نشأت خلود وسط 5 شقيقات، شكلت حكاويهن نبعا من الأفكار ترجمتها عبر عشرات الاسكتشات، التي تحمل الروح الأنثوية بمختلف انفعالاتها وتناقضاتها.
تحكي الرسامة خلود خالد، لأصوات مصرية، عن سر كوكب الفتيات الذي تدور في فلكه رسوماتها، قائلة "بحب أرسم البنات، بحس وشوشهم معبرة وملهمين أكتر من الولاد بكتير، وانفعالاتهم بتشدني وبتخيل وأنا برسمهم الحكايات اللي ورا كل وش".
تخرجت خلود خالد من قسم الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة بالزمالك عام 2013 وتعمل رسامة قصص أطفال بعدد من دور النشر، إلى جانب الاستكشات التي تقوم برسمها لمتعتها الشخصية وإسعاد متابعيها عبر فيس بوك وانستجرام.
وتقول الرسامة معلنة حبها لرسم الفتيات "بحب الرسم من وأنا صغيرة وطول الوقت المحيط اللي حواليا أغلبه بنات بحكم إننا ست أخوات (أمل، فاطمة، رقية، هاجر، نور) وأنا، والمواقف اللي بتحصل بينا بتكون أفكار لرسوماتي في كتير من الأوقات".
وتبرر ذلك الانحياز قائلة "البنات عندهم حكايات كتير ملهمة وعالم بتاعهم وكوني واحدة من العالم ده بقدر أعبر عنه".
الألوان الخشب والجواش هم الأقرب إلى الرسامة الشابة كما تجد متعة في الرسم بأقلام الحبر.
إلى جانب الاسكتشات التي تحمل ملامح وهيئة أي فتاة عادية، ترسم خلود وجوه الشخصيات النسائية الشهيرة في أفلام الكوميكس مثل شخصية "ملكة القلوب" في فيلم "أليس في بلاد العجائب" و"ماري بوبينز" بطلة أحد الأفلام الموسيقية الأمريكية يحمل نفس الاسم وغيرهن، إضافة لشخصيات نسائية في عالم الواقع تشكل مصدر إلهام بالنسبة لها مثل الرسامة المكسيكية "فريدا كاهلو".
وتصف خلود خالد فريدا كاهلو قائلة إنها "من أكتر الشخصيات الملهمة بالنسبة لي، بحب رسوماتها جدا لأنها دايما فيها مسحة من البهجة رغم الحزن والمآسي اللي مرت في حياتها".
تعرضت فريدا كاهلو وهي رسامة مكسيكية مشهورة (1907-1954) لمرض وأصيبت بشلل الأطفال فتأذت رجلها اليمنى، وخلّف ذلك عوقاً بساقها مما ترك ذلك العوق أثراً نفسياً سيئاً عليها لفترة طويلة من حياتها، لم ترتدِ الفستان في حياتها إلاّ مع الجوارب الصوفية في عز الصيف كي تخفي إعاقتها.
وفي عام 1925 تعرضت الرسامة المكسيكية لحادث أتوبيس كان يقلّها إلى منزلها وعلى أثر الحادث، اضطرت إلى التمدد على ظهرها من دون حراك لمدة سنة كاملة.
عملت والدتها على راحتها طوال تلك السنة، ووضعت لها سريراً متنقلاً ومرآة ضخمة في سقف الغرفة، فكانت وحيدة وجهاً لوجه مع ذاتها طوال النهار، فطلبت ريشة وألواناً وأوراقاً لترسم، وراحت تنقل صورتها يومياً واكتشفت بذلك حبها الشديد للرسم.
وتضيف خلود "رسوماتها اللي مليانة زهور وألوان كانت ملهمة بالنسبة لي في رسوماتي، وأكتر حاجة بتبسطني لما حد يشوف رسمة ليا ويقولي إنها حسسته بالبهجة".
وتحلم الرسامة خلود خالد بأن تصبح من أشهر رسامي قصص الأطفال في العالم وأن تنتشر رسوماتها على نطاق واسع.
تعليقات الفيسبوك