يوم الخميس الماضي على شراء هيئة السلع التموينية 80 ألف طن من الأرز المستورد بالأمر المباشر، استعدادا لشهر رمضان.
وشهدت أسعار الأرز ارتفاعات متتالية خلال الأسابيع الماضية وصلت ذروتها خلال الأيام الأخيرة، ليصل سعر البيع للمستهلكين إلى ما يتراوح بين 7 و8 جنيهات للكيلو الواحد، بزيادة تصل إلى 50% عن معدلات الطبيعية.
وكان الأرز أحد أبرز السلع التي ساهمت في ارتفاع معدل زيادة أسعار المستهلكين (التضخم) بنسبة 1.5% خلال شهر أبريل الماضي، وفق ما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الأسبوع الماضي.
وقلل مجدي الوليلي، نائب رئيس شعبة الأرز، من تأثير قرار الحكومة باستيراد كميات من الأرز على خفض الأسعار في السوق المحلي، موضحا أن "استيراد وتوزيع 80 ألف طن أرز سوف يستغرق 3 شهور على الأقل .. يكون المحصول الجديد ظهر".
واعتبر الوليلي قرار الاستيراد محاولة من الحكومة للضغط على التجار للإفراج عن الأرز المخزن لديهم بما يزيد العرض فيخفض الأسعار.
لكن نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية ممدوح عبد الفتاح قال لوكالة رويترز يوم الجمعة إن الهيئة ستشتري بالأمر المباشر، وليس من خلال المناقصات على أن تصل الشحنة "خلال أسبوع إلى 10 أيام".
وحاولت الهيئة العامة للسلع التموينية طرح مناقصات لاستيراد الأرز ثلاث مرات لكنها اضطرت لإلغاء كل هذه المناقصات إما بسبب ضعف المشاركة أو لأن الأسعار اعتبرت مرتفعة جدا.
وكانت الحكومة هددت بالسعي لشراء الأرز بالأمر المباشر من الخارج إذا لم يخفض التجار أسعار عروضهم في مناقصاتها، لكن التجار يقولون إن الحكومة تصر على أسعار غير واقعية.
وقال الوليلي إن "قرار الحكومة قد يكون له تأثير وقتي مع انتشار خبر اتجاهها للاستيراد، لكن طالما كانت السلعة غير متوفرة فإن الأسعار لن تنخفض".
وأنتجت مصر 3.75 مليون طن من الأرز في موسم 2015، ورحلت 700 ألف طن من إنتاج 2014. ويبلغ حجم الاستهلاك 3.3 مليون طن.
وأضاف الوليلي أن محصول العام الماضي كان منخفضا عن متوسط الإنتاج وهو ما ساهم أيضا في قلة المعروض.
وكانت وزارة الزراعة الأمريكية قالت في تقرير لها إن إنتاج مصر من الأرز لعام 2015-2016 تعرض لخسائر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بأعلى من المعدلات الطبيعية، الأمر الذي أدى لانخفاض الإنتاج إلى 4 ملايين طن مقارنة بمتوسط إنتاجية يقدر بنحو 4.3 مليون طن في الخمس سنوات الأخيرة.
وقال مصطفى النجاري، رئيس لجنة الأرز في المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن امتناع وزارة التموين للأول مرة عن تكوين مخزون استراتيجي من الأرز، في بداية الموسم، هو السبب وراء ارتفاع الأسعار حاليا، "التجار يعلمون هذا ولذلك يتحكمون في الأسعار حاليا".
وأضاف النجاري أن طن الأرز الشعير (الخام) ارتفع لأول مرة في تاريخه إلى 4100 جنيها في الطن مقابل 1800 جنيها للطن في بداية الموسم.
وأعلنت وزارة التموين اليوم الإثنين أنها تعاقدت خلال اليومين الماضيين على شراء 20 ألف طن أرز محلي.
وقال خالد حنفي وزير التموين إن كميات الأرز المحلي المتعاقد عليها "سيتم البدء في ضخها فورا في المجمعات الاستهلاكية بسعر 4.5 جنيهات للكيلو".
وأضاف أنه سيجري خلال الشهر المقبل مع بداية موسم حصاد الأرز التعاقد على شراء حوالي مليون طن أرز شعير وتخزينها بالمضارب بهدف عمل احتياطي استراتيجي من سلعة الأرز يكفي طوال العام.
وقال مصطفى السلطيسي، عضو شعبة الأرز في اتحاد الصناعات، إن عدم شراء الحكومة للأرز من المزارعين في بداية الموسم أدى إلى انخفاض سعره، وباعه المزارعون للتجار الذين اشتروا كميات كبيرة منه لتخزينها من أجل السيطرة على الأسعار.
لكن رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز في اتحاد الصناعات، عارض ما يقال عن احتكار التجار للأرز، وقال إن ارتفاع الأسعار أمر طبيعيي في ظل زيادة أسعار باقي السلع في السوق، وأن الاسعار التي تتداولها الصحف والمواقع الإلكترونية مبالغ فيها.
وأضاف أن قرار الحكومة بالاستيراد حاليا ليس له جدوى خاصة مع اقتراب موسم الحصاد في شهر يوليو المقبل.
وقال زكريا عزالدين عضو شعبة الأرز في اتحاد الصناعات، إن أسعار الأرز المصري الفاخرة لا تزيد عن 6 جنيهات، وأن ارتفاع الأسعار لمستويات أعلى في بعض المناطق يرجع إلى "الدعاية والشائعات".
وتوقع عز الدين هدوءا الأسعار خلال الأيام المقبلة، وعودة الطلب إلى معدلاته الطبيعية مع اقتراب رمضان.
"الفترة الحالية هناك طلب على الأرز لشنط رمضان وأعمال الخير..لكن مع الاقتراب من شهر رمضان..وفي ظل الحالة الاقتصادية السيئة للمواطنين الذي يعتمدون على الخبز أكثر من الأرز ..أتوقع تراجع الطلب واستقرار الأسعار" كما يقول عزالدين.
تعليقات الفيسبوك