تخوض الصحفيتان جيهان شعراوي ونورا راشد السباق على مقعد نقيب الصحفيين، الذي لم تصل إليه امرأة من قبل، وسط منافسة ذكورية شرسة يتقدمها النقيب الحالي يحيي قلاش والصحفي المخضرم عبد المحسن سلامة.
وتراهن الصحفيتان على تغير أفكار المجتمع المصري في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد مشاركة المرأة في ثورتين وإثباتها للجميع كفاءتها واستحقاقها لتولي القيادة، والتوجه العام من الدولة لدعم النساء وتخصيص 2017 عاما للمرأة المصرية.
ويخوض سباق انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين -المنتظر إجراؤها الشهر المقبل- 7 مرشحين على مقعد النقيب بينهم امرأتان هما جيهان شعراوي ونورا راشد.
وجيهان شعراوي صحفية مصرية تتولى منصب نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المسائي، وتقدم برنامج "تحيا الستات" على راديو مصر، أما نورا راشد فهي نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية وعضو اتحاد الصحفيين العرب.
* ذكورية المناصب لم تعد أساس الاختيار
وترى المرشحة جيهان شعراوي أن فرصتها في الفوز كبيرة، وأن ذكورية المناصب لم تعد أساس الاختيار، وأن المجتمع المصري يمر الآن بمرحلة تغيير ومراجعة لكل أفكاره ومعتقداته وثوابته. وقالت في حديثها مع أصوات مصرية، "آن الأوان لتحصل المرأة الصحفية على حقها المشروع في تولي مناصب القيادة".
وأشارت إلى أنها ترشحت لمقعد النقيب لأنها حزينة على ما آلت إليه مهنة الصحافة التي تعشقها وتعتبرها رسالة سامية من مهانة وضياع للهدف والهوية، قائلة إنها تحلم بنقابة ومهنة قوية وصحفي يلقى احترام وتقدير المواطن قبل الدولة.
وترى أن المرأة المصرية أثبتت قدرتها على النجاح وقلب الموازيين وفرضت بجديتها ونجاحها احترامها على الجميع، مضيفة أن الدولة نفسها أًصبحت تقدر دور المرأة بشكل قوي وتسند إليها الكثير من المهام الصعبة، بل وتشجعها على خوض غمار المنافسات الصعبة، بإتاحة الجو المناسب والشريف للمنافسة على أساس الكفاءة وليس النوع.
* الصدق وليس الوعود بزيادة البَدَل
وأشارت إلى أن خطتها للفوز وكسب أصوات الجماعة الصحفية هي الأصدق، قائلة "أنا لا أقدم وعود انتخابية ولا حصلت من مسؤولين على وعود بزيادات للبَدَل ولا حتى تواصلت مع مسؤولين بخصوص ذلك، وما أقوله هو ما أِحلم به لمهنتي ولزملائي ولوطني الذي أعشق ترابه".
وعن ملامح برنامجها الانتخابي، قالت إن "الأولوية للمشكلات الأكثر إلحاحا على الساحة مثل المشكلات المادية وحقوق الصحفيين وزيادة موارد النقابة بأفكار خارج الصندوق بدون إرهاق لميزانية الدولة وحل المشكلات المعلقة فيما يخص مشاريع الإسكان والعلاج".
وأضافت "المحور الثاني يقوم على تطوير مهارات الصحفي ليصبح صحفيا عالميا مؤهلا لتمثيل المواطن داخل مصر، وتمثيل مصر أمام العالم، وهذا يتضمن تنظيم وضع الصحافة الإلكترونية والإقليمية أيضاً وإنشاء معهد للتدريب والتعليم المستمر له اختصاصات محددة".
أما المحور الثالث، فأشارت إلى أنه يقوم على البعد التنويري والمجتمعي والدولي للنقابة والذي يجب أن تلعبه في هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر.
* دعم مطالب الصحفيين الإلكترونيين بضمهم للنقابة
وبالنسبة لمطالب الصحفيين الإلكترونيين بضمهم إلى مظلة النقابة، قالت شعراوي "لا أرى أي منطق في محاولة إنكار الواقع الذي أصبح مفروضا علينا بفعل التطور التكنولوجي الحاصل، ولا أرى أي منطق في رفض ضم المواقع الإلكترونية لاختصاصات النقابة، بل أرى ضرورة ملحة في ذلك".
وقالت جيهان شعراوي إن "إقصاء المرأة لعقود طويلة عن المناصب العليا في الصحافة مثل رئاسة التحرير ورئاسة مجالس الإدارات فيما عدا الصحف والمجلات المتخصصة في مجالات المرأة والطفل والديكور -التي يعهد للمرأة بتولي رئاستها على مضض- اختلف الآن وأصبح مرهوناً بالأساس برغبة المرأة في خوض هذه المعارك، وإثبات كفاءتها وقدرتها على التحدي".
وتابعت "صحيح مسؤولية نقابة الصحفيين ضخمة وكبيرة، وربما لم يوفق رجال في تحملها على مدى سنوات طويلة، ولكن تبقى المرأة في نظرتها وإدارتها للأمور أكثر استيعابا للاختلافات والخلافات وأكثر اهتماما بالتفاصيل وقدرة على متابعة أمور متعددة في وقت واحد".
* مستشفى للصحفيين وزيادة المعاش
ومن جانبها قالت الصحفية نورا راشد، لأصوات مصرية، إنها ترشحت لمقعد النقيب لرغبتها في إحداث تغيير في النقابة وما آلت إليه أوضاعها في الوقت الحالي من تردٍ وضياع لحقوق الصحفيين وعدم تلبية لحاجاتهم.
وسبق لنورا راشد الترشح على مقعد النقيب من قبل عام 2013 ولم يحالفها التوفيق.
وأضافت أنها ترشحت للمرة الثانية لإصرارها على عودة ضمان الصحفي بكارنيه النقابة باعتبارها أهم القضايا التي تشغلها، والإفراج عن الصحفيين المعتقلين على ذمة قضايا نشر وعلى قيد التحقيقات، مشددة على ضرورة حماية الصحفيين وإتاحة الفرصة لهم للقيام بمهمتهم السامية.
وأوضحت أن برنامجها يتضمن أيضا بناء مستشفى للصحفيين، يقدم لهم خدمات الرعاية الصحية اللازمة.
وأشارت إلى عدم وجود دمغة تدعم معاش الصحفيين، مؤكدة أنها تعتزم تعديل ذلك حال فوزها في الانتخابات لرفع معاش الصحفيين وزيادة البدل.
ولا تشغل نورا راشد تفكيرها بحساب احتمالات فوزها، قائلة "أنا بعمل اللي عليا وما توفيقي إلا بالله، وحتى في حالة عدم فوزي يكفيني شرف المحاولة وتوصيل صوتي".
* تكريم "شهداء الصحفيين" وتعويض أسرهم
ووجهت الصحفية نورا راشد الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة مقابلة أسر "شهداء الصحفيين" وتقديم التعويض اللازم لهم، وأشارت إلى أنها في حال فوزها سوف تقوم بضم "شهداء الصحافة" ميادة أشرف والحسيني أبو ضيف لجدول المشتغلين لضمان توفير معاش لذويهم من النقابة.
وأضافت أن هدفها من الترشح هو السعي لإقامة حياة كريمة للصحفيين وتحسين مستوى دخولهم وإعادة هيبة النقابة، وإتاحة الفرصة للنساء للمنافسة على منصب النقيب الذي لم تصل إليه امرأة من قبل.
وتابعت "للأسف فرص المرأة الصحفية متدنية في كافة المناصب العليا بالصحافة، وعاوزين نطلع بأول نقيبة للصحفيين في عام المرأة، والصحفيات ياخدوا فرصتهم ويثبتوا للجميع كفاءتهم وإن مفيش حاجة اسمها راجل وست".
وحاورت "أصوات مصرية" المرشحة تليفونيا خلال قيامها بجولة في فرع نقابة الصحفيين بالإسكندرية، وأشارت إلى اعتزامها السفر إلى محافظات مختلفة للتعرف على مطالب الصحفيين لإدراجها ضمن برنامجها الانتخابي.
وترى أنها في حال فوزها ستفتح النقابة لجميع الصحفيين بما فيهم الصحفيون الإلكترونيون، قائلة "النقابة بيت لجميع الصحفيين".
تعليقات الفيسبوك