تختلف عادات الزواج في الواحات البحرية عن سائر ربوع مصر، ولكن يبقى "النيش" قطعة أساسية في جهاز العروس.
وتحكي "هدى"، إحدى سيدات قرية منديشة بالواحات البحرية، لأصوات مصرية كيف اختلف شكل بيوت الواحة بفعل الزمن مع الإبقاء على العادات والتقاليد التي تحكم أهلها، وتقول "زمان كانت البنت بتجيب في الجهاز بورش (حصيرة مصنوعة من الجريد والليف) وكام أنجر (حلة) وطبقين، والعريس بيفرش أوضة في بيت العيلة المبني بالطوب الني ويجيب بطانية صوف، وكانت حياتنا بسيطة".
ورغم أن الواحات البحرية تتبع محافظة الجيزة إداريًا ولا تبعد عن جنوبها الغربي سوى 365 كيلومترا لكن لأهلها عاداتهم وطقوسهم المميزة.
وتتشابه البيوت الحديثة بقرى الواحات البحرية في كثير من معالمها مع بيوت أهل المدن مع الاحتفاظ ببعض السمات المميزة لهم مثل "القعدة العربي"، وتقول السيدة الواحاتية "البنات دلوقتي بينزلوا مصر يشتروا الجهاز من أول الصيني والنيش لحد قماش الستائر والسجاجيد والعفش والعريس بيبني للعروسة بيت لوحدها وبيجبلها الشبكة و12 طقم للبيت و12 عباية للخروج".
وتلتقط "دينا" زوجة ابنها، طرف الحديث قائلة "بنشوف في التلفزيون البيوت في مصر شكلها أية وبنجيب زيهم، وتضيف مازحة "والنيش أساسي في الجهاز زي عندكم بالظبط".
أما عن الاختلافات بين مجتمع المدينة ومجتمع الواحة فتقول دينا "مابنكتبش قايمة وقليل أوي لما واحدة بتروح المحكمة وكبار العيلة هم اللي بنرجع ليهم ويحكموا بينا".
"سن العروس" من أبرز الاختلافات أيضا حيث يبدأ سن الزواج عند فتيات الواحات من السادسة عشر ونادرا ما تصل الفتاة إلى سن العشرين دون زواج.
وحين تتزوج بنت الواحة لا تخرج من منزلها إلا متخفية وراء النقاب بصحبة زوجها لقضاء حاجة في القاهرة أو زيارة الأهل أو أحد الأقارب، والزوج هو من يقوم بشراء حاجات المنزل من الأسواق.
أما عن طقوس الزفاف فتقول "يمن"، امرأة واحاتية من نفس القرية، "الفرح عندينا 3 ليالي، بنغنو الأغاني بتاعتنا في الحنة والرجال بيعزفوا على الشبابة والمجرونة (آلات نفخ يشتهر بها أهل الواحات)".
وتتابع "القادر بيدبح معزة واللي معهوش بيعمل كشك وبغلية (أكلة شعبية مكونة من الأرز والعدس)".
ويستمر أهل العروسين في تقديم الطعام والشراب لهما على مدى أسبوع، والاسم المرادف لزيارة "الصباحية" التي تكون صباح يوم الزفاف هو"التالتة" حيث يؤجل أهالي الواحات زيارة العروسين إلى اليوم الثالث للزفاف.
تعليقات الفيسبوك