إعداد: دينا عفيفي
رصدت دراسة بريطانية حديثة ملامح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأشارت إلى أن المنطقة بها ثقافة مرئية قوية، ورغم ذلك يحقق تطبيق واتس آب الذي يعتمد على الرسائل النصية مكاسب على حساب فيسبوك الذي ما زال رغم ذلك يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة.
ونقل موقع "جورناليزم" البريطاني عن داميان رادكليف وهو صحفي وباحث بريطاني أجرى الدراسة قوله "سمعنا آراء متنوعة في الشرق الأوسط وغيرها عن أن التواصل الاجتماعي يقيم ثورات وهي مبالغة نوعا ما."
وأضاف "لكن يمكن أن يكون له أثر وهناك اهتمام كبير بهذا الجزء من العالم في ظل تاريخه وما يحدث على الساحة الاجتماعية."
فيسبوك ما زال مسيطراً
وقال رادكليف في دراسته "وسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط: قصة 2015" إن فيسبوك ما زال هو الوسيلة الأكثر انتشارا في المنطقة وبلغ عدد المستخدمين له نحو 80 مليون في مستهل عام 2015. ويمتلك نحو 87 بالمئة من بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حسابات على فيس بوك ويدخل نحو 9 من كل عشرة على حساباتهم بشكل يومي.
وجاء في التقرير "منصة فيسبوك الرئيسية نفسها يبدو أنها بدأت تفقد جزءا من جمهورها. وأظهرت بعض الدراسات السابقة أن هناك مخاوف بشأن الخصوصية على فيسبوك خاصة بين المواطنين العرب."
وتابع التقرير "لكن عندما ننظر إلى قوة واتس آب وانستجرام وكلاهما لديه قدرة أكبر على الوصول وفي حالة نمو سريع حقا، فإن فيسبوك كمجموعة (تضم واتس اب وانستجرام) له وجود هائل وبصمة في المنطقة."
استحوذ فيسبوك على خدمة واتس اب للرسائل في عام 2014، وبرز اسمها في الدراسة بصفتها أهم منصة للتواصل الاجتماعي في لبنان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وهي أيضا "وسيلة التواصل الاجتماعي" المفضلة لدى 41 في المئة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال رادكليف "تبنت المنطقة خدمة المجموعات التي يتيحها واتس آب، لذلك أصبح لدى الناس مجموعات للحديث عن الدين والطبخ والموضة، بل وكشف ومناقشة الشائعات التي يُجرى تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي."
وأضاف "الطريقة التي تبنى بها المستخدمون هذه التكنولوجيا وعدلوها لتناسب احتياجاتهم وأهدافهم أمر شيق، لذلك فإن المحادثات التي كانت تتم فيما سبق عبر تويتر أو فيسبوك أو في المنتديات انتقلت الآن إلى واتس آب وانستجرام."
ويمكن أن يؤدي هذا إلى وجود تحديات بالنسبة للصحفيين الذين يبحثون عن مصادر وشهود عيان لأن هذه المحادثات سيكون من الصعب الوصول إليها إذا تمت في بيئة مغلقة مثل واتس اب.
وأضاف التقرير "يمكن أن تكون محاولة استكشاف الوضع في المنطقة صعبة بشكل متزايد وهذا لا يعني أن وسائل التواصل الاجتماعي نافذة مفتوحة على العالم، ولكنها تعطي لمحة عما يحدث عندما لا يكون الشخص موجودا بنفسه في هذه المنطقة."
ثقافة مرئية قوية
تزايد استخدام انستجرام بين العرب بدرجة هائلة في السنوات القليلة الماضية كما ورد بالتقرير، فارتفع من ستة في المئة من مستخدمي الإنترنت عام 2013 إلى 28 في المئة عام 2015. وأصبح للانستجرام الآن 25 مليون مستخدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما اتضح أن يوتيوب من بين أكبر ثلاثة وسائل للتواصل الاجتماعي في الإمارات العربية المتحدة (يستخدمه 73 في المئة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي)، وفي تونس (58 في المئة) وقطر (52 في المئة) ومصر (49 في المئة).
وقال رادكليف "أصبح التواصل المرئي أداة قوية للغاية وهي أداة يفضل المستخدمون تبنيها في المنطقة، لذلك فإنه من المرجح بدرجة أكثر أن يبعثوا رسائل مرئية أكثر منها نصية."
كما أظهر التقرير أن سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم الجمهور الأسرع نموا لفيديوهات فيسبوك، إذ تبلغ المتابعة لكل شخص في المنطقة ضعف المتوسط العالمي.
مخاوف مستمرة
رغم ذلك فإن المنطقة تواجه صراعا مستمراً حاليا مع الرقابة والقيود التي تفرضها الدولة على حرية التعبير واستخدام وسائل معينة للتواصل الاجتماعي.
على سبيل المثال حجبت الحكومة التركية في أبريل عام 2015 مواقع تويتر ويوتيوب وفيسبوك لمنع تداول صور حصار رهائن في اسطنبول.
وعلى مستوى العالم كانت أكثر الطلبات التي تلقاها تويتر لإزالة المحتوى قادمة من تركيا، إذ تلقى الموقع 477 طلبا خلال الفترة من الأول من يوليو وحتى 21 ديسمبر عام 2014.
وأوضحت نتائج من مركز بيو للأبحاث عن الدعم العالمي لحرية التعبير والصحافة وحرية الإنترنت والذي استند إليه التقرير أن 43 في المئة من المشاركين في الدراسة بالشرق الأوسط يعتقدون أن الناس لهم مطلق الحرية في قول ما يريدون، في حين أن 45 في المئة اتفقوا على أن وسائل الإعلام يمكن أن تنقل الأنباء، وقال 44 في المئة إن الناس لديهم القدرة على الاتصال بالإنترنت. وهذه الأرقام أقل من المتوسط العالمي في الفئات الثلاثة.
ومضى رادكليف يقول "في العام الماضي كان هناك فيما يبدو الكثير من القصص عن التحديات التي يواجهها مستخدمو التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بقمع الحكومات أو فرض قوانين جديدة لمحاولة الحد من نشر معلومات غير صحيحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي."
وتابع "يمكن أن نقول إن لديهم أهدافا جديرة بالاحترام، لكني أعتقد أن وضع قوانين مبهمة ومحيرة للمستخدمين ليس الطريقة السليمة لذلك."
وأضاف "الطريقة السليمة هي توعية الناس للتأكد من زيادة معلوماتهم عن الإعلام وتحليهم بمهارات التواصل الاجتماعي حتى يتمكنوا من التفرقة بين الحقيقة والوهم على الإنترنت."
تعليقات الفيسبوك