أقرت هيئة كبار العلماء بالأزهر، في بيان اليوم الأحد، بصحة وقوع الطلاق الشفوي "المستوفي أركانَه وشروطَه".
وقالت الهيئة، في البيان الذي حصلت أصوات مصرية على نسخة منه، "انتهى الرأي في هذا المجلس بإجماع العلماء على اختلاف مذاهبهم.. بوقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه، والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق".
وأضافت أن ذلك الرأي "هو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحتى يوم الناس هذا، دونَ اشتراط إشهاد أو توثيق".
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا قبل أسبوعين إلى إصدار قانون ينظم حالات الطلاق الشفوي، بعد ارتفاع معدلات الانفصال خلال الفترة الأخيرة، قائًلا "سألت رئيس الجهاز المركزي للتعبئة عن عدد حالات الزواج قالي 900 ألف و40% منهم بينفصلوا خلال الخمس سنين الأولى".
ودعت هيئة كبار العلماء، في بيانها، المطلق إلى المباردة في توثيق الطلاق (الشفوي) فَوْرَ وقوعِه؛ حِفاظًا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها، وقالت إنه "من حقِّ وليِّ الأمر شرعًا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبةً تعزيريَّةً رادعةً على مَن امتنع عن التوثيق أو ماطَل فيه".
وقالت إن الامتناع عن توثيق الطلاق الشفوي فيه "إضرارً بالمرأة وبحقوقها الشرعيَّة".
وأشارت إلى أن "ظاهرةَ شيوع الطلاق لا يقضي عليها اشتراط الإشهاد أو التوثيق، لأن الزوجَ المستخفَّ بأمر الطلاق لا يُعيِيه أن يذهب للمأذون أو القاضي لتوثيق طلاقه"، مضيفة أن العلاج الصحيح لهذه الظاهرة يكون في رعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكلِّ أنواعها، وتثقيفهم عن طريق أجهزة الإعلام المختلفة، والدعوة الدينية.
وحذرت الهيئة من الاستهانة بأمرِ الطلاق، ومن التسرُّع في هدم الأسرة، وشددت على أنه إذا ما قرَّر الزوجان الطلاقَ، واستُنفِدت كلُّ طرق الإصلاح، وتحتَّم الفراق، فعلى الزوج أن يلتزم بعد طلاقه بالتوثيق أمام المأذون دُون تَراخٍ؛ حِفظًا للحقوق، ومَنعًا للظُّلم الذي قد يقعُ على المطلَّقة في مثلِ هذه الأحوال.
وكشفت دراسة صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في سبتمبر 2016، عن ارتفاع معدلات الطلاق في مصر خلال العقدين السابقين (1996-2015)، وأن متوسط سن الطلاق عند الذكور هو 38 عاما وعند الإناث 32 عاما.
تعليقات الفيسبوك