استنكرت وزارة الخارجية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي والتي انتقد فيها الأمم المتحدة "لاستقبالها الانقلابيين على منصتها".
وقال الخارجية، في بيان لها اليوم وصل لأصوات مصرية عبر البريد الإلكتروني، إن "مواقف القيادة التركية أقل ما توصف بأنها مواقف متدنية وتتسم بالرعونة وتنتهك التقاليد والأعراف الدولية وتتطلب تكاتف المجتمع الدولي لتصويبها".
وكان أردوغان تساءل، أمس خلال افتتاحه أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في إسطنبول، "هل منظمة الأمم المتحدة هي المكان المناسب الذي يلقي فيه الانقلابيون كلمتهم على منصتها أم هي مكان لإلقاء كلمات المنتخبين بالطرق الديمقراطية .. أم أنها المنبر الخاص لخطابات المنحدرين من أنظمة استبدادية؟".
وأضاف أردوغان "أما إذا كانت منصة للكل لإلقاء خطاباتهم فيها فهذا بحث آخر، وأنا كرجب طيب أردوغان إذا كنت أؤمن بالديمقراطية فلا أستطيع أن آخذ مكانا في الصورة ذاتها مع الذين وصلوا إلى الحكم بطرق غير ديمقراطية."
وقالت الخارجية في بيانها إن أردوغان "يدعي أنه راع للديمقراطية والمدافع عن ثورات الربيع العربي أن ممارساته وسجله الداخلي خلال هذه الأعوام هو بعيد كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية "، مدللة على ذلك بفرضه قيودا على حرية الرأي والتعبير والتجمع واستخدام القوة المفرطة فى التعامل مع النشطاء وأغلق موقعي "تويتر" و"يوتيوب".
وشدد البيان على أن الممارسات غير الديمقراطية لأردوغان تُفقده أي مُبرر أخلاقي أو سياسي للتشدق بالدفاع عن الديمقراطية.. وأضاف أنها "تعكس منظوره الإيديولوجي الضيق الذي يرتبط بطموحاته الشخصية وأوهام استعادة الخلافة العثمانية بعيداً عن المصالح الوطنية".
ورفض البيان ما وصفه بـ"تهجم" الجانب التركي على دولة الإمارات العربية، معتبرة أنه "تهجما على سائر الدول العربية".
وطالبت الخارجية الأمم المتحدة والمتجتمع الدولي بالتحقيق مع أردوغان وعدم التهاون معه "لقيامه بدعم جماعات وتنظيمات إرهابية سواء بالتأييد السياسي أو التمويل أو الإيواء لبث الفوضى والإضرار بمصالح شعوب المنطقة".
وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل الجيش للرئيس الإسلامي محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو 2013.
وعقب مطالبة قطر لقيادات جماعة الإخوان المتواجدين بالدوحة بمغادرة البللاد، أعلن أردوغان في تصريحات له عن ترحيبه بقيادات جامعة الإخوان الذين تم طردهم في تركيا.
وقال أردوغان، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إن "من اكتفوا بمجرد المشاهدة والصمت ولم يكن لهم أي ردة فعل حيال قتل الأطفال والنساء والانقلاب بالسلاح والدبابات على الأنظمة المنتخبة من قبل الشعب، مشاركون صراحة وعلانية في هذه الجرائم الإنسانية".
واستنكرت مصر تصريحات أردوغان في الأمم المتحدة، وألغت اجتماعا ثنائيا بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره التركي في ضوء تلك التصريحات.
وقالت صحيفة تركية ناطقة باللغة الإنجليزية، إن هجوم الرئيس التركي على مصر خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، منع محاولات حكومة بلاده لتطبيع العلاقات مع القاهرة.
تعليقات الفيسبوك