أثر قرار خفض سعر صرف الجنيه مقابل الدولارعلى أسعار برامج العمرة، نتيجة زيادة أسعار تذاكر الطيران، بالإضافة لارتفاع تكاليف الرحلات الدينية التي تتم تغطيتها بالريال السعودي، الذي شهد هو أيضا زيادة بعد ارتفاع سعر الدولار امام الجنيه.
ويقول محمود مبارك، مدير السياحة الدينية بإحدى شركات السياحة، لأصوات مصرية إن عددا من العوامل ساهم في رفع التكاليف على الشركات، مما يرغمها على زيادة الأسعار.
فالسلطات السعودية قررت في بداية شهر مارس الماضي فرض 87 ريالا على كل مستخدم لمطاراتها، ثم تلا هذا القرار تخفيض سعر صرف الجنيه المصري، مما رفع أسعار تذاكر الطيران بما يتراوح بين 250 و350 جنيه.
وكان البنك المركزى قد خفض سعر صرف الجنيه 112 قرشا أمام الدولار، في منتصف الشهر الماضي، بنسبة 14.5%، قبل أن يعزز قيمته بسبعة قروش، ليصبح سعر بيع البنوك للدولار 8.88 جنيه.
ويضيف مبارك أن شركة مصر للطيران، التابعة للدولة، رفعت سعر التذكرة بنحو 256 جنيه، في حين أن الشركات الخاصة رفعت أسعارها من 300 إلى 350 جنيه.
وكانت شركة مصر للطيران قالت في أعقاب تخفيض الجنيه إنها تدرس رفع أسعار تذاكر الطيران لديها، بما يعادل الزيادة التي حدثت في أسعار الدولار.
واضطرت شركة السياحة التي يعمل بها مبارك لدفع نحو 23 ألف جنيه فروق أسعار التذاكر، لرحلات العمرة الخاصة بها حتى منتصف أبريل.
"دفعنا 23 ألف جنيه تقريبا فرق، ستتحمله الشركة بالكامل لأننا تعاقدنا مع المعتمرين قبل هذه الزيادة"، حسبما قال مبارك، الذي يوضح أن هذه التعاقدات تكون محددة بمدة ولا يجوز الرجوع فيها.
ومنذ أسبوع حجز ممدوح علي، صاحب مكتب سفريات للحج والعمرة بالقاهرة، عدة تذاكر طيران من القاهرة إلى السعودية، ذهاب وعودة، من إحدى شركات الطيران الخاصة، ودفع مقابل هذه التذاكر.
يقول علي "عندما ذهبت في اليوم التالي لاستلام التذاكر، قال لي موظف الشركة: آسف لقد ارتفع سعر التذكرة وعليك دفع الفارق".
ويضيف علي لأصوات مصرية "هذه الزيادة كلفتني أكثر من 4 آلاف جنيه من جيبي الخاص، لأني كنت قد حصلت من المعتمرين على مستحقاتي مسبقا".
وتعتبر شركات السياحة الدينية أن موسم رواج رحلات العمرة للمصريين هو الفترة ما بين المولد النبوي الشريف وحتى شهر رمضان (توافق الفترة من ديسمبر الماضي وحتى يونيو من العام الجاري).
وتحتل مصر المركز الأول في قائمة الدول التي يفد منها معتمرون، نحو مليون و151 ألف معتمر خلال السنة الهجرية التي انتهت في أكتوبر الماضي، بحسب احصائيات وزارة الحج السعودية.
ويقول محمود مبارك إن شركته مضطرة لرفع سعر العمرة بنسبة تتراوح بين 15 إلى 25%.
وتتراوح أسعار برامج العمرة بين 5 آلاف جنيه للمستوى الاقتصادي، ونحو 13 ألف جنيه لمستوى الخمس نجوم.
ويرى مبارك أن الزيادة الأخيرة في الأسعار ستقلل بالتأكيد من عدد الراغبين في أداء مناسك العمرة، ويضيف "لم يتبق سوى شركات السياحة الدينية التي تعمل الآن، بعدما توقفت السياحة إلى مصر، ويبدو أننا في الطريق إليهم".
وكان رئيس اتحاد الغرف السياحية، إلهامي الزيات، قد قال لأصوات مصرية إن عدد الشركات السياحية حاليا يبلغ نحو 2400 شركة، منها 140 شركة تعمل على جلب السياح من الخارج، والباقي في السياحة الدينة.
الريال اختفى
قبل خفض البنك المركزي لسعر صرف الجنيه، كان متوسط سعر صرف الريال السعودي 2.08 جنيه في السوق الرسمي، وبعد خفض الجنيه ارتفع ليصبح 2.36 جنيه.
وهذا الارتفاع تبعه زيادة كبيرة في سعر السوق السوداء ليصل الريال لنحو 2.70 جنيه، بحسب مبارك.
وقال مبارك إن القفزة الكبيرة في سعر الريال أربكت سوق السياحة الدينية، حيث تستخدم شركات السياحة الريال السعودي في دفع مقابل الخدمات التي يستخدمها المعتمر في السعودية مثل الإقامة والتنقلات والوجبات.
ويقول أحد مُلاك شركات السياحة الدينية- فضل عدم نشر اسمه- إن ارتفاع سعر الريال، تبعه اختفاء العملة من الصرافات، فاضطررنا للتعامل مع سماسرة العملة حتى نقضي حاجاتنا منها، رغم أن "هذا يعرض أموالنا للخطر، لأننا غالبنا ما نقابلهم في أماكن غير آمنة، لكننا نكون مضطرين لذلك".
ويضيف صاحب الشركة "الصرافات تخشى أن تتعرض للإغلاق في حال باعت لنا الريال بأكثر من السعر الرسمي، لذلك يقولون لنا ليس لدينا ريال".
وبحسب سعيد فؤاد، مالك إحدى شركات السياحة، فإن أسعار العمرة للمستوى المتميز سترتفع بشكل كبير "لأننا ندفع خدمات بالريال أكثر في المتميز مقارنة بالاقتصادي".
ويقترح فؤاد أن توقف الدولة رحلات العمرة للسيطرة على الأمر، مع إعطاء كل شركة سياحة حصة محددة للحج تكون بديلة لهذا التوقف، بدلا من جعله بالقرعة.
ولجأت مصر إلى توزيع حصة الحج عن طريق القرعة لشركات السياحة، بعدما خفضت السعودية حصة مصر وبقية البلدان من الحجاج بسبب أعمال التوسعة في الحرم المكي.
رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، باسل السيسي، يقترح أن تقدم الشركات برامج للعمرة بمتوسط سعر يكون مرتبطا بالدولار، وتخبر عملائها بأنه في حال ارتفاع الدولار سيرتفع سعر البرنامج.
ويضيف لأصوات مصرية أن أسعار العمرة حاليا تتغير يوما بيوم، لأن ارتفاع سعر العملة الأجنبية يؤثر على السلع والخدمات التي تقدم خارج مصر، وسيكون "على المعتمر أن يقبل بالحصول على مستوى أقل من الخدمات مقابل تكلفة أقل".
تعليقات الفيسبوك