نقلت صحيفة ديلي صباح التركية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله إن العالم العربي وأفريقيا وفلسطين يحتاجون لأن تكون مصر مركزا قويا في المنطقة، وإنها في حالة "هشة جدا" تحت إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل الجيش للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو 2013.
وذكرت الصحيفة أن جاويش أوغلو، قال في تصريحات أدلي بها يوم الإثنين في أبوظبي لصحفيين رافقوه في زيارة إلى الامارات، أن "مصر اليوم ليست قوية وغير مفيدة لأحد. فهي هشة جدا ومن الممكن أن تنهار في غياب الدعم الإقليمي لها من دول أخرى. ونحن لا نريد هذا. شعب مصر هم إخواننا. نحن نعلم أهمية مصر، ولكن الصورة اليوم لا تعزز هذا".
وأصبح جاويش أوغلو أعلى مسؤول تركي يزور الامارات منذ فترت العلاقات بين البلدين بعدما أظهرت الامارات دعما لعزل مرسي. وضخت الإمارات مليارات الدولارات من المساعدات لدعم إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، يوم الجمعة الماضي إن خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة أمر بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعما لمصر.
وأضافت الوكالة أن رئيس الإمارات كلف محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في ختام زيارته لمصر الأسبوع الماضي بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعما لمصر.
وقال جاويش أوغلو إن تركيا ساندت الإخوان المسلمين في مصر من حيث المبدأ وأكد أن مصر ستدعم أي طرف منتخب ديمقراطيا في مصر. وأضاف أن "الأنظمة السياسية قد تختلف من دولة إلى أخرى لكن لم تكن لدينا أي نية لتصدير نظامنا على الإطلاق. لكن كدولة عانت من الانقلابات العسكرية والغرب والمجالس العسكرية... فنحن ندعم الحكومات المنتخبة ديمقراطيا. وكنا سندعم كل الأطراف المنتخبة في مصر وليس فقط الإخوان المسلمين."
وقال إنه يوجد "اعتقاد خاطئ" بأن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يدعم جماعة الإخوان المسلمين لاشتراكهما في "نفس القيم الأيديولوجية".
وأشار إلى أن العلاقة بين تركيا وتونس هي دليل على أن هذا الاعتقاد خاطيء.
وأضاف أنه "في تونس صعد الإخوان المسلمون إلى الحكم عقب ثورات الربيع العربي وكانت تجمعنا بهم علاقات جيدة.. وعقب ذلك خسروا في الانتخابات وشكلت أحزاب أخرى الحكومة التونسية ورغم ذلك مازال لدينا علاقات جيدة مع تونس".
وقال جاويش أوغلو إنه على الرغم من انتقاد تركيا لإدارة السيسي في الماضي "إلا أن أنقرة لم تعمل ضد مصر في المحافل الدولية ولم تفرض أي عقوبات اقتصادية من شأنها أن تؤثر سلبا على حياة المصريين. وهذه علامات توضح أننا نقدر مصر والمصريين".
وكثيرا ما انتقدت تركيا الأوضاع المتعلقة بحقوق الإنسان وأحكام القضاء التي صدرت بحق عدد من قيادات الإخوان، الأمر الذي رفضته مصر واعتبرته تدخلا في الشؤون المصرية.
وعن إمكانية تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، قال "العلاقات بين البلدين لن تستمر على هذا المنوال إلى الأبد ولا ينبغي لها ذلك"، مشددا على أن تركيا "لن تتراجع عن موقفها وتتخلى عن مبادئها لاستعادة العلاقات.. في الواقع لقد عبرنا عن أفكارنا للتوصل لحل. ولم نغلق الباب".
وأضاف أنه يتعين على مصر اتخاذ خطوات بعينها، "وهذا ليس تدخلا في الشؤون الداخلية (المصرية). توجد مشكلة ونحن نتبادل الآراء للتغلب عليها باعتبار أن المصريين أخوة لنا".
تعليقات الفيسبوك