في عام 2009 إنتهى المشروع الضخم الخاص بتطوير شارع المعز لدين الله الفاطمي، الواقع في قلب منطقة القاهرة الفاطمية، والذي شمل عدة إجراءات منها نقل الورش الموجودة في الشارع لتأثيرها على المباني التاريخية.
وبالفعل، نقلت ورش الصاغة وتصنيع النحاس من شارع المعز، إلا أن التطوير لم يمتد إلى شارع أمير الجيوش المتفرع من شارع المعز والممتد حتى ميدان باب الشعرية، والذي يعاني سكانه الأمرين، جراء الضوضاء الناتجة من ورش تصنيع الاستانلس والنحاس التي تواصل العمل طوال اليوم، ومن ورش غير مرخصه لتصنيع الألعاب والأحذية.
حصيلة عمل ورش شارع أمير الجيوش لساعات طويلة؛ هي الضوضاء المستمرة، والتي تصل نسبتها إلى 72 ديسبيل وفقا لمقياس شدة الضوضاء بوزارة البيئة، ورغم الشكاوى التي تقدم بها أهالي تبقى معاناتهم مع أصوات الطرق مستمرة، والتي لا ترحم معاناة كبار السن والمرضى والأطفال.
يوم الأحد، اليوم الوحيد الذي ينعم فيه ساكنو الشارع بالهدوء، لأنه يوم إجازة الورش، غير أن ورشاً مخالفة في شارع سكة برجوان الموازي لشارع أمير الجيوش لا تعرف الإجازة، خاصة أن مبانيه ملاصقة لعقارات الشارع.
ما زاد المشكلة وفقا لما ذكره ناصر رمضان، رئيس حي وسط القاهرة، البناء العشوائي لعقارات مخالفة عقب ثورة يناير تضم ورشاً غير مرخصة، ملاصقه لعقارات ساكني شارع أمير الجيوش، وبسبب ضعف التشريعات المطبقة حالياً تعود الورش للعمل بعد دفع غرامة مادية بسيطة حتى لو أغلقها رئيس الحي بنفسه.
وينص قانون العقوبات في مادته رقم 379 على معاقبة من يسبب ضجيجا أثناء الليل بغرامة لا تتجاوز 25 جنيهاً.
"زيادة ضغط الدم وأمراض القلب وتأثر المستويات السمعية وأيضا عدم الاستقرار في النوم"، هذه هي تأثيرات التعرض للتلوث السمعي وفقاً للدكتورة أمل سعد، رئيس شعبة تلوث الهواء في المركز القومي للبحوث.
ويحدد قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 الحدود القصوى المسموح بها لصوت الآلات داخل المصانع بمستوى (90 ديسيبل)، ووفقا لما رصده مقياس التلوث السمعي في وزارة البيئة تصل نسبة التلوث السمعي في شارع أمير الجيوش إلى (72 ديسيبل)، وهي نسبة وصفها خبراء بأنها عالية خاصة أنها منطقة سكنية.
وحول سبب عدم شمول مشروع تطوير شارع المعز لشارع أمير الجيوش، يقول محمد عبدالعزيز، معاون وزير الآثار لشؤون الآثار الإسلامية إن مشروع تطوير منطقة الجمالية من المشروعات الضخمه التي تمت في إطار تطوير منطقة القاهرة القديمة، ولضخامته تم تقسيمه على مراحل، أولها شارع المعز لدين الله الفاطمي، دون التطرق للشوارع الجانبية ومنها شارع أمير الجيوش الذي يضم مجموعة من الآثار منها حمام الملاطيلي وسبيل وكتاب حسين الشعيبي، ويضم حرفاً وأنشطةً تقليديةً منها ما هو ضار سيتم نقله خارج المنطقة، ومنها ما هو مرتبط بالمدينة القديمة، نحاول الإبقاء عليه وتنميته".
ويستمر عمل الورش لتستمر معها معاناة ساكني شارع أمير الجيوش مع الضوضاء.
"هذا التقرير من مخرجات برنامج أريج لصحافة الموبايل"
تعليقات الفيسبوك