"بعد عشر سنين جواز الرومانسية اتحولت من بوكيه ورد لكيلو كباب".. لم تكن هذه رؤية إبراهيم –خالد صالح- بطل فيلم "أحلى الأوقات" لكنها نظرة رحاب عبد العظيم بعد مرور عشر سنوات على زواجها.
اعتبرت رحاب عبد العظيم أن العقل تغلب على الحب والرومانسية، وقالت "السنة العاشرة دي كانت فارقه جدا لأننا وصلنا لصيغة تفاهم مشتركة مالهاش علاقة بالرومانسية"، موضحة أنها تخلت عن إحساس الرومانسية في مواجهة المشاكل الزوجية للحفاظ على كيان الأسرة.
ولم تندم رحاب عبد العظيم، على ترك عملها، والسفر مع زوجها رغم حبها الكبير للعمل، مؤكدة أنها فشلت في التوفيق بين العمل والأعباء المنزلية بالإضافة إلى رعاية أطفالها الاثنين فقررت التخلي عن عملها.
واعتبرت أن الأزمة الحقيقية بين الزوجين هي رغبة كل منهما في السيطرة، مؤكدة أنها ظلت لأكثر من خمس سنوات تعاني من عدم وجود صيغة تفاهم بينها وبين زوجها حتى استسلمت لعيوب زوجها وتأقلمت معها.
ورأت رحاب عبد العظيم أن زوجها هو الآخر قرر التعايش معها ومع عيوبها.
وتعتقد أن المودة والرحمة أهم بكثير من الحب خاصة في ظل الأعباء الكثيرة التي تتحملها الزوجة.
مسؤولية كبيرة
وقالت دينا كمال، التي تعمل طبيبة، "في بداية حياتي كنت متخيلة أن الجواز متعة وأسرة سعيدة، لكن بعد كده حسيت أنه مسؤولية كبيرة جدا المجهود فيها طاغي على أي متعة".
وأضافت "جوزي صيدلي وبيتأخر في شغله فاضطريت اشتغل نص الوقت علشان أقدر أطبخ وأذاكر لولادي وكمان أوديهم يلعبوا رياضة"، مشيرة إلى أنها لم تستطع إنهاء رسالة الماجستير الخاصة بها بسبب الأعباء المنزلية "التي لا تنتهي".
وترى دينا كمال أن أعباء الحياة الزوجية تحرم الزوجات من تحقيق أحلامهن الخاصة، أو يتم تحقيقها بصعوبة بعد معاناة.
ولم تعد دينا كمال تستمتع بالحياة، قائلة "مبقتش حاسة بأي متعة كل اهتمامي منصب بالأولاد حتى شغلي وأجازاتي متوقف عليهم مش على رغبة شخصية مني".
غياب الزوج
لم تختلف نظرة منى محمد، التي تعمل مخرجة في التليفزيون عن نظرة رحاب ودينا فتقول "أكيد فيه حاجات كتير بتتغير.. المشاعر بتتحول من مشاعر رومانسية لمشاعر عقلانية".
وأوضحت أن "إحساسها في الثلاث سنوات الأولى من الجواز كان أحلى بكتير".
وترى أن حجم المسؤولية والأعباء في السنوات الأولى للزواج أقل بكثير من السنوات التي تليها وبالتالي كان هناك مساحة للمشاعر والرومانسية.
وأضافت أن الزوج كلما زادت الأعباء والمسؤوليات كلما ابتعد عن الأسرة، على عكس الزوجة التي تسعى للحفاظ على كيان الأسرة رغم وقوع معظم الأعباء على كاهلها وبالتالي تبدأ الفجوة بين الزوجين وتبدأ المشاكل مع ترك كل الأعباء على الزوجة".
ولا تنكر أن هناك نظرة سلبية تجاه الزواج خاصة مع كثرة الأعباء المفروضة عليها وغياب مشاركة الزوج في تحمل أعباء رعاية الأطفال والمنزل.
مساعدة الزوج
ويختلف محمد سعد الذي يعمل صحفيا، مع رأي إيمان معتبرا أن مساحة الرومانسية بعد مرور 10 سنوات تزيد بين الزوجين، قائلا "فكرة الاعتماد على العقل أكثر من المشاعر غير حقيقية".
ويقول "الزوجان بعد هذه الفترة يصلان إلى مزج ما بين العشرة والرومانسية ما يضفي على الحياة طابعا جميلا"، موضحا أن الأبناء لهم دور في زيادة مساحة التقارب والتفاهم في ظل حرص الزوجين على البقاء أطول فترة ممكنة بصحبة أبنائهم وهو ما يساعد على تعميق مشاعر الرومانسية بينهما.
ولا يمانع سعد في مساعدة زوجته، التي تعمل مدرسة، في الأعمال المنزلية ورعاية ابنيهما.
وقدرت دراسة التي أجرتها الخبيرة الاقتصادية سلوى العنتري عام 2015، متوسط عدد ساعات العمل المنزلي الأسبوعية للنساء في مصر 30.25 ساعة، في مقابل 4.19 ساعة للرجال في الأسبوع، ما يعني أن مسؤولية المنزل تقع على عاتق النساء.
"ستات طلع لها شنبات"
وقررت أربع سيدات التعبير عن رفضهن لكثرة الأعباء المنزلية بطريقة ساخرة من خلال صفحة على فيس بوك حملت عنوان "ستات طلع لها شنبات"، ورفعن شعار "محدش يفتكر إننا مش ستات.. أو إننا بشنبات.. دى الشنبات طلعت من كتر المسؤوليات".
وقالت ريهام شلبي قررنا التعبير عن مشكلات المرأة المصرية المتزوجة في مجتمعنا وما تواجهه من مسؤوليات، بطريقة ساخرة، بهدف التخفيف عن المتزوجات.
وأضافت "نحن 4 سيدات متزوجات -3 سيدات عاملات وواحدة ربة منزل- نعبر عن حالنا وحال المتزوجات أمثالنا، وحال كل سيدة في بيتها ومع أولادها وزوجها والضغوط اللي عليها.
ولم تكتف تلك الصفحة التي تزايد عدد أعضائها عن 450 ألف سيدة، بعرض المشكلات التي تواجه المرأة المصرية في المجتمع، إنما قررت أن تقدم نصائح للنساء المتزوجات واستشارات نفسية لمن تعاني منهن من ضغوط المسؤولية.
مسؤولية مشتركة
وقالت المحامية انتصار السعيد، مديرة مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، إن أغلب الأزواج لا يتفقن على تقسيم العمل قبل إتمام الزواج، ويعتبر الرجل أن هذه الأعباء فرض على الزوجة وعليها أن تتخلى عن كل أحلامها من أجل الحفاظ على الأسرة".
وأضافت أن فكرة المسؤولية المشتركة لأعمال المنزل غير معتادة في مصر ومعظم الدول العربية، نتيجة التربية والعادات والتقاليد التي ترى أن المنزل مسؤولية الست، وبسبب النظرة الدونية لبعض الرجال لأعمال المنزل.
وأوضحت"تحمل المرأة كافة أعباء المنزل وتربية الأطفال بمفردها بالإضافة إلى أعبائها الوظيفية يزيد من المشاجرات بينهما".
وأظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الإثنين إن مصر شهدت ارتفاعا في شهادات الطلاق بنسبة 10.9 % عام 2014، عن العام 2013 مقابل زيادة قدرها 4.8 % في عقود الزواج.
تعليقات الفيسبوك