بعد خمس سنوات من المحاولة نجحت الصيدلانية منال رستم في إقناع والدها بخوض تجربة تسلق الجبال، وكانت البداية عام 2012 بتسلق أعلى قمة جبلية في أفريقيا.
وتحكي منال رستم، لأصوات مصرية، عن رحلاتها إلى القمم وكيف تكلفها الكثير من الجهد والمال والانتقادات إلا أنها لا تلتفت إلى كل ذلك في سبيل ما تتعلمه في كل مرة عن نفسها وعن العالم.
وتقول "بحب الطبيعة والرياضة من صغري وكان عندي فضول أجرب رياضة تسلق الجبال خاصة إنها مش متداولة في العالم العربي وقمت بتسلق أول جبل (كليمنجارو)".
وتركت منال مجال الصيدلة قبل 6 أشهر لتتفرغ لتحقيق حلمها بصعود قمة إفرست، وتقول "بقالي 16 سنة شغالة صيدلانية مش هيحصل حاجة لو سبتها شوية عشان أركز في حلم من أحلامي".
وتضيف "مش عارفة إذا كنت هرجع للصيدلة تاني ولالا، وبشتغل في الوقت الحالي مدربة لياقة بدنية في جيم".
وتستعد منال للسفر في الأسبوع المقبل إلى الأرجنتين لتسلق أعلى قمة جبلية بها بدعم من إحدى شركات السيارات، وتقول "الرحلة دي جزء من تدريبي عشان أبقى مهيئة بدنيا لصعود إفرست اللي بيحتاج شهرين للطلوع والنزول، وبخطط للرحلة في إبريل أو مايو الجاي بس لسه معنديش جهة تمول الرحلة".
ويشرف على تدريبها زيد الرفاعي وهو أول عربي يصل إلى قمة إفرست.
ومن القمم التي صعدتها منال حتى الآن في عام 2012 جبل كليمنجارو أعلى قمة جبلية في القارة السمراء ويبلغ ارتفاعه 5 آلاف و895 مترا، وفي 2013 جبل كينيا ثاني أعلى قمة جبلية ويبغ ارتفاعه 5آلاف و199 مترا، و2015 قمة البروس في روسيا أعلى قمة في أوروبا ويبلغ ارتفاعها 5 آلاف و642 مترا، وفي 2016 قاعدة جبل الهمالايا ويبلغ ارتفاعها 5363 مترا.
وتقول منال رستم "في الأول كان تسلق الجبال مجرد هواية لحد ما بدأ الموضوع يلفت نظر الإعلام ويتم الإشارة ليا بأني أول مصرية أو عربية أو محجبة تعمل حاجة وده بيخليني أفتخر جدا أني بمثل المرأة العربية".
وتبرر قلة عدد النساء العربيات اللاتي يخضن تجربة تسلق الجبال إلى ارتفاع التكلفة والمخاطرة التي يتضمنها الأمر ناهيك عن صعوبة إقناع الأهل، وتقول "أنا صمدت 5 سنين لحد ما أقنعت بابا بعد ما وريته صور ومعلومات تخليه يطمن عليا".
وتشير إلى أنها تقابل انتقادات كثيرة وتعليقات محبطة لكونها فتاة، وتقول "ناس كتير بتشوفني فاشلة لمجرد أني وصلت لسن 37 سنة ولسه ماتجوزتش بغض النظر عن أي حاجة تانية حققتها وكأن الجواز والخلفة هم الإنجاز الوحيد للست ونفسي أغير الأفكار الرجعية دي وأشجع البنات أنهم يحلموا ويتمسكوا بأحلامهم مهما كانت صعبة التحقيق".
وتضيف "في ناس تانية بتنقدني عشان بنت وبسافر وبلبس خلال التسلق لبس مش مناسب من وجهة نظرهم رغم إني محجبة وبضايق من كلامهم لكن عمري ما فكرت أبطل أعمل حاجة بحبها".
وتتابع "كلمة الناس هتقول عليكي إيه ممكن تهد جبال وأنا ضد فكرة أن الناس تحكم على بعض ونفسي أغير عند الناس فكرة البنت تقدر تعمل إيه وماتعملش إيه".
وعن الصعوبات التي تواجهها خلال رحلة الصعود تقول "الرحلة بتكون مرهقة جدا وبتستمر لأيام، وأخر ليلة بحس فيها كأني بطلع في الروح، الأكسجين بيقل والجو بيكون برد جدا ومش قادرة أتحرك ومصدعة لكن اللي بيدفعك تستمر انك بقالك أيام بتتسلق ماينفعش تستسلم دلوقتي".
وتضيف "العقل هنا بيلعب دور كبير، وتسلق الجبل مش محتاج مجرد قوة أو لياقة لكن كمان أنك تدفع نفسك للاستمرار وتقدر تكمل لحد ما توصل".
ولا يستمر البقاء على القمة أكثر من 10 دقائق تلتقط فيها منال أنفاسها وبعض الصور قبل أن تبدأ رحلة الهبوط.
بعد كل رحلة تشعر بتغير ما في شخصيتها، وتقول "الصعوبات اللي بقابلها بتخليني أكتر قدرة على التحمل والاستغناء عن الرفاهيات وحابة الشخصية اللي بتنتج بعد كل رحلة".
وعن الأشياء التي ترافقها في رحلة الصعود، تقول منال "باخد معايا مياه ووجبات خفيفة والكاميرا وكتاب والموسيقى اللي بحبها".
وتبتعد منال عن المخاطرة خلال التسلق وتقول "بحترم تعليمات المرشد عشان معرضش نفسي للخطر، لو قال ماينفعش نكمل طلوع لازم أسمع كلامه لأن الجبل له احترامه".
ومن المواقف الصعبة التي واجههتها تروي منال "قابلنا عواصف ثلجية في بعض الجبال وبنرجع ساعتها للمخيم لحد ما تعدي على خير، وكتير بيكون الجو سقعة جدا وفي ناس بتصاب بمرض المرتفعات نتيجة أن الأكسجين بيقل أوي وبناخد دواء لكده".
وكان اختيار منال رستم لممارسة هذه الرياضة الشاقة ونجاحها في صعود أعلى قمتين في قائمة أعلى 7 جبال في العالم محل تقدير وإشادة من قبل المجلس القومي للمرأة، حيث وجهت صفحة المجلس على فيس بوك اليوم الجمعة التحية لمنال.
وأكدت مايا مرسي رئيس المجلس سعادتها وفخرها بمنال التي اختارت التخلي عن مهنة طبيبة صيدلانية وممارسة رياضة صعبة وشاقة لإثبات أن المرأة المصرية عاشقة للتحدي وقادرة على المنافسة والنجاح في أصعب الرياضات.
تعليقات الفيسبوك