قدمت أكثر من مائة مسرحية وستة عشر فيلما وكان للفنانة فاطمة رشدي تجربة إخراجية واحدة، بالإضافة إلى عدة تجارب في الإنتاج والكتابة فهي إحدى رائدات السينما المصرية.
وتحل اليوم الذكرى الواحدة والعشرون لرحيل الفنانة فاطمة رشدي.
ولدت فاطمة رشدي في الإسكندرية عام 1908، بدأت حياتها الفنية مبكرًا جدًا في التاسعة أو العاشرة من عمرها عندما زارت أختها بفرقة أمين عطا الله حيث كانت تغني، وأسند إليها أمين عطا الله دورًا في إحدى مسرحياته، كما كانت تؤدي أدوارا غنائية ثانوية في بدايتها.
وانتقلت فاطمة رشدي إلى فرقة عبد الرحمن رشدي، ثم انضمت بعد ذلك إلى فرقة الجزايرلي. ثم تعرفت بعزيز عيد فلقنها دروسا في القراءة والكتابة وأصول التمثيل وانتقلت بين مسارح روض الفرج - حيث كانت تشهد تلك المنطقة الشعبية نهضة فنية واسعة.
وكونت بعدها فرقتها المسرحية الخاصة الشهيرة التي حملت اسمها وقدمت 15 مسرحية في سبعة أشهر، والتي اخرجت نجوماً مثل محمود المليجي ومحمد فوزي الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات.
وقدمت فرقة فاطمة رشدي العديد من النصوص المترجمة والمقتبسة بالإضافة إلى بعض المؤلفات المحلية وفي مقدمتها مسرحيات أحمد شوقي.
وتقول الناقدة السينمائية ماجدة خير الله، لأصوات مصرية، إن فيلم العزيمة يعد أول فيلم واقعي مصر وظل لفترة كبيرة واحدا من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
وأشارت إلى أن فاطمة رشدي لها بصمة في تاريخ المرأة المصرية فكانت من أوائل المصريات اللاتي عملن في مجال التمثيل وأول منتجة مصرية.
وأضافت "كان من النادر في ذلك الوقت أن تجد ممثلة مصرية وأغلب المشاركات في أفلام مصرية في وقتها كن أجنبيات أو من أصول أجنبية على الأقل مثل روزاليوسف".
قدمت فيلم "العزيمة"، الذي يعد واحداً من أفضل 100 فيلم مصري، فاق عطاؤها المسرحي أعمالها السينمائية، فأمام أكثر من 100 مسرحية في 46 عاماً منها "زقاق المدق"، "ميرامار"،"غادة الكاميليا"، قدمت فاطمة 16 فيلماً خلال 17 عاما، كان أشهرهم: "الطائشة"، "الطريق المستقيم"، "الجسد".
وتتابعت أفلام فاطمة رشدي بعد ذلك ومن بينها الطريق المستقيم مع يوسف وهبي وبنات الريف ومدينة الغجر وعواصف والطائشة والجسد.
كما أقدمت فاطمة رشدي على إخراج فيلم واحد هو "الزواج" عام 1933، وقالت ماجدة خير الله إن فاطمة رشدي أسهمت بشكل كبير في مجال السينما وأنتجت العديد من الأفلام.
ويرى الناقد السنمائي، أسامة عبد الفتاح، أن فاطمة رشدي صانعة سينما عظيمة من جيل الرواد النساء اللواتي أنفقن كل أموالهن على صناعة السينما.
وقال إنها قدمت عددا من النجوم والمخرجين اللذين أصبحوا فيما بعد فنانين ومخرجين كبار.
وأضاف "فاطمة رشدي وأسيا وعزيزة أمير مش مجرد منتجات دول رائدات عالميات لأن مكانش فيه منتجات سيدات في السينما العالمية وهوليود".
بعد انفصالها عن عزيز عيد أول أزواجها، تزوجت من المخرج كمال سليم الذي اسند إليها أهم أدوارها في فيلم العزيمة، كما تزوجت المخرج محمد عبد الجواد، وعاشت بعيدًا عن الأضواء لسنوات طويلة ثم تزوجت رجل أعمال من الصعيد، ثم تزوجت عام 1951 من ضابط بوليس.
وبعد عام 1969 انحسرت عنها الأضواء واعتزلت الفن وتدهورت حالتها المادية والصحية، وعاشت في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، إلى أن ماتت وحيدة في 23 يناير 1996.
وتدخل الفنان فريد شوقي لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وتم ذلك بالفعل، وحصلت على شقة، لكنها ما لبث أن توفيت عام 1996.
توفيت في 23 يناير 1996 عن عمر يناهز 87 عامًا. وأطلق اسمها على أحد شوارع القاهرة الكبرى بمنطقة الهرم في الجيزة إحياءً لذكراها واعترافًا بفضلها.
تعليقات الفيسبوك