غياب الحماية التعاقدية أو التأمينية وتدني الأجور والتحرش بالعاملات.. هذه هي أبرز الانتهاكات التي رصدتها مبادرة "حواء المصنع" من خلال احتكاكها مع عاملات مصانع الملابس الجاهزة والنسيج في الشهرين الماضيين.
و"حواء المصنع" هى مبادرة مجتمعية، تأسست في أكتوبر الماضي، تسعى لتوفير ظروف عمل لائقة لعاملات مصانع الملابس الجاهزة والنسيج، حيث تزداد نسبة العمالة النسائية، بما في ذلك الحد من التحرش وتوعية العاملات بحقوقهن القانونية المنصوص عليها في قانون العمل.
وتتحدث هادية عبد الفتاح، إحدى مؤسسي المبادرة، مع أصوات مصرية، عن معاناة العاملات التي لمسوها من خلال ورش التوعية التي نظمتها المبادرة.
وتقول "اشتركت مع اثنين من زملائي اللي بيشاركوني الاهتمام بقضايا المرأة -محمد الحسينى وليلى رزق الله- في تأسيس المبادرة بهدف اننا نشكل سند قوي لعاملات المصانع المهدور حقوقهم واللي بيتعرضوا ليل نهار للتحرش في أماكن العمل".
وتقوم المبادرة بتنظيم ورش توعية للعاملات بعنوان "مصطبة حواء"، وهي مزيج من الفضفضة والتدريب على المقاومة والتوعية بالحقوق القانونية، ويخصص لكل مصنع من 4 إلى 6 ورش تتم مع 20 عاملة بحضور فريق المؤسسين وبالاستعانة بأخصائيين نفسيين.
وتقول هادية عبد الفتاح "هدف الورش تشجيع العاملات على حكي تجاربهن مع التحرش والاضطهاد وللتغلب على صمتهم بسبب الخوف من الطرد من العمل أو التعرض للأذى، بالإضافة لتقديم الدعم النفسي ليهم".
وهناك 30% من النساء العاملات يتعرضن للتحرش اللفظي داخل مواقع العمل، وفقا لدراسة أجرتها سكرتارية المرأة العاملة بالاتحاد العام لعمال مصر في 2014، كانت قد أجريت على نحو 20 ألف عاملة تتراوح أعمارهن ما بين 20 إلى 55 عاما.
وأضافت هادية عبد الفتاح "الفئة دي من أكتر الفئات المهدور حقها، عايشين في مطحنة الشغل وأغلبهم من الأقاليم وعايشين بعيد عن أهاليهم، أجورهم بتتراوح من 700 إلى 800 جنيه في الشهر وميعرفوش حاجة عن قانون العمل أو التأمين والمعاش، وبيشتغلوا بعقود مؤقتة وبيبقوا ماضيين على استمارة 6 مع العقد عشان لو صاحب المصنع حب يمشيهم في أي وقت".
وهناك 60% من النساء العاملات في القطاع الخاص لا يتمتعن بحماية تعاقدية أو تأمينية بحسب دراسة أجراها مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالتعاون مع وزارة القوى العاملة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، نشرت في أواخر 2014.
وبحسب الدراسة 79% من العاملات بلا حماية تعاقدية ولا يحصلن على زيادة سنوية، و28% منهن فقط تتيح لهن منشآتهن إجازات الوضع ورعاية الطفل.
وعن مدى تأثير المبادرة على تحسين حياة العاملات، قالت هادية عبد الفتاح "التوعية مهمة جدا وأكيد هيكون لها تأثير، على الأقل بتعرفهم حقوقهم اللي مكنش عندهم فكرة عنها، والخطوة الجاية يبدأوا يطالبوا بيها".
وأضافت "بنقدملهم كمان العلاج النفسي اللي بيساعدهم على التعافي من تجارب التحرش والانتهاك اللي اتعرضوا لها وبنوعيهم إزاي يقاوموا وميسكتوش وأعتقد أن ده هيعمل تأثير على المدى الطويل".
وشاركت هادية عبد الفتاح في عدد من المبادرات النسوية منذ عام 2010، منها مبادرة "أصوات النساء" كما أسست مبادرات "نشء مبدع" و"مش هنسكت على التحرش".
تعليقات الفيسبوك