بأغاني فرق "الطنبورة" و"الورشة" التراثية الشعبية، يحيي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي اليوم الثلاثاء الذكرى الثانية لمقتل الناشطة شيماء الصباغ المعروفة بـ"شهيدة الورد".
وقتلت الصباغ يوم 24 يناير 2015، أثناء تفريق قوات الأمن مسيرة لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي كانت متوجهة إلي ميدان التحرير لوضع أكاليل الزهور عند نصب شهداء ثورة 25 يناير.
وكشفت التحقيقات أن "مقتل شيماء الصباغ جاء نتيجة إصابة خرطوش أطلقه ضابط من قوات الأمن المركزي خلال فض تظاهرة بميدان طلعت حرب".
وقال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي، لأصوات مصرية، إن شيماء الصباغ قتلت وهي تحمل وردا وليس قنابل أو مولتوف، مضيفا أنها أرادت أن تكرم شهداء ثورة 25 يناير بأكاليل الزهور فالتحقت بهم.
لم تكن شيماء الصباغ فتاة عادية، فهي ناشطة سياسية وعمالية، اعتادت العمل والوقوف بين صفوف المحتجين، بدءاً من التظاهر ضد مبارك وحتى التضامن مع القضايا العمالية.
وهي من مواليد الإسكندرية عام 1983، بدأت العمل السياسي في العشرين من عمرها، بالانضمام إلى مجموعات من أصحاب الفكر الاشتراكي.
وأشار الزاهد إلى أن احتفالية اليوم تستهدف إحياء ذكرى عضوة الحزب، والاحتفاء بكل شهداء ثورة يناير في ذكراها السادسة، إضافة إلى الاحتفال بحكم مصرية تيران وصنافير الصادر مؤخرا.
والتحقت "شهيدة الورد" بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي في أواخر عام 2012، وأصبحت مسؤولة العمل الجماهيري والإعلام في الحزب بالإسكندرية.
وكانت من أوائل المشاركين في التظاهرات ضد نظام حسني مبارك، كما أنها آمنت بقضايا العمال فلم تترك اعتصاما أو إضرابا عماليا بالإسكندرية إلا وشاركت فيه، حتى اندلعت ثورة 25 يناير.
وتتضمن الاحتفالية أمسية فنية يشارك فيها فرق "الطنبورة" البورسعيدية التراثية و"الورشة" والمطرب أحمد نبيل والشاعر زين العابدين فؤاد.
أثار مقتل شيماء الصباغ ردود فعل واسعة، وانطلقت الوقفات المنددة بمقتلها، كان من ضمنها وقفة احتجاجية في ميدان طلعت حرب، دعت لها مجموعة من السيدات اللاتي احتشدن في نفس المكان الذي شهد مقتلها.
وسبب نشر فيديو لمقتلها على مواقع التواصل الاجتماعي، غضباً واسعاً، الأمر الذي دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي للاهتمام بالقضية، قائلا "شيماء بنتي واللي غلط هيتحاسب".
وكانت محكمة الجنايات قضت -في يونيو 2015- بمعاقبة الضابط ياسين صلاح بالسجن المشدد 15 عاما، بعد إدانته بضرب شيماء الصباغ بطلقات خرطوش بطريقة أفضت إلى موتها، بالرغم من إنكار وزارة الداخلية استخدام الخرطوش.
واستندت المحكمة إلى تقرير الطب الشرعي الذي قال "محتوى الخرطوش أصاب القلب مباشرة وتسبب في تهتك بالرئتين" لكن الضابط طعن على الحكم وقبلت محكمة النقض الطعن في فبراير الماضي، وقررت إعادة محاكمته أمام دائرة جنائية جديدة.
أجلت محكمة جنوب القاهرة، في ديسمبر الماضي محاكمة الضابط إلى 19 فبراير المقبل للمرافعة، مع استمرار إخلاء سبيل المتهم.
وعلق الزاهد على إعادة المحاكمة قائلا "منقدرش نعترض على حق المتهم في الطعن ونأمل في القصاص العادل مش عشان شيماء بس لكن عشان البلد كلها، عشان يكون الحكم رادع لأي ضابط يفكر في الخروج على القانون أو يستخدم السلاح مع موكب سلمي".
وتتضمن احتفالية حزب التحالف الشعبي حلقة نقاشية بعنوان "جبهة القوى الوطنية طريقنا للتغيير"، وقال الزاهد إن تجربة "الحملة الوطنية للدفاع عن الأرض" أثبتت أن اجتماع القوى الوطنية على هدف محدد بإمكانه أن يحقق الانتصار مثلما حدث في قضية تيران وصنافير، مشيرا إلى أن الحملة الوطنية اتخذت مسارات تنوعت بين النزول إلى الشارع وتوعية الجماهير والمسار القانوني مما خلق قوة ضغط ملائمة أحدثت اختلافا.
وأضاف "عاوزين توحدنا يستمر من أجل التصدي للقضايا التي لازالت تواجههنا وفي مقدمتها الغلاء والقضايا الاجتماعية والاقتصادية".
تعليقات الفيسبوك