في الوقت الذي وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي المصريين بأنهم فقراء جدا، أكد برلمان مصر شراءه ثلاث سيارات مُصفحة لرئيسه واثنين آخرين بتكلفة تتخطى 15 مليون جنيه. هذا المشهد غير المتسقة مكوناته هو بطل الكوميديا السوداء لهذا الأسبوع.
في يوم السبت قال السيسي -بالعامية- للمصريين "بيقولك خلي بالك ده مش سائل فيك، خلي بالك دول مش واخدين بالهم منكم... بس مقالكش خلي بالك إن أنت فقير أوي".
وكرر الرئيس -خلال مؤتمر شهري مع مجموعة من الشباب- "محدش قالك إنك فقير أوي. ياريت حد يقولكم إن إحنا فقرا أوي، فقرا أوي...".
وبعد يوم من تصريح السيسي، سأل نائب في البرلمان رئيسه علي عبد العال عن إنفاق "18 مليون جنيه" من موازنة العام المالي 2015-2016 لشراء ثلاث سيارات للمجلس.
وقال النائب محمد أنور السادات إن "المجلس يملك أسطولا كبيرا من السيارات التي اشتراها في السنوات السابقة، فلماذا لا يستغله بدلا من شراء سيارات جديدة بهذه التكلفة الباهظة؟!".
وتساءل السادات "كيف نقنع المواطن بتحمل إجراءات التقشف وخطة الإصلاح المالي والاقتصادي، بينما ينفق مجلسهم المنتخب بهذا البذخ واللا مبالاة على مظاهر لا علاقة لها بعمل المجلس ومتطلباته؟".
ورد مجلس النواب في بيان يؤكد شراءه ثلاث سيارات مُصفحة لرئيس المجلس ووكيليه، لضرورات أمنية واستهداف الشخصيات الرسمية في الدولة من قبل الجماعات "الإرهابية".
وأبرز المجلس أن الشراء تم قبل أن تقرر الحكومة تعويم الجنيه. وحسب بيانه، بلغ ثمن سيارة رئيس البرلمان 393 ألف يورو (حوالي 3 مليون و700 ألف جنيه مصري*) وبلغت تكلفة سيارتي الوكيلين 12 مليون جنيه.
*كان اليورو يعادل حوالي 9.5 جنيه قبل قرار تعويم الجنيه في نوفمبر الماضي، وبعد القرار ارتفع سعره أمام الجنيه ليعادل 20.7 جنيه مصري بسعر اليوم.
- غضب
وأثار بيان مجلس النواب غضب واستياء مواطنين يعانون من وطأة اقتصاد متأزم، وعملة انخفضت قيمتها أمام الارتفاع الحاد في الأسعار.
وربط رواد لمواقع التواصل الاجتماعي بين تصريح السيسي عن فقر الدولة، والمبالغ التي أنفقها البرلمان لشراء ثلاث سيارات.
وباتت صورة السيسي وبجانبه رئيس مجلس النواب، وهو يدعو المصريين لتفهم وضعهم الاقتصادي، سيدة المشهد المتناقض.
تعليقات الفيسبوك